لا يعكس مركز نادي الأنصار في جدول ترتيب بطولة لبنان لكرة القدم المستوى الذي يقدمه «الأخضر» هذا الموسم. فهناك شبه اتفاق على أن عروض الأنصار قد تكون الأفضل للفريق منذ سنوات. مركز خامس برصيد أربع نقاط من فوز على التضامن صور وتعادل أمام الصفاء وخسارة من النجمة في افتتاح الدوري.صورة قد تكون ظالمة بحق الأنصاريين. الخسارة القاسية أمام النجمة (2 - 4) في انطلاق الدوري جاءت «قاسية» بحق الأنصار الذي كان الطرف الأفضل في المباراة. محظوظٌ كان غريمه اللدود بالخروج فائزاً، فكيف الحال إذا كان هذا الفوز برباعية لا تعكس واقع المباراة. «ظلمٌ كروي» آخر لحق بالأنصار في الأسبوع الثالث من الدوري حين سقط في فخ التعادل الإيجابي (1-1) مع الصفاء على ملعب صيدا. تعادل قاتل في الدقيقة الأخيرة من مباراة كان يستحق الأنصار أن يخرج فائزاً منها. إضاعة فرص وخطأ مميت من المدافع حسن بيطار أضاع على الأنصار نقطتين مستحقتين.
لماذا أرقام الأنصار تبدو ضعيفة مقابل الصورة المشرقة لمستواه الفني؟
«سوء الحظ وفقدان للتركيز في الدقائق الأخيرة جعلنا نخسر خمس نقاط هذا الموسم»، هذا ما يقوله المدير الفني للفريق الأردني عبد الله أبو زمع في حديث مع «الأخبار». تسلم الأخير مهامه جاء بعد «عملية جراحية» سريعة للفريق قبل عشرين يوماً على انطلاق الدوري خلفاً للتشيكي فرانز ستراكا. عمل أبو زمع سريعاً على ترتيب البيت الداخلي الأنصاري فنياً فنجح بالشكل لكنه لم يوفّق بالنتائج.
عمل أبو زمع سريعاً على ترتيب البيت الداخلي لنادي الأنصار


هذا الأمر لا يدفع بالمدرب الأردني إلى الشعور بالإحباط. فكثيرون مؤمنون بأن الأنصار هذا الموسم «غير» إلى درجة أن الأسف يصيب الخصم قبل الحليف حين يتعثّر الأنصار. أبو زمع مؤمن بأن فريقه سيكون له شأنٌ هذا الموسم. لكن هل يصل هذا إلى درجة إحراز لقب الدوري في وجود حامل اللقب والمرشح الأبرز فريق العهد؟
يذهب أبو زمع إلى الترتيب العام «النجمة متصدر والعهد الثاني وبالتالي كل شيء وارد. ما أنا متأكّد منه هو أن الأنصار سيكون حاضراً على منصة التتويج. قد لا تكون منصة الدوري، بل ممكن الكأس، لكن الأنصار سيحرز لقباً هذا الموسم. وما سيميّزه هو نفسه الطويل».
يشكّل اللاعب الأجنبي عنصراً أساسياً في أي فريق ينافس على اللقب. في الأنصار هناك هداف الموسم الماضي السنغالي الحاج مالك والتونسي حسام اللواتي والغيني ابو بكر كامارا. في المباريات الثلاث الأولى فرض اللواتي نفسه أحد نجوم هذا الموسم، في حين لم ينل كامارا فرصته بعد بالشكل الكامل. أما علامة الاستفهام فكانت حول أداء الحاج مالك الذي بدا بعيداً عن المستوى الذي قدّمه في الموسم الماضي.
بالنسبة إلى أبو زمع فهو مصرٌّ على أن الحاج مالك قادر على استعادة مستواه. فهو سبق ولعب تحت قيادته موسمين حين كان أبو زمع يدرّب الوحدات الأردني وفاز معه بلقب الدوري مرتين. كما أن الحاج مالك كان جيداً في المباراة الأولى. أما في ما يتعلّق باللواتي وكامارا «فهما مميزان»، لكن الحظ عاند الأخير حين غاب عن المباراة الأولى بسبب الإيقاف فشارك معتز بالله الجنيدي وحسن بيطار في الدفاع وأثبتا أحقيتهما باللعب كأساسيين، لكن «لا شك أن كامارا سيأخذ فرصته في المباريات المقبلة».
محلياً، يتوقّف أبو زمع عند أداء عباس عطوي «أونيكا» وزميليه حسن شعيتو «موني» ونصار نصار، دون أن يقلل من شأن باقي اللاعبين. «فالأداء الجماعي للفريق لا يحصر النجومية بلاعب او اثنين» يقول أبو زمع. ويعبّر المدرب الأردني عن سعادته بوجود سبعة لاعبين من فريقه في منتخب لبنان، لكنه يتمنى أن يأخذوا فرصتهم أكثر حيث أن معظمهم يبقى على الاحتياط.
اليوم يتوّجه الأنصار إلى ملعب جونية لمواجهة صاحب الأرض الراسينغ في افتتاح الأسبوع الرابع من الدوري عند الساعة الرابعة عصراً. مباراة صعبة أمام صاحب أرض يلعب للمرة الثالثة على ملعبه هذا الموسم من أصل أربع مباريات وهو يحتل المركز السادس ويملك في رصيده أربع نقاط من فوز على الغازية وتعادل مع العهد. مهمة صعبة للأنصاريين الذين لا يملكون خياراً سوى الفوز إذا ما أرادوا المحافظة على حظوظهم في المنافسة على اللقب. أمرٌ يعلمه تماماً أبو زمع وهو يؤكّد بأن فريقه ذاهبٌ إلى جونيه للفوز «وإذا حصل ذلك فلن يكون بسهولة على الإطلاق نظراً لقوة الخصم» يختم المدرب الأردني حديثه لـ«الأخبار».