منذ هبوطه الى الدرجة الثانية في نهاية موسم 2008-2009 بعد احتلاله المركز الحادي عشر والاخير على لائحة الترتيب العام لبطولة الدرجة الاولى، لم يجد السلام زغرتا طريقه الى دوري النخبة، لكن العمل على هذا الامر ليس متوقفاً، والادارة ليست في عجلة من أمرها، فعملية البناء تسير على قدمٍ وساق، ونتائج العمل الدؤوب لا بدّ ان تؤتى ثمارها في نهاية المطاف. وفي رؤية سريعة للنتائج العامة للسلام زغرتا في الموسم الكروي الجديد، تتضح الصورة، اذ ان فريق الرجال لم يحقق اي فوزٍ حتى الآن في دوري الدرجة الثانية، بينما يتصدر فريق الاشبال مجموعته امام ثمانية فرق اخرى حاصداً ستة انتصارات من ست مباريات. كذلك سجّل فريق الشباب بداية طيّبة في البطولة متصدراً مجموعته بالعلامة الكاملة بعد ثلاث مباريات.
نتائج ليست مفاجئة بالنسبة الى القيّمين على النادي الذين رسموا منذ انهاء العمل بملعب النادي قبل عامين، استراتيجية ترتكز على تربية النشء على مبادئ للنادي للوصول الى فريقٍ يرتبط بالسلام قلباً وقالباً، لذا كانت فكرة العمل على تأسيس فريقٍ تكون فيه الاولوية لأبناء زغرتا والجوار لما في الامر من انعكاس ايجابي على ترسيخ اللعبة في المنطقة ودفع شبانها الى الرياضة دون سواها.
هذه الاستراتيجية ترفع من القيمة الكروية للنادي حتى لو لم يتواجد بين نخبة الفرق اللبنانية، اضف انها ستوفّر عليه اموالاً كثيرة في المستقبل لكونه سيسدّ حاجاته من نتاج اكاديميته، وهذا ما ظهر عشية الموسم الحالي حيث تمّ ترفيع ثلاثة لاعبين من الفئات العمرية الى الفريق الاول.
ويوضح رئيس النادي الأب اسطفان فرنجية ان النادي الشمالي لا يملك اي طموحات حالياً للتواجد في الدرجة الاولى «اذ ان الاجواء التي عشناها سابقاً من تلاعب وظلم تحكيمي لا شك في اننا كنا سنواجهها لو لعبنا في دوري الاضواء هذا الموسم، لذا التركيز على الفئات العمرية والاكاديمية هو افضل الحلول للخروج بشيء مثمر».
ومن هذا المنطلق تحوّل السلام من نادٍ كروي الى حالة اجتماعية في زغرتا، اذ يؤكد الأب فرنجية ان العمل مع الاولاد لا يتمحور فقط حول كرة القدم بل ان هناك اجتماعات دورية مع الأهل وسعياً لإيجاد حلول للمشاكل الدراسية للاعبين وتأمين الدعم اللازم لهم لتحقيق افضل النتائج على الصعيدين الكروي والدراسي.
ومعلوم انه منذ تسلم الأب فرنجية لرئاسة السلام شهد النادي نهضة كبيرة، أفرزت مشروعاً مهماً بالنسبة الى المنطقة وهو الملعب المعشّب اصطناعياً، والذي تحوّل حاضناً للاكاديمية التي كانت الخطوة الثانية في مشروع فرنجية. واللافت ان كل المردود المادي الذي ينتجه الملعب يسخّر للعمل في الاكاديمية، وذلك بعدما لمس النادي مدى التجاوب الكبير لأهالي المنطقة مع هذا المشروع، اذ بحسب المدرب غسان الخواجة، ارتفع عدد اللاعبين من 100 لاعب في 2009 الى 200 لاعب تتراوح اعمارهم بين 5 و15 عاماً «علماً ان هناك لائحة انتظار، اذ ان قدرتنا الاستيعابية لا يمكنها ان تتخطى هذا العدد لأسبابٍ مختلفة، منها اصرارنا على العمل مع مدربين مخوّلين للاشراف على الفئات العمرية ورفض استقدام اي كان لهذه المهمة، وبالتالي فإن لدينا نقصاً على هذا الصعيد».
الخواجة، الذي كان من الاوائل في دورات الاتحاد الآسيوي، يثمّن خطوات ارسال المدربين لاكتساب الخبرة الخارجية «ولهذه الغاية خاض المدربان جاد يمين وفرنسوا دحدح دورات في الخارج».
قريباً جداً سيعود السلام الى الدرجة الاولى، هذا ما يؤكده القيّمون، وهذه المرة للعب الادوار الاولى. أما جمهوره فسيصبح اكبر، اذ قلّة هي العائلات الزغرتاوية التي لم تزرع بذرة في أكاديمية النادي.