يمثل وصول الوداد البيضاوي المغربي والترجي التونسي الى الدور النهائي لدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم عودة ناجحة للنوادي العربية عامة والمغاربية على وجه الخصوص للتألق القاري بعد سنوات عجاف مالت فيها الدفة لمصر على مستوى كأس الأمم ومازيمبي الكونغولي على مستوى الأندية. وللمفارقة فإن الوداد عاد الى المسابقة الابرز من بوابة معاقبة مازيمبي حامل اللقبين في العامين الأخيرين وثاني أندية العالم الذي أشرك لاعباً لا يحق له اللعب معه، وبطريقه تفوق الوداد على الأهلي المصري حامل لقب المسابقة 6 مرات.
ولطالما كانت النوادي العربية متفوقة إذ إن نجوم الملاعب الأفريقية يفضلون الاحتراف الأوروبي حيث ينتقلون الى ملاعب القارة العجوز بأعمار صغيرة جداً، إلا أن دخول مازيمبي في العامين الأخيرين واستغلال الامكانات الضخمة التي يوفرها رئيس النادي الملياردير مويس كاتومبي أعطيا الفريق الكونغولي بطولتين متتاليتين وتسطير انجاز افريقي غير مسبوق بوصوله الى نهائي كأس العالم للأندية بعدما أطاح ناسيونال البرازيلي قبل أن يخسر أمام إنتر ميلانو الايطالي.
وتأتي عودة السيطرة للأندية العربية بفعل التغييرات الكثيرة التي أصابت مصر بعد ثورة وعدم استتباب الأمن وانحدار مستوى اللعبة بعد جيل ممتاز بقيادة محمد أبو تريكة وحسن شحاتة والنادي الأهلي. لكن لا بد من الاعتقاد بأن عودة الفرق المغاربية إلى الساحة القارية ممتازة، اذ أحرز الفتح الرباطي لقب كأس الاتحاد العام الماضي وتأهل المنتخب المغربي الى نهائيات أمم أفريقيا وكذلك التونسي، إضافة الى سعي الاندية التونسية المتواصل لحصد الألقاب وآخرها كان للنجم الساحلي عام 2007 الذي توّج بطلاً للقارة وأيضاً أحرز منتخب المحليين لقب أمم أفريقيا للاعبين المحليين.
وأكد المدير الفني للترجي نبيل معلول بعد تأهل فريقه والوداد الى النهائي أن تأهل الفريق المغربي له نكهة خاصة وأنه كان يفضل مواجهته «لأن الظروف في المغرب ستكون أحسن بكثير».
وتعد المغرب وتونس قوتين تقليديتين في الكرة الأفريقية، الى جانب مصر، حيث فاز ممثلاها بدوري أبطال أفريقيا خمس مرات وثلاث مرات على التوالي. وسبق للترجي التتويج بلقب افريقيا مرة واحدة في 1994 كما احرز الوداد في 1992.