شهدت المرحلة السابعة من الدوري اللبناني لكرة القدم مواجهة بين فريقي السلام زغرتا وضيفه الراسينغ. انتهت المباراة بتعادل إيجابي 1 - 1. تعادل بطعم الخسارة للفريقين اللذين لم يظهرا بالصورة التي يأملها جمهورا الفريقين. السلام في المركز السادس برصيد 8 نقاط والراسينغ خلفه مباشرة برصيد ست نقاط. ممثل زغرتا جمع ثماني نقاط من أصل 21 ممكنة من فوز على شباب الساحل وخمسة تعادلات وخسارة من النجمة. الراسينغ يملك 6 نقاط من فوز على الغازية 2 - 1 وثلاثة تعادلات وثلاث خسارات من الأنصار والإخاء الأهلي عاليه والبقاع. قد يظن البعض أن حلول السلام والراسينغ في منتصف الترتيب أمرٌ مقبول نظراً لإمكانات الفريقين الفنية. لكن في نظرة إلى جدول الترتيب بشكل عام، نجد أن الفريقين لا يبتعدان إلا بعدد قليل جداً من النقاط يراوح بين ثلاث وأربع نقاط عن الفرق التي تتذيّل الترتيب.لم يكن أحدٌ يتوقع أن تكون صورة الفريقين بعد مرور أكثر من نصف مرحلة الذهاب على هذا الشكل. الراسينغ فاز مباراة واحدة، وتعادل مع العهد، من دون أن يستحق النقاط التي حصدها. رصيده من الأهداف الآن هو ناقص ثلاثة مع تسجيله ستة أهداف وتلقيه تسعة. لكن مدير الفريق وقائد الفريق الأسبق ربيع أبو شعيا، يؤكّد رضى المسؤولين في النادي عن أداء الفريق. يقدّم الكابتن ربيع مقاربة واقعية لوضع الفريق: «نقدم أداءً جيداً، لكن المشكلة في النتائج. مع السلام تقدمنا حتى الدقيقة 76 قبل أن نتلقى هدفاً. مع الأنصار خسرنا بعد خطأ من الحارس. أمام العهد تقدمنا 2 - 0 ثم تعادلنا. هذا مردّه إلى الاستعداد المتأخر الذي فرضته ضبابية الصورة على الصعيد المادي» يقول مدير الراسينغ لـ«الأخبار». ويضيف أبو شعيا أسباباً أخرى إلى النتائج المتقلبة، وهي خسارة عدد كبير من اللاعبين المفاتيح كعدنان ملحم ومحمود كجك وغازي حنينة نتيجة عدم القدرة على إيفاء متطلباتهم المادية. هذا الأمر أدى إلى استقدام ما يقارب ثمانية لاعبين جدد كما يقول أبو شعيا، ما سيؤدي إلى عدم وجود تجانس في الفترة الأولى «وهذا أيضاً سببه المشكلة المادية» يختم أبو شعيا مقاربته لوضع الراسينغ.
يعاني السلام زغرتا من مشكلة هجومية سيعمل على حلّها خلال فترة التوقف


السلام، من جهته أيضاً، يمرّ بفترة من عدم الاتزان. فوز وحيد على شباب الساحل وخمسة تعادلات وخسارة من النجمة. ممثل لبنان الأول في كأس العرب وصاحب العرضين الجيدين في مباراتيه مع الرجاء البيضاوي لم يحرز سوى 8 نقاط من 21 ممكنة. رصيده من الأهداف صفر، مع تسجيله أربعة أهداف وتلقيه مثلها. لا يبدو أن تجربته التونسية الثالثة تتوافق مع طموحاته. حاول ثانية مع المدرب التونسي ماهر السديري، ولم تنجح. ثالثة التجارب كانت مع المدرب الحالي طارق ثابت، لكن الجمهور ما زال يبحث عن السلام زغرتا الذي كان مع التونسي طارق جرّايا.
يتحدث المدرب ثابت لـ«الأخبار» عن فريقه، بدءاً من مباراته الرجاء البيضاوي في إياب كأس العرب التي تعادل فيها السلام 1 - 1 في المغرب. «هذه المباراة استنزفت الفريق بدنياً، فتعادلنا مع البقاع سلباً، لكن عدنا وفزنا على الساحل» يعود ثابت في ذاكرته إلى الوراء. يحدد مشكلة الفريق في أمرين: الإصابات وعدم اكتمال الفريق الذي لعب مع الرجاء. إذ غاب عدنان ملحم والبوسني ماركو ميهايلوفيتش وأحمد المصري بسبب الإصابة. طرد وليد إسماعيل أمام النجمة. ويستشهد ثابت بلقاء الراسينغ الأخير حيث لم يكن هناك سوى لاعبين اثنين كاحتياط مع إصابة عدد كبير من اللاعبين. «حتى إن تمرين الفريق في بعض الأحيان لا يضم اكثر من 15 لاعباً أحياناً».
الأمر الثاني عدم القدرة على التسجيل. تجد مدرب السلام راضياً عن الجانب الدفاعي من الفريق. «نحن ثاني أفضل خط دفاع بعد العهد والنجمة. لكن المشكلة في عدم ترجمة الفرص إلى أهداف، وهذا ما يؤثّر في الناحية النفسية للفريق» يضيف ثابت. ويكشف المدرب التونسي أن فترة الأسبوعين المقبلين مع توقف الدوري ستكون مخصصة لإيجاد حلول هجومية للفريق.
ويرى ثابت أن عمله يتكامل مع عمل الإدارة التي سدّدت في اليومين الماضيين قسماً كبيراً من مستحقات اللاعبين المادية كنوع من الدعم، وتمنى لو استطاع الفريق الفوز على الراسينغ كنوع من الشكر للإدارة. إلى ذلك، يأسف ثابت لإهدار ست نقاط على أرضه، لكنه يعد الجمهور، الذي هو متأكّد أنه يتفهم الأوضاع في الفريق، بأن يستعيد هذه النقاط خارج أرض السلام بدءاً من مباراة العهد في الأسبوع الثامن. «ففي هذه المباراة ستكون صفوف الفريق مكتملة للمرة الأولى منذ لقاء الرجاء البيضاوي» يختم المدرب التونسي حديثه لـ«الأخبار».