اليوم هو الثلاثاء، يوم انتظره اللبنانيون طويلاً منذ لحظة انطلاق صافرة نهاية مباراة لبنان والإمارات في 6 أيلول الماضي. هذه المباراة، التي فاز فيها لبنان 3 - 1، وفجّرت أفراحاً ممزوجة بحنين الى زمن جميل كانت فيه كرة القدم اللبنانية حديث الشارع الرياضي. هذه المباراة أفرزت معادلة جديدة ظهرت فجأة وهي «لبنان قادر على الفوز».ما إن هدأ الشارع الكروي بعد صدمة الفوز، حتى برز السؤال الكبير «ماذا الآن؟»، إذ إن خسارة لبنان أمام الإمارات كانت ستمثل أمراً طبيعياً بعد سنوات من التراجع المخيف في مستواها، لكن أن يخرج لبنان فائزاً من المباراة، وهو كان قد خسر قبل أربعة أيام أمام كوريا 0 - 6 وقبلها أمام الإمارات والكويت ودياً 2 - 6 و0 - 6، فهذا أمر جعل الجميع يتوقف ويفكر ملياً «ماذا بعد؟». هذه الـ «بعد» تفتح الباب على أمور كثيرة، أولها مباراة اليوم مع الكويت، وثانيها واقع كرة القدم اللبنانية وبارقة الأمل التي شعت من جديد بانتعاش هذه اللعبة، وثالثها مسألة عودة الجمهور مع حضور ما يقارب الستة آلاف متفرج، رغم قرار منع الحضور الجماهيري، الذي كان سارياً قبل 24 ساعة على موعد المباراة.
إذاً أخذت مباراة الكويت أبعاداً كثيرة قد يكون لها انعكاسات كبيرة على كرة القدم اللبنانية، وخصوصاً أنها ستشهد وللمرة الأولى السماح للجمهور بالدخول الى الملعب مجاناً، وبقرار رسمي وبترتيبات اتحادية. هذه النقطة هي محور الأساس في لقاء اليوم، إذ إن الجمهور اللبناني سيكون حاضراً للمرة الأولى على نحو شرعي بعد غياب دام خمس سنوات، وتحديداً منذ عام 2006 حين تحوّلت ملاعب كرة القدم الى ساحات سياسية جديدة وأصبحت امتداداً لساحتي الشهداء ورياض الصلح. حينها تخلّى الجمهور عن تشجيعه الكروي، وركض خلف الاصطفافات السياسية والشعارات الطائفية، فجاء قرار المنع حفاظاً على السلم الأهلي، لتتحول المدرجات الى مرمح للكلاب الشاردة، كما يحصل في المدينة الرياضية، أو لتصبح ألوان المقاعد باهتة كما هي الحال في ملعب بيروت البلدي، أو ليزداد لون مدرجات ملعب برج حمود الباطوني قسوة أكثر فأكثر.
اليوم سيكون الجمهور اللبناني أمام الاختبار الأهم، إذ إما أن يقدم أوراق اعتماده لاعباً أساسياً في مباريات كرة القدم المقبلة عبر انضباطه وتشجيعه اللاسياسي واللاطائفي، أو يضيف ختماً جديداً الى ورقة قرار منع الجمهور بعبارة «مع التجديد». هي فرصة متاحة اليوم لكل مشجع يحب كرة القدم اللبنانية وعانى الحرمان طوال سنوات مضت، فذاق بعضهم الأمرّين للدخول، مستخدماً جميع الوسائل من رشى وتوسلات ووساطات. اليوم هي فرصة لكل مشجع اشتاق الى ملاعب كرة القدم لكي يعود الى ملعبه من الباب الشرعي، ودون منّة من أحد. وحتى يستمر الوضع على ما هو عليه هناك مسؤوليات كبيرة ملقاة على عاتق هذا الجمهور، فهو قدّم «بروفة» ممتازة في لقاء الإمارات، شجّعت القيمين على اللعبة وفي طليعتهم اتحاد كرة القدم على المضي قدماً في العمل على عودة الجمهور الى الملاعب. حينها «حرّك» وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي كرة البداية بالسماح للجمهور بالدخول الى مباراة الإمارات على مسؤوليته، و«تسلم» الكرة منه رئيس الاتحاد هاشم حيدر، الذي عرف كيف يستغل الفرصة ويطلق حملة ترويجية كبيرة بمساعدة عدد من الزملاء الإعلاميين، مع غياب اتحادي رغم الموافقة على تكليف حيدر بالمهمة في جلسة اتحادية، ليبتعدوا عن الصورة، وخصوصاً في الاجتماع الذي عُقد مع وسائل الإعلام لإطلاق الحملة، إذ لم يحضره سوى عضو اتحادي واحد هو جورج شاهين.
الصورة كانت واضحة لمن يريد النظر والرؤية. مباراة الكويت قد تكون فاتحة عودة الحياة الى كرة القدم اللبنانية، والهدف ليس التأهل الى كأس العالم، بل أن تسترجع كرة القدم مكانتها السابقة، وتعود مادة دسمة لأحاديث الجماهير، فأخبارها كانت على كل شفة ولسان من أسبوع الى آخر قبل أن تتلاشى تدريجياً. وقد يكون الهدف من الحشد الجماهيري دعم المنتخب على المدى القصير، لكن الأهم في مباراة اليوم هو دعم كرة القدم والمساهمة في إعادة إحيائها، إذ لا شيء يعيد بريق كرة القدم سوى عودة الجمهور الى الملاعب. فحضوره يجذب المعلنين والممولين ويرفع المستوى.
الصورة بدأت في لقاء الإمارات وبعدها الكروي يمكن أن يستكمل في لقاء الكويت، والحضور الجماهيري الكبير والمنضبط قد يقلب الأمور رأساً على عقب، ويحوّل ما هو صعب فنياً على الورق ممكناً على أرض الملعب، إذ إن منتخب لبنان الآن مختلف كلياً عن ذاك الذي لعب قبل أشهر مع الكويت ودياً وخسر 0 - 6، فاليوم هناك لاعبون محترفون وصفوف مكتملة وجهاز فني بقيادة الألماني ثيو بوكير سُخّرت له جميع الإمكانات بحسب قدرة الاتحاد المادية. صحيح أن الكويتيين ليسوا كالإماراتيين، وهم حضروا قبل أسبوع من موعد المباراة الى بيروت استعداداً للقاء، وصحيح أن ظروف مباراة الإمارات تختلف عن ظروف مباراة غد، فحينها كان عدم احترام الخصم هو النقطة الأهم لصالح اللبنانيين، التي هزمت الإماراتيين، إضافة الى الأجواء غير المريحة بين اللاعبين الإماراتيين ومدربهم السلوفيني سريتشكو كاتانيتش، وصحيح أن الكويتيين تعلمواً من الدرس الإماراتي، لكن في ظل حضور جماهيري كبير يشحن اللاعبين ويرفع من معنوياتهم فإن كل شيء وارد، وهذه كرة القدم التي لا تعرف المستحيل، وخصوصاً اذا كانت نتيجة مباراة الإمارات والمضيف الكوري الجنوبي لصالح لبنان في حال خسارة الإمارات.
وبحسب معطيات المدرب بوكير، فإن التشكيلة المتوقعة لمنتخب لبنان ستضم: زياد الصمد، يوسف محمد، بلال نجارين، رامز ديوب، محمد باقر يونس، رضا عنتر، عباس عطوي، هيثم فاعور، حسن معتوق، محمود العلي، ومحمد غدار.
وحتى لو لم ينجح لبنان في تحقيق نتيجة جيدة، فحينها يكفي أن تكون المباراة الحلقة الأولى في مسلسل عودة كرة القدم، فالمدرجات الشرقية لملعب المدينة الرياضية، حيث سيجلس الجمهور اللبناني ستكون محط أنظار الجميع، مسؤولين ولاعبين وأمنيين ورسميين، فإما الفرج، وإما ضياع الفرصة الذهبية.
فهل يكون يوم غد يوماً آخر، أم تكون قيامة الكرة اللبنانية أشبه بـ«الحلم» الذي ينتظر الجميع أن يتحقق... لكنه يبقى حلماً؟



رضا والتشجيع الحضاري

شدد قائد منتخب لبنان رضا عنتر خلال المؤتمر الصحافي أمس على التشجيع الحضاري، ورأى أن اللبنانيين المحترفين يعكسون وفرة المواهب المحلية، قائلاً: «ان الانسجام والترابط كان مفتاح الفوز أمام الإمارات، وسنسعى إلى تكراره أمام الكويت».



الفرصة الأخيرة للسعودية والصين وقطر والعراق

يحل منتخب الأردن، بقيادة المدرب عدنان حمد ومنتخب العراق ضيفين على نظيريهما السنغافوري والصيني في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى. ويسعى المنتخب الأردني إلى العودة من سنغافورة بفوز ثالث على التوالي يضعه على مشارف الدور الرابع، فيما يطمح العراقي ونظيره الصيني الى إنقاذ مشوارهما في التصفيات. وفي الثالثة، ستكون مهمة اليابان العودة الى نغمة الفوز عندما تستضيف طاجيكستان، وتجمع المباراة الثانية كوريا الشمالية مع أوزبكستان. وستكون السعودية في مواجهة صعبة مع مضيفتها تايلاند في المجموعة الرابعة، وتلتقي عُمان ومضيفتها أوستراليا. وفي الخامسة، تلتقي البحرين مع مضيفتها إيران، وتلعب قطر مع أندونيسيا.