لا يختلف اثنان على أنّ ما يجري داخل الاتحاد اللبناني لكرة السلّة، لا ينفصل عن السياسة، وتعود جذوره إلى قبل نحو عامين، وتحديداً إلى انتخابات الاتحاد حيث كان الصراع محتدماً بين لائحتين، الأولى يترأسها بيار كخيا ومدعومة من حزب القوات اللبنانيّة، أمّا الثانية يرأسها أكرم الحلبي ومدعومة من التيار الوطني الحر. فاز كخيا حينها، ثم دارت الأيام. جاءت بطولة آسيا للمنتخبات إلى لبنان، وبعدها تغيّر كل شيء.الديون التي فاقت المليون ونصف المليون دولار والمشاكل الاتحاديّة أخرجت كخيا من الصورة. وأخيراً، انتهى «الأخذ والرد» داخل الاتحاد. صار أكرم الحلبي رئيساً، وطوني خليل أميناً عاماً للاتحاد. نحن الآن في مرحلة جديدة دخلها الاتحاد اللبناني لكرة السلّة. اللجنة الإداريّة التي وافقت على استقالة الرئيس (السابق) بيار كخيا قبل أسابيع، ورفضت عودته إلى رئاسة الاتحاد حين أراد ذلك، هي نفسها اجتمعت يوم السبت وانتخبت أكرم حلبي رئيساً للاتحاد. بعودة سريعة إلى الوراء، الجميع يدرك أن خلافات الاتحاد تعود إلى بطولة آسيا وما ترتب عليها من مشاكل وديون، كما أنّ الجميع تحدّث عن الاتفاق الذي حصل بين كخيا والحلبي في بطولة دبي الأخيرة، والذي كان من شأنه إيصال الحلبي إلى رئاسة الاتحاد بـ«التراضي»، وليس بالطريقة التي حصلت يوم السبت بحسب وجهة نظر الفريق القريب من كخيا. تقول أوساط سلّوية إن «الصراع» داخل اتحاد السلّة لا ينفصل عن التجاذبات العونيّة ــ القواتيّة المتزايدة في الآونة الأخيرة، وأن هذه الخلافات انسحبت إلى اتحاد السلّة. بعد انتخابات الاتحاد في عام 2016 حصل تباعد بين كخيا والحلبي، ثم عاد وحصل اتفاق على هامش بطولة دبي قبل أشهر، أمّا اليوم فالأمور عادت إلى المربع الأوّل.
سيشارك أعضاء من فريق كخيا في جلسة اليوم وهم غير راضين عن ما حصل


تسعة أعضاء في الاتحاد عقدوا جلسة استثنائيّة تم خلالها انتخاب الحلبي رئيساً، لملء المقعد الرئاسي الشاغر بعد استقالة كخيا، ولكي لا «تُكسر الجرّة» مع القوات اللبنانيّة تم انتخاب طوني خليل المحسوب على حزب القوات أميناً عاماً بدلاً من شربل رزق، وغازي بستاني رئيساً للجنة المنتخبات الوطنيّة. وعلى ضوء هذه التطورات أكّدت أوساط مقرّبة من الاتحاد لـ«الأخبار» أنّ غياب الرئيس السابق بيار كخيا المستمر عن رئاسة اجتماعات الاتحاد بعد بطولة آسيا، وبقاءه لفترات طويلة خارج البلاد ساهم أيضاً بعدم قبول الهيئة الإدارية رغبته بالعودة عن الاستقالة، كما أنّ حضور الحلبي الذي ترأس لجنة المنتخبات الوطنية في الفترة السابقة تزامناً مع تصفيات كأس العالم والنتائج الإيجابيّة للمنتخب خلال تلك الفترة عزّز دوره داخل الاتحاد. إضافة إلى عمله خلال الفترة الماضية على تسوية أمور المنتخب مع الاتحادين الآسيوي والدولي عندما كان المنتخب الأوّل مهدداً بالإيقاف نتيجة الديون المتراكمة على اتحاد اللعبة.
وفي أوّل تصريح له عقب انتخابه رئيساً، قال الحلبي إنّه لم يكن هناك بديل مما حدث، كما دعا الرئيس السابق بيار كخيا إلى العودة وتسوية الأخطاء التي حصلت خلال بطولة آسيا الأخيرة، والعمل على تسكير الديون المتراكمة. وقال الحلبي إن الباب مفتوح لتسوية كل الخلافات السابقة وتقريب وجهات النظر. وفي هذا الإطار أكّدت مصادر من داخل الاتحاد لـ«الأخبار» أن هناك خشية حقيقيّة من جلسة الاثنين (اليوم) التي من المتوقع أن تشهد تجاذبات كبيرة، خاصّة أن أعضاء من فريق كخيا سيشاركون في الجلسة، وهم غير راضين عن ما حصل، بالطريقة التي حصلت فيها الأمور، خاصة أن هناك أعضاءً لم يشاركوا في الجلسة الاستثنائية، كما أن هناك أعضاء مستقيلين لم يُنظر باستقالاتهم، ولم يتم انتخاب بديل منهم، وهم لا يزالون في الاتحاد ولا يشاركون وهو ما ترى فيه بعض الجهات خللاً قانونيّاً.
وتؤكد مصادر «سلّوية» أن عدم الرضى ليس فقط من بعض الأطراف داخل الاتحاد، إنما من بعض الأوساط الرياضية، خاصة أن بعض الرؤساء السابقين لاتحاد كرة السلّة بينهم جورج بركات كانوا قدر أعربوا في أيار الماضي خلال فترة احتدام الخلافات داخل الاتحاد عن رفضهم أي تسويات داخل اتحاد كرة السلّة الحالي، ورغبتهم بخوض غمار انتخابات اللجنة الإدارية للاتحاد في حال استقالة اللجنة الادارية الحالية. ومن المتوقع أن يكون هناك بعض الاعتراضات خلال الأسبوع المقبل، خاصة من الأطراف التي تعتبر أن ما حصل هو نتيجة لاتفاقات بين الأحزاب وداخل الاتحاد، ليس من شأنها حل مشاكل كرة السلّة المتراكمة، إنّما تحميل اللعبة المزيد من الأعباء.
في أي حال، دخلنا مرحلة جديدة وحساسة ستعيشها كرة السلّة اللبنانيّة، تمتد من الديون على الاتحاد إلى الوضع المالي الصعب لأكثر من خمسة أندية في الدرجة الأولى، وهي أمور بحاجة إلى حلول سريعة قبل بداية الموسم، وقبل عودة لبنان إلى استكمال المرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم.