يلتقي العهد مع النجمة الليلة (21:00)، مباراة قد تعطي لأحدهما أفضليّة على الآخر، وتغيّر من شكل الصدارة التي يتقاسمانها نقاطاً حتى الوصول إلى المرحلة العاشرة من عمر الدوري اللبناني لكرة القدم. نقاطٌ فنية عدّة يمكن التوقف عندها قبل اللقاء، إذ ان الفريقين لم يتشاركا الصدارة فقط، بل تقاسما أيضاً الانتقادات بسبب مستواهما. جمع كلٌّ منهما 25 نقطة من أصل 27 ممكنة، ولكنهما لم يظهرا بصورة البطل، كما لم يقدم الفريقان ما يعكس حجم المواهب والأسماء في تشكيلتيهما.هو مشهدٌ عرفه النجمة في غالبية مبارياته، بينما قد تكون المباراة الأخيرة للعهد أمام شباب الساحل هي الأسوأ له هذا الموسم، وهو ما يقلق كثيراً كون بطل الموسمين الماضيين اعتاد على السير في مستوى تصاعدي، لكن ليس في الفترة الأخيرة. يوافق جمال الحاج على هذا الكلام. لاعب النجمة والعهد سابقاً (خاض مع الأخير مرحلة الذهاب في موسم 2003-2004)، الذي أشرف على الفريقين أيضاً، يشير إلى أن العهد ليس بمستواه المعروف «ربما بسبب كثرة الإصابات وبعض التغييرات التي أفرزت عدم انسجام بين بعض اللاعبين، إضافة إلى العقليّة اللبنانية، حيث اعتدنا رؤية الكثير من الفرق التي لا تقدّم مستوى ثابتاً، وهو أمر يعاني منه الكل. كما أنّ هناك مسألة تقديم بعض الخصوم مستوى غير منتظر ما يعقّد المهمة أحياناً». لكن الحاج يشدد على أنّ «قوة العهد هي في منظومته، إذ لديه الحلول الكثيرة على المستويين الجماعي والفردي».
وهذا الرأي لا يلتقي مع رأي مدربٍ آخر أشرف على الفريقين أيضاً، وهو موسى حجيج الذي يعدّ ثاني هدافي القمّة بـ 12 هدفاً، بعد حسن معتوق الذي سجل 14 هدفاً، 12 منها مع العهد و2 مع النجمة. ويعتبر «المايسترو» أن اللقاء قد يشكل فرصة للنجمة لفرض معادلة جديدة أمام فريقٍ بدا أقوى منه في الموسم الماضي، «فالعهد تراجع مستواه مقارنة بالموسم الماضي، وفقد منظومته لأسباب عدة، بينما النجمة في وضعٍ أفضل، لكن على صعيد النتائج إذا ما أخذنا الموسم الماضي أيضاً للمقارنة».
لم يتشارك الفريقان الصدارة فقط بل تقاسما الانتقادات بسبب مستواهما المهزوز


النتائج هي وحدها التي أراحت أعصاب جمهور الفريقين، وهي ظاهرة غير صحيّة بنظر الكثيرين. وفي هذا الإطار يعتبر حجيج أن عدم تقديم أداء مقنع هو أمر لا يطمئن للمستقبل بالنسبة إلى النجمة، «إذ حتى خلال المباراة الواحدة يمكن أن نلمس فترات صعود وهبوط في مستوى الفريق». ويعقّب الحاج متسائلاً «هل نحكم على الأداء أم النتائج؟ هي جدليّة حاضرة أصلاً في كرة القدم حول العالم». ويضيف «حقق النجمة المطلوب، ورغم أن كثيرين يعطون الأفضلية دائماً للعهد في أي مواجهة، فإن النجمة قادر على تغيير المعادلة هذه المرة».
صحيح أن العهد افتقد نسبة كبيرة من التجانس الذي عُرف عنه، لكن تبقى هذه النقطة حاضرة بين عددٍ من لاعبيه الذين ينشطون سويّاً منذ فترة طويلة، بينما اكتسبها النجمة تباعاً، وهو أمر ظهر في آخر مباراتين أمام الصفاء والراسينغ على التوالي، ولو أن المستوى العام اختلف بين اللقاءين. وبرأي حجيج، «النجمة تحسّن على المستوى الجماعي، وهي نقطة تصبّ في مصلحته، بينما غاب الأداء الجماعي عن العهد في آخر مباراتين، واعتمد في فترات كثيرة على الحلول الفردية». أمّا الحاج فيرى أن «العهد يتميّز عن النجمة ببناء الهجمة وفرض أسلوبه على الخصم». لكن الحاج أيضاً، يرى نقطة قوة مهمة وهي «عندما تصل الكرة إلى الثلث الأخير فإن النجمة يبدو مرعباً، وهي المسألة التي تميزه عن العهد، فلديه قدرة أكبر على الحسم عبر رباعي الهجوم، فهناك لاعبين حاسمين على المستوى الفردي، أمثال المل ونادر مطر والبرازيلي فيليبي دوس سانتوس وحسن معتوق الذي يبدو حاضراً بدنياً وفنياً بشكلٍ كبير ويظهر عادة في المناسبات الكبيرة».
وبرأي النجمين السابقين، هناك عامل آخر لا يجب إسقاطه أبداً من الحسابات، وهو صبّ سابقاً في مصلحة النجمة قبل أن يستوعبه العهد، فيقول الحاج، «لا يمكن إغفال مدى تأثير جمهور النجمة على النتيجة، وفي حال استوعب العهد الضغط الجماهيري فإنه سيكون بمقدوره تقديم كل ما لديه». أما حجيج فيقول: «ليست أفضلية النجمة بشخصية لاعبيه والحافز الموجود لديهم فقط، بل بسلاح الجمهور في مباراة حسمٍ حساسة حيث الضغط العصبي يكون في أعلى مستوياته عادةً». إذاً بين نقاط القوة والضعف، تبدو الكفّة متساوية ومتوازنة إلى حدٍّ ما بين الطرفين، لتكون الكلمة الأولى والأخيرة للاعبين على المستطيل الأخضر.