يخوض منتخب لبنان لكرة القدم اليوم الساعة الثانية ظهراً بتوقيت بيروت مباراته الودية الأولى في أوستراليا والتي ستجمعه مع المنتخب الأوزبكي. لقاء سيشهد حدثين الأول هو مشاركة الأخوين أليكس (26 عاماً) وفيلكس (24 عاماً) ملكي للمرة الأولى مع المنتخب اللبناني. الحدث الثاني سيكون عودة باسل جرادي الى صفوف المنتخب بعد طول غياب. مشاركة الأخوين ملكي جاءت بعد مسار سنة كاملة من الجهد من قبل القيمّين على المنتخب لاستعادة اللاعبين اللبنانيّي - السويديّي الجنسية. قصة اللاعبَين بدأت قبل سنة حين قام اللبناني علي لوباني، المقيم في ألمانيا والذي يهتم لأمر اللاعبين من جذور لبنانية، بالاتصال بأليكس سائلاً إذا ما كان لبناني الأصل ويرغب باللعب مع المنتخب. جواب الشقيق الأكبر كان إيجاباً فتم إبلاغ مدير المنتخب فؤاد بلهوان ومنه إلى المدير الفني ميودراغ رادولوفيتش الذي تواصل مع اللاعبين وأعطى الضوء الأخضر لبدء استعادة جنسياتهما. يتحدث الأخوان ملكي عن مشوارهما الكروي الذي بدا في السويد حيث ولدا من أبٍ لبناني وأم سويدية. بدايتهما كانت مبكرة عن عمر ست وأربع سنوات حيث كانا يلعبان في مركز خط الوسط قبل أن يتم ترفيعهما الى الفئة الأعلى. حينها قرر مدرب الفريق في ذلك الوقت أن يلعب أليكس في مركز خط الدفاع حيث خاض مباراته الأولى وكان أفضل لاعب في المباراة ومنذ ذلك الحين أصبح أليكس مدافعاً في حين يلعب شقيقه الأصغر فيليكس في خط الوسط المدافع. الأخير ليس لديه تجربة مع المنتخب الوطني السويدي بعكس شقيقه أليكس الذي لعب أربع مباريات مع منتخب دون 21 سنة. يلعب الأخوان ملكي حالياً مع فريق AFC ASKLISTUNAK السويدي الذي هبط في الموسم الماضي إلى الدرجة الثانية. يأمل اللاعبان أن يعودا إلى مصاف أندية الدرجة الأولى خصوصاً أن الأمور تسير بشكل جيّد. يبدو الأخوان ملكي متحمسين للعب مع منتخب لبنان وتحديداً في بطولة آسيا. فهما يأملان أن يحققا نتيجة إيجابية مع المنتخب اللبناني في أول بطولة رسمية لهما مع منتخبهما الأم في حال اختارهما المدرب رادولوفيتش ليكونا ضمن المنتخب في الإمارات. يتحدثان بشغف عن العودة إلى جذورهما رغم أنهما لا يملكان فكرة عن الكرة اللبنانية. «بعد الاتصال بنا من قبل المدرب رادولوفيتش تابعنا بعض المباريات لمنتخب لبنان مع الأردن وعُمان والكويت. من الصعب أن تعطي حكماً على المستوى من خلال المشاهدة. يجب أن تلعب على الأرض لكن مما شاهدناه يبدو المستوى جيداً»، يقول الأخوان ملكي عن المنتخب اللبناني. نسألهما عن لاعبين لفتوا نظرهما فيجيب أليكس «عمر شعبان كان مميزاً كمهاجم بتحركاته وتسجيله هدفاً مع الأردن».
لعب أليكس ملكي أربع مباريات مع منتخب السويدي دون 21 عاماً


زيارتهما إلى لبنان كانت قصيرة لم تستمر أكثر من 36 ساعة الشهر الماضي. حضرا لانجاز معاملات جواز سفرهما. هي الزيارة الثانية لأليكس إلى بيروت. الأولى كانت قبل 13 عاماً. «كنت صغيراً حينها. بيروت مدينة جميلة يمكن العيش فيها». أما بالنسبة لفيليكس فهي الزيارة الأولى إلى وطنه الأم. هل جمالية البلد تعني أنه بالإمكان المجيء والاحتراف مع أحد الفرق اللبنانية؟ «لم لا؟» يجيب أليكس ملكي بسرعة: «صحيح أننا مرتبطون بعقدين مع نادينا السويدي، لكن من الممكن أن نلعب في لبنان مع أحد الفرق اللبنانية في المستقبل. كل شيء وارد»، ويوافقه شقيقه، الذي لا يعرف العربية، على عكس أخيه الذي يفهم القليل منها.
ما هو مريح بالنسبة للمنتخب اللبناني أن المؤشرات الأولى من معسكر المنتخب في أوستراليا عن اللاعبين إيجابية جداً. فاللاعبان أظهرا احترافية عالية وبدا مستواهما جيداً رغم أنهما لم يخوضا سوى ثلاث تمرينات. أضف الى ذلك شخصيتهما المحببة ما يوحي بأن الأمور قد تسير بشكل جيد في حال نالا رضا المدرب رادولوفيتش على الصعيد الفني.



كيف عاد جرادي؟


يستعيد منتخب لبنان اليوم لاعبه باسل جرادي بعد طول غياب. لعب جرادي سابقاً مع منتخب لبنان في صيدا أمام منتخب العراق وسجّل هدفاً. ومنذ ذلك الحين غاب اللاعب اللبناني ــ الدنماركي قبل أن يحصل أول اتصال من جديد قبل لقاء لبنان والكويت الودي. أبلغ جرادي صديقاً مقرّباً من المدير التقني في المنتخب يوسف محمد عن رغبته بالعودة إلى منتخب لبنان. رحّب «دودو» بالموضوع واتصل بجرادي واستوضح منه حقيق الموضوع. تجربة «دودو» مع جرادي السابقة كانت جيدة على الصعيد الشخصي. فاللاعب اللبناني يملك شخصية متواضعة ومحببة والمشكلة في السابق كانت في فريقه وأطراف آخرين حالوا دون أن يستمر مع منتخب لبنان. المشكلة كانت في كيفية مفاتحة المدرب رادولفيتش بالموضوع. فالأخير يملك تجربة سيئة مع جرادي على صعيد عدم الوضوح والوعود بالالتحاق بالمنتخب ومن ثم التراجع عنها. لكن وبعد جهود من «دودو» وعضو لجنة المنتخبات رشيد نصار جرت حلحلة الأمور خصوصاً أن رادولوفتيش غلّب مصلحة المنتخب على أي أمرٍ آخر. بعد ذلك كان هناك تصريح إعلامي لجرادي تحدث فيه عن رغبته باللعب مع المنتخب تلاه اتصال مع المدرب رادولوفيتش جرى فيه توضيح جميع الأمور. اللقاء الأول كان في مدينة بريزبن الأوسترالية حيث سيلعب منتخب لبنان مباراته الأولى مع أوزبكستان. لقاء غسل قلوب وفتح صفحة جديدة ليستعيد منتخب لبنان لاعباً سيشكّل إضافة كبيرة لمنتخب الأرز في استحقاقه الآسيوي بعد أقل من شهرين.


أميوني يبتعد عن المنتخب


بقدر ما تبدو الأمور إيجابية على صعيد اللاعبين المحترفين في الخارج وتحديداً الأخوين ملكي وباسل جرادي، فإن الأجواء تبدو قاتمة بالنسبة للبناني ــ المكسيكي جيرونيمو أميوني. فالمعطيات تشير إلى أن حظوظ مشاركته مع منتخب لبنان ضعيفة جداً إذا لم تكن معدومة. فبعد أن قام المسؤولون في الاتحاد والمنتخب بما يلزم لإتمام أوراق استعادته الجنسية، حضر أميوني قبل أشهر إلى بيروت حيث تم استصدار جواز سفر لبناني وأرسلت جميع الأوراق إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» للحصول على إذن للاعب للمشاركة مع منتخب لبنان. وكان الجميع يتأمّل خيراً بعد إتمام جميع المعاملات. المفاجأة كانت بأن الفيفا رفض منح الإذن بسبب استرجاع أميوني لجنسيته بعد أن لعب مباراة رسمية مع منتخب المكسيكي. فأميوني سبق ولعب مع منتخب المكسيك دون 23 عاماً لعدة مباريات أولها في 25 آذار 2012 ضمن مسابقةرسمية. أما جنسيته فقد استعادها العام الماضي وبالتالي ووفقاً لقوانين الفيفا لا يحق للاعب المشاركة مع منتخب آخر استعاد جنسيته بعد أن لعب مباراته الرسمية مع منتخب آخر. لكن المسؤولين في الاتحاد يقومون بمساعٍ لإيجاد مخرج أو حلّ للمشكلة رغم صعوبة الموضوع خصوصاً أن الفيفا يطلب أوراقاً كثيرة في قضايا مماثلة من الصعب تأمينها.