أصبحت قضية التعديلات التي يفرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم على نظيره اللبناني أزمة طارئة جديدة تطل برأسها على طاولة اللجنة العليا، إذ إن طلب الأمين العام رهيف علامة تمديد فترة المهلة المعطاة لإجراء التعديلات قوبلت بالرفض، بعدما أرسل «الفيفا» عبر الاتحاد الآسيوي كتاباً الى الاتحاد اللبناني يؤكد فيه التاريخ المقرر سابقاً لإجراء التعديلات، أي في نهاية الشهر الحالي. وإذا لم تُجرَ التعديلات فإن مصير لبنان سيكون الإيقاف. ويريد الأمين العام تمديد المهلة لأنه سيكون الخاسر الأكبر جرّاء التعديلات، حيث ستقلّص صلاحيات أساسية له انطلاقاً من ثلاثة من البنود، وهي البند 33 (في النقطة الرابعة منه)، أن لا يكون الأمين العام من أعضاء اللجنة العليا، والبند 34 الذي يعطي اللجنة العليا الحق في تعيينه أو إقالته، والبند 37 الذي يعطي الرئيس وحده صلاحية اقتراح تعيين أو إقالة السكرتير.
وتصبّ النتيجة هنا لمصلحة رئيس الاتحاد هاشم حيدر المتهم الآن من أطراف في اللجنة العليا بأنه يُهادن الأمين العام و«يمسك العصا من وسطها» جرّاء الأزمات العالقة.
وكانت قد نشطت في اليومين الماضيين اتصالات على أكثر من جهة لمحاصرة الأزمة، إذ عاد جهاد الشحف من الخارج ليبدأ مساعي تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء، وخصوصاً جورج شاهين ومازن قبيسي اللذين أعلنا شروطاً قاسية على فريق الامين العام المناوئ لهما، إذ إنهما لن يحضرا أي جلسة للاتحاد ما لم تُدرج أربعة أمور أساسية على جدول الأعمال هي: مناقشة التعديلات وبتّها، تأليف لجان الاتحاد، اطّلاع أعضاء اللجنة العليا على البريد الصادر والوارد وإعطاء الحق لأي عضو في وضع بند على جدول أعمال الجلسات.
وكشف عضو بارز في اللجنة العليا أنه تردّدت شائعة مفادها تمديد المهلة المتعلقة بالتعديلات الى شهر شباط 2012، وشائعة أخرى قالت آذار، إلا أن الفيفا أرسل الجمعة 16 أيلول رسالة الى الاتحاد اللبناني، موقّعة من الامين العام السويسري جيروم فالكه، يثبت فيها المهلة المعطاة والممتدة حتى 30 أيلول، وإلا فستحال القضية على لجنة الاتحادات في «الفيفا» التي تعقد اجتماعها في 11 تشرين الاول المقبل، واصفاً الأمر بأنه «تهديد لطيف ومهذّب من الاتحاد الدولي».
وأشار المصدر عينه الى أنه خلال الأسبوع الجاري ستكون هناك جلسة حاسمة وفاصلة في الاتحاد (على الأرجح غداً الثلاثاء)، إذ ستطرح خلالها كل الأمور العالقة، ولا سيما التعديلات وتأليف اللجان، علماً بأن الأخيرة كانت السبب في تعطيل الجلستين الماضيتين حيث لم يطرح أي بند مهم في الاولى و«طُيِّر» نصاب الثانية.
ويحمل أحد الأعضاء بشدة على رئيس الاتحاد متّهماً إياه بأنه «لا يريد الحسم ولا يريد كشف ما يضمره، وكأنه يبيع موقفاً لعلامة مع أنه الأقوى». ويذهب بعيداً إذ يقول: «أحد السياسيين يضغط على حيدر لكي لا يزعّل علامة». وأردف العضو الاتحادي أن هذه الحالة يجب أن تنتهي هذا الاسبوع بعقد جلسة تقرّ فيها كل البنود العالقة، وأبرزها إقرار التعديلات وتأليف اللجان، وخصوصاً أن الأكثرية ضد علامة، وإلا فإن حيدر سيفقد الأكثرية.