وضع المكتب التنفيذي لألعاب البحر الأبيض المتوسط شهر حزيران 2012 موعداً نهائياً لعقد جمعية عمومية من اجل مناقشة دخول فلسطين وإسرائيل الى الألعاب ومشاركتها في دورة مرسين عام 2013. وعليه، سيكون للدول العربية دور كبير للحؤول دون دخول إسرائيل الى الألعاب، مع ما يعني ذلك من تسلل قد ينسحب على مسابقات أخرى في آسيا.وبعد الموقف الرافض الذي سجله عضو اللجنة الأولمبية الدولية طوني خوري ورئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية أنطوان شارتييه خلال الجمعية العمومية التي عقدت في 15 الجاري في تركيا، يأتي دور التحرك الأكبر على صعيد الدول العربية ومن الباب السياسي. فما قام به خوري وشارتييه لا يعني أن إسرائيل لن تدخل ولا حتى يمكن أن يغيّر شيئاً في حال التصويت عليه في الجمعية المقبلة نظراً لرجحان كفة إسرائيل على صعيد الأصوات. وهذا ما ظهر صراحة في تقرير ممثلي لبنان وخصوصاً في الفقرة الأخيرة حين طالبا «الدولة اللبنانية والحكومة بالعمل على الاتصال بالمراجع العربية المسؤولة لتوحيد الكلمة لمنع تسلل إسرائيل الى هذه الألعاب المتوسطية، خصوصاً أن إسرائيل محدد لها دولياً المشاركة مع المجموعة الأوروبية ومنذ احتلالها لفلسطين».
وتقول مصادر في قطاعات رياضية وأولمبية إنه بدل من التحرّك سريعاً تتصاعد أصوات تسعى إلى إلقاء الضوء على تفاصيل وقشور لا تخدم الهدف الرئيسي، اذ ما زال البعض يناقش موقف اللواء سهيل خوري في المكتب التنفيذي الذي وافق بالإجماع على عقد الجمعية العمومية قبل حزيران 2012. وترى المصادر أنه وجب على خوري الانسحاب أو التحفظ أو حتى الاتصال بالمراجع الرياضية الرسمية ووضعها في أجواء ما يحصل كما فعل شارتييه. لكن كل هذا في نظر تلك المجموعة يقع في خانة «الدعسة الناقصة لخوري» دون التشكيك بوطنيته أو مواقفه ضد إسرائيل، علماً أن بعضاً آخر يرى أن ما قام به أفضل الممكن.
والغريب أن همساً آخر يتصاعد متناولاً شارتييه نفسه عبر التلميح الى حضوره اجتماعاً لممثلي الدول الأوروبية كان حاضراً فيها ممثل اللجنة الأولمبية الإسرائيلية، علماً أن رئيس اللجنة الإسرائيلية كان حاضراً في الجمعية العمومية وكاد أن يحصل على إذن بالكلام من رئيس الألعاب الجزائري عمار عدادي لولا رفض الكتلة العربية لذلك.
فما يُشاع حالياً إن كان بما يتعلّق بسهيل خوري أو بشارتييه يأتي في خانة الاستغلال وتصفية الحسابات، وتوظيف ما حصل في انتخابات اللجنة الأولمبية العام المقبل عبر «حرق» شخصيات مشهود لها بالوطنية، بدلاً من التركيز على الهدف الرئيسي عبر اطلاق التحرك اللبناني.
وعُلم أن هذا التحرك سيبدأ مع عودة وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي من فرنسا، اذ كشف المدير العام للوزارة زيد خيامي عن حصول تنسيق بينه وبين كرامي للتحضير لدعوة وزراء الشباب والرياضة العرب للدول العربية السبع التي تشارك في ألعاب المتوسط وهي لبنان وسوريا ومصر والمغرب وتونس وليبيا والجزائر، اضافة الى ممثل فلسطين على اساس أن الدول الداعمة لدخول إسرائيل ترتكز على دخول فلسطين معها لإسقاط الحجة العربية. كذلك سيدعى رؤساء اللجان الأولمبية في تلك الدول إلى رفع مقترحات وتوصيات الى رذؤساء حكومات تلك الدول للعمل على منع دخول إسرائيل «وتحويلها الى شريك في حين أنها قاتلة».
ويتوافق الموقف اللبناني مع الموقف السوري الذي عبر عنه رئيس الاتحاد الرياضي العام ورئيس اللجنة الأولمبية السورية اللواء موفق جمعة في اتصال مع «الأخبار». فالتحرك اللبناني سيواكبه تحرّك سوري عبر الاتصال بدول الجوار الصديقة التي تعتمد عليها الدول العربية لدعمها في التصويت ضد دخول إسرائيل. فالجمعية العمومية تتألف من 24 عضواً حيث يتطلّب الحصول على 18 صوتاً (75%) كي تستطيع إسرائيل المشاركة، وبالتالي فإن عدد الدول العربية السبع اضافة الى بعض الدول الأوروبية كقبرص اليونان وتركيا والبوسنة والهرسك وألبانيا سيضمن الحصول على العدد المعطّل حتى لو لم يكن هناك تضامن عربي حول الموضوع.
ويأتي التخوف من عدم وجود توحّد عربي انطلاقاً من موقف عدادي الذي طرح مسألة دخول إسرائيل من خارج جدول أعمال الجمعية في 15 الجاري، رغم توافق المكتب التنفيذي قبل يوم على عدم طرحه بعد ضغط من سهيل خوري وممثلة سوريا نور الهدى كرفول. ويرى جمعة أن السبب وراء موقف عدادي هو الضغط الذي يمارسه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روغ عليه، خصوصاً أن روغ طالب السوريين أنفسهم بالتصويت لصالح دخول إسرائيل وإذا لم يصوتوا مع المشروع فالمطلوب ألّا يصوتوا ضده. وهو أمر رفضه الوفد السوري الذي اجتمع مع روغ في لوزان قبل شهرين. ويتابع جمعة «ما هو مؤسف الموقف الفلسطيني من القضية والذي يعزز الطلب الإسرائيلي، في حين من الأفضل أن تقوم إسرائيل بالاعتراف بدولة فلسطين قبل الدخول معها الى الألعاب المتوسطية. كما أن مسألة إشراك إسرائيل في الألعاب ليست مسألة رياضية أو حتى سياسية بل هي مسألة شعوب لا ترضى أن تتشارك الدول العربية وإسرائيل في نشاطات رياضية».
وبانتظار تحديد موعد لعقد الجمعية العمومية العام المقبل ستكون الأشهر المقبلة حاسمة عبر تحركات عربية وأوروبية لقطع الطريق على المشروع، أو سيكون مصير الألعاب المتوسطية على المحك مع نية معظم الدول العربية الانسحاب من الألعاب.



جمعة: موقف خوري وكرفول صائباً

رأى رئيس الاتحاد الرياضي العام في سوريا موفق جمعة أن ما قام به ممثلا لبنان وسوريا في المكتب التنفيذي سهيل خوري ونور الهدى كرفول كان صحيحاً. اذ لا حاجة حينها للتحفظ أو الانسحاب من الاجتماع ما دام موضوع دخول إسرائيل جرى تأجيله الى جمعية عمومية أخرى بانتظار الجهد العربي لمعالجة الموضوع.