مرّت ثلاث مراحل على انطلاق الدوري اللبناني لكرة القدم، إلا أن الامر الذي يشغل بال الاندية هو «هاجس التحكيم؛ فقد شهدت غالبية المباريات التي أجريت أخطاءً جسيمة غيّرت من مجرى المباريات وحرمت عدداً من الاندية نقاطاً وجهوداً للاعبيها، لعل أبرزها هدف لاعب الراسينغ محمد مطر بيده في مرمى العهد. وكان بطل هذه الحالة الحكم المساعد حسين عيسى. أما الحكم رضوان غندور الذي أدار لقاء القمة بين العهد والنجمة من دون أخطاء فكان «نجماً» في المرحلتين الأوليين حيث احتسب ركلة جزاء للمبرة ضد النجمة، علماً بأن الحالة كان فيها خطأ لصالح حارس «النبيذي» نزيه أسعد الذي أصيب، ثم كانت صافرته شمالية الهوى في لقاء طرابلس وضيفه التضامن صور. كذلك كان للدولي الآخر اندريه حداد حصة من الأخطاء في مباراتي التضامن صور مع الأنصار ولحكم الراية الدولي علي عيد في لقاء الراسينغ وطرابلس.
هذه الارتكابات، وان كانت غير مقصودة، طبعت مباريات الدوري بطابعها الخاص وعلت الأصوات ضد الاداء التحكيمي عموماً. ورأى رئيس لجنة الحكام ريمون سمعان أن الوضع في هذا الجهاز مزر بدرجة كبيرة جداً، حيث لا يوجد عدد كافٍ لمباريات البطولات بكل درجاتها وفئاتها. وأوضح «يقود المباريات 42 حكماً فقط، وهذا عدد ضئيل جداً نسبة الى مجموع المباريات، وهؤلاء الحكام هم الذين تخطوا الاختبارات بنجاح في مقابل فشل 38 آخرين». واشار سمعان إلى ان هناك اختبارات جديدة لإعطاء فرصة للراسبين لأن هناك حاجة ماسة إلى الحكام، إلا أن من لا ينجح لا يمكنه ادارة أي مباراة، كما هناك ايلاء أهمية للحكام الذين يعدون شباباً.
وعن تشكيل اللجنة، رأى سمعان ان «هذا الأمر قيد الدرس رغم ضرورة انجازه، وان الاشخاص الموجودين حالياً أكفاء في هذا العمل انما أيضاً هناك نقص، كما سيجري العمل على اقامة دورات جديدة لإدخال حكام جدد الى السلك الذي يشكل السلطة القضائية في اللعبة». وأمل نائب رئيس الاتحاد ان لا يأتي يوم يضطر فيه الى الاستعانة بحكام أجانب، لأن البطولة تبدو قوية ومتقاربة بين الفرق كافة التي تنشد المنافسة على الالقاب.
وكشف سمعان انه انتدب عدداً من الأشخاص «السريين» لمراقبة الأداء التحكيمي غير مراقبي الحكام الرسميين في كل مباراة.
وباتت مهنة التحكيم غير ذات أولوية لدى من يمارسونها علماً أنهم يتقاضون أجوراً يتحملها الاتحاد كاملة وهي أجور مقبولة.
ورأى مصدر متابع لشؤون التحكيم ان الجهاز عانى نقصاً مهولاً في السنوات الأخيرة حيث كان عديد الحكام أكثر من 200 عام 2005 بينهم 125 حكماً جديداً، لكن السياسة التي انتهجت في ما بعد أدت الى ترك عدد كبير منهم للعبة.

مباراتان في المرحلة الثالثة

وتتابعت أمس مباريات المرحلة الثالثة، إذ عاد شباب الساحل بفوز مهم من أرض مضيفه طرابلس الرياضي 1-0 على ملعب طرابلس البلدي، سجله حسن طهماز الذي استغل خطأ فادحاً من الحارس طوني الضاهر (35).
كذلك تغلب المبرة على ضيفه السلام صور 3-2 على ملعب الصفاء، وتأخرت المباراة نحو ربع الساعة بسبب تأخر وصول الحكم اندريه حداد الى الملعب! وافتتح البرازيلي اسماعيل فرانسيسكو التسجيل للمبرة (32). وتحسن أداء السلام في الشوط الثاني وأدرك له محمد نصار التعادل (65)، ومنح الفلسطيني محمد أبو عتيق التقدّم (73)، لكن طارق العلي أعاد الأمر الى نصابه (78)، وبعدها بدقيقة واحدة سجل فرانسيسكو هدف الفوز للمضيف (79)..