فقدت كرة القدم أمس أحد أفضل نجوم اللعبة البرازيلي سامبايو دي سوزا فييرا دي اوليفيرا الملقب بسقراطيس بعد تعرضه لمرض في الأمعاء أدخله المستشفى الخميس الماضي، حيث سقط في أحد مطاعم فنادق مدينة ساو باولو مغشياً عليه أثناء تناوله الطعام. وكان سقراطيس قد اعترف بأنه يشرب الكحول بكثرة، لكنه تعهد بوقفها نهائياً، فيما أشارت زوجته كاتيا بانياريلي الى احتمال اجراء عملية زرع في كبده في حال ازدادت حالته سوءاً. النجم الذي بدأ مشواره في الملاعب متأخراً وهو في الرابعة والعشرين، تمكن من النجاح في عالم الكرة بفضل فنياته وموهبته، بعد أن نجح في دراسته ونال شهادة في طب الاطفال. الطبيب الذي كان يفضّل إمتاع الجماهير على الفوز، رجل ذو مبدأ، ضحى بمسيرته الاحترافية في الدوري الايطالي، الذي وصل اليه عام 1984 للعب مع فيورنتينا، وذلك بسبب المقاييس المادية التي تطغى على الـ«سيري أ» وتفضيل الاندية للنتائج على حساب الفرجة، فعاد أدراجه الى البرازيل.
وفي البرازيل بدأ سقراطيس نشاطه السياسي، وكان اللاعب الوحيد الذي أبدى اعتراضه على نظام الحكم الديكتاتوري في البلاد، وقاد مسيرة «دمقرطة» نادي كورينثيانس الذي كان يلعب له. وسقراطيس سجل 168 هدفاً في 302 مباراة خاضها مع كورينثيانس خلال خمسة مواسم، وهو قاد ناديه الى التربع على عرش الكرة في اميركا الجنوبية.
كذلك كان أحد نجوم المنتخب البرازيلي، وخاض أحسن مباريات مشواره الرياضي الذي بدأه في مباراة دولية ودية ضد الارجنتين، حيث تمكن من تسجيل هدفين، وفي نهائيات كأس العالم 1982 في اسبانيا كان الجميع يرشح البرازيل للفوز باللقب، الا أن المنتخب الايطالي فوّت هذه الفرصة على سقراطيس. وشارك مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم 1986 وخرج منها من الدور ربع النهائي على يد فرنسا.
وغادر سقراطيس عالم الكرة فجأة في نيسان 1987، وفضّل التفرّغ لمهنته، معلناً بذلك نهاية مشوار فيلسوف ذي مبدأ مارس ذات يوم الكرة بأمانة وإخلاص بعيداً عن الحسابات المادية التي صارت تلوّث سماء هذه الرياضة، لكنه لم يبتعد كثيراً فعاد ودافع عن الوان سانتوس (1988-1989) ثم بوتافوغو مجدداً (1989) قبل ان يعتزل لحوالى 15 عاماً، ثم يعود الى الملاعب عام 2004 كمدرب ولاعب، لمدة شهر فقط، مع فريق غارفورث تاون الانكليزي المتواضع.