لم تكن زيارة وفد الاتحاد لنادي العهد للطلب من إدارته تفريغ مدربه ثيو بوكير مع المنتخب اللبناني زيارة عادية. فالموضوع يتعلّق بمنتخب لبنان الذي وصل الى درجة أصبح معها كل أمر يتعلق به حدثاً كبيراً. فهو المنتخب الذي أعاد البريق الى الكرة اللبنانية، وهو المنتخب الذي وحّد اللبنانيين، وهو المنتخب الذي طلب اتحاد ساحل العاج خوض مباراة ودية معه. وعليه، فإن زيارة الوفد الاتحادي كانت أشبه بمن يُعدّ ليطلب عروساً من أهلها. وما زاد الحدث أهمية هو أن العهد ليس نادياً عادياً، فهو «والد العروس»، وبالتالي لا يمكن أن تجري الزيارة سوى بوفد اتحادي كبير تقدمه الرئيس هاشم حيدر ونائبه ريمون سمعان والأمين العام بالوكالة جهاد الشحف ومازن رمضان وجورج شاهين وموسى مكي. وغاب الأمين العام رهيف علامة وسمعان الدويهي بداعي السفر، ورئيس لجنة المنتخبات أحمد قمر الدين بسبب عارض صحي، ومحمود الربعة. الأجواء كانت توحي بالإيجابية وبموافقة نادي العهد على الطلب الاتحادي. وتمهيد حيدر لطلب التفريغ بدأ بالشكر لكل ما قدمه العهد لمنتخب لبنان، «فهذا ليس غريباً على ناد تعامل مع الموضوع من حرص وطني كامل، ومن هنا يكون الطلب بتفريغ بوكير مع المنتخب، نظراً إلى ما تشهده المرحلة المقبلة من معسكرات واستعدادات». وجاءه الرد سريعاً من رئيس النادي أسامة حلباوي الذي حضر مع نائبه أدهم طباجة وأمين السر محمد عاصي ومدير الفريق علي زنيط، فأكّد حلباوي «باسم نادي العهد كل التجاوب مع مطلب الاتحاد، رغم ما يسبّبه هذا الأمر من صعوبات قد تعترض مسيرة النادي، إلا أنها تهون في سبيل غاية وطنية كبرى مثل نجاح المنتخب وتألقه». وهذا ليس جديداً على العهد، فهو سبق أن قدّم مدربه لمنتخب لبنان ودفع ثمن ذلك تراجعاً في نتائج الفريق، لكن رغم ذلك لم يطلب العهد من المنتخب البحث عن مدرب آخر، بل هو بادر الى البحث عن بديل لبوكير لسببين: الأول يتعلق بنجاح بوكير مع المنتخب، وبالتالي كان رأي العهد بقاءه مع المنتخب انطلاقاً من واجب وطني، والسبب الثاني هو أن الادارة وجدت أن بوكير لا يستطيع البقاء مع الفريق لاعتبارات تتعلق ببعض اللاعبين والعلاقة السيّئة بينه وبينهم. ومن هنا كان الاتصال بالمدرب المغربي محمد الساهل، عبر أحد الزملاء، وتم الاتفاق معه، وستبدأ إجراءات قدومه الى لبنان سريعاً لتسلم مهمة التدريب.
وجاءت عملية تفريغ بوكير والتعاقد مع الساهل في توقيت صحيح للمنتخب والعهد؛ فالأول لديه الكثير من العمل والإعداد للمرحلة المقبلة، أما الثاني فعانى من تشتّت فكر بوكير وانشغاله مع المنتخب الى درجة أصبح غير قادر على الإيفاء بالتزاماته تجاه العهد، فهو مثلاً لم يستطع حضور الاجتماع مع اللاعبين أول من أمس بسبب ارتباطه مع لجنة المنتخبات.



بوكير أم الدقة؟

يبدو أن أول هموم العهد حالياً هو المباراة الصعبة في صور مع التضامن في الدوري. فهناك رأي يقول ببقاء بوكير حتى وصول الساهل، لكن لهذا تأثير قد يكون سلبياً على الفريق، وبالتالي قد يكون من الأفضل أن يقود الفريق المدرب المساعد محمد الدقة، نظراً إلى الصدمة الإيجابية التي قد تحدث في الفريق مع ابتعاد بوكير