نابولي، المدينة المتوسطية الجميلة، فيها يشمّ الزائر رائحة كرة القدم أكثر من رائحة البيتزا الشهيرة، فهناك نُصب مزار لبطلها السابق دييغو مارادونا الذي طبعها باسمه في ثمانينيات القرن الماضي، وهنا بقايا طلاء على حائط مبنى ضخم رَسَم صورة عملاقة للأسطورة الأرجنتيني الخالد بأهدافه واحتفالاته الجنونية في نفوس سكان إحدى أقدم المدن الإيطالية. وهذا الوصف هو فقط لتأكيد أهمية كرة القدم في نابولي، التي رغم أن فريقها لم يرتقِ الى مصاف العظماء في أوروبا، فإنها اعتبرت دائماً مدينة كروية بامتياز بالنظر الى أن الشغف العجيب لسكانها بكل شيء يرتبط بالمستديرة، والأهم بفريقها التي كانت وفيّة له دائماً، بغض النظر عن النتائج التي يحققها.ويصعب على أيّ كان عدم الشعور بكرة القدم في نابولي، حتى إذا كانت لا تهمه هذه الرياضة، فالكل يتحدث عن اللعبة وعن فريق المدينة خصوصاً، وسط إصرار على أنه فريق كبير حتى لو كان يلعب في الدرجة الثانية. هذا الشعور بدأ يصبح أمراً ملموساً لمشجعي الفريق الأزرق السماوي منذ الموسم الماضي عندما نافس نابولي على اللقب المحلي حتى المراحل الأخيرة، قبل أن يستسلم أمام إصرار غريمه القديم ميلان على استعادته ويكتفي بالمركز الثالث المؤهل الى مسابقة دوري أبطال أوروبا.
صحيح أن مدرب نابولي والتر ماتزاري قال عشية انطلاق الدوري الإيطالي إنه سيصعب على فريقه تكرار النتائج المميزة التي أصابها الموسم الماضي، لكن العودة بالتعادل من ملعب مانشستر سيتي الانكليزي (1-1) في دوري الأبطال أعطت دلالة واضحة على أن الفريق الجنوبي يتمتع بكل مقوّمات النجاح لمجاراة أقوى المنافسين، وخصوصاً أنه واجه خصماً مدجّجاً بالنجوم وفي قمة مستواه حالياً. وثبُت مرةً جديدة أن ماتزاري متشائم أكثر من اللزوم عندما ألحق فريقه خسارة أولى بالبطل ميلان (3 - 1) الأحد الماضي في الـ«سيري أ».
وبعد هذين الاختبارين المبكرين، سيدخل نابولي مباراته أمام كييفو الليلة متصدراً للائحة الترتيب، ومدركاً أنه لم يعد مجرد فريقٍ يأمل الخروج بأقل خسائر ممكنة، فإمكانية استعادة الـ«سكوديتو» متاحة أكثر من أي وقت مضى، والفوز على ميلان ليس سوى دليل حسيّ على هذا الأمر، إذ إن مشكلة نابولي كانت مثلاً في تفريطه بالنقاط أمام ميلان وإنتر ميلانو في الموسم الماضي، إذ خسر أمام الأول مرتين، وخسر وتعادل مع الثاني...
لكن رغم ذلك، لا يزال ماتزاري غير راضٍ، وهو صارح بهذا الموضوع بعد الفوز اللافت على ميلان، وقد جاءت ملاحظته انطلاقاً من أمر صحيح قد يكون مفصلياً بالنسبة الى فريقه ونقطة تحول تجعله بطلاً لإيطاليا من جديد. وتتمحور هذه الملاحظة حول شخصية الفريق الذي يعاني من عقدة الفرق الكبيرة، وقد أوضحها بقوله إن لاعبيه أظهروا الكثير من الاحترام لميلان، ليعني بذلك أنهم شعروا بأنهم في مرتبة أدنى من الفريق اللومباردي.
إلا أن الانتصار المذكور لا بدّ أن يخرج لاعبي نابولي من هذه المشكلة البسيكولوجية، وخصوصاً بعدما بدا أن الأندية الأخرى ومدربيها تؤمن بهذا الفريق أكثر من إيمانه بنفسه، والدليل قول مدرب ميلان ماسميليانو أليغري إنه لا ينقص نابولي أي شيء لانتزاع اللقب من فريقه، واللافت أن هذا القول كان قبل تلقيه تلك الهزيمة المريرة أمام ماتزاري ورجاله!
وبغضّ النظر عن قول أليغري، فإن إعلان نابولي حضوره القوي منافساً للكبار من بوابة الفوز على ميلان، لا يعدّ صدفة، فالفريق يملك فرصة استثنائية لتعويض ما فاته في المواسم الماضية، إذ إن ضربته الناجحة لم تكن في سوق الانتقالات بل في مكاتبه تحديداً، وذلك عبر معرفته الحفاظ على أعمدته الأساسية واقفاً في وجه مطامع كل تلك الأندية الكبيرة التي خطبت ودّهم. وقد منع نابولي رحيل التشيكي ماريك هامسيك الى إنتر ميلانو، والهداف الأوروغوياني إدينسون كافاني الى ريال مدريد الإسباني، والأرجنتيني إيزكيال لافيتزي الى مانشستر سيتي الانكليزي. وهنا الحديث عن المهاجمين دون سواهم لأن قوة «الزرق» تكمن في شراستهم الهجومية، إذ لا يخفى على أحد أن ماتزاري يأمر لاعبيه بالضرب على لحام خطوط الدفاع طوال الدقائق التسعين لتفكيكها والوصول الى الشباك، ولهذا السبب، كانت حتى تعاقداته هجومية هذا الصيف، فأضاف الى ترسانته المهاجم المقدوني غوران بانديف ولاعب الوسط السويسري غوكان إينلر.
مشجعو ملعب «سان باولو» لا يريدون أصلاً رحيل كافاني أو غيره عن المدينة، فهم يشمّون فيهم رائحة المجد التي طبعت أيام مارادونا، الوحيد الذي جلب اللقب لنابولي موسمي 1986 - 1987 و1989 - 1990، في حقبة فارقة في الكرة الإيطالية وصلت المنافسة فيها الى ذروتها بين نابولي وميلان، ففاز الأول بلقبه الثاني بفارق نقطتين فقط عن الثاني، والمفارقة أن الطريق نحو النصر بدأت من ملعب المدينة الجنوبية، حيث سقط الهولندي ماركو فان باستن (هداف الدوري عامذاك بـ 19 هدفاً، تلاه روبرتو باجيو بـ 17، ثم مارادونا بـ 16) و«الروسونيري» بثلاثة أهداف أيضاً (3 - 0).



نتائج البطولات الأوروبية الوطنية

إسبانيا (المرحلة الخامسة)

ريال سوسييداد × غرناطة 1-0
داني ايسترادا (63).

أوساسونا × إشبيلية 0-0

إيطاليا (المرحلة الرابعة)

نوفارا × إنتر ميلانو 3-1
ريكاردو ميجيوريني (38) وماركو ريغوني (86 من ركلة جزاء و90) لنوفارا، والارجنتيني ايستيبان كامبياسو (89) لانتر.

فرنسا (المرحلة السابعة)

بوردو × ليل 1-1
شيك ديابيتي (8 من ركلة جزاء) لبوردو، والبلجيكي ايدين هازارد (57) لليل.

كأس الرابطة الإنكليزية
(الدور الثالث)

ليدز × مانشستر يونايتد 0-3
مايكل أوين (15 و32) والويلزي راين غيغز (45).

أرسنال × شروسبيري 3-1
كيران غيبس (33) واليكس اوغسلاد – تشامبرلاير (58) ويوسي بن عيون (78) لأرسنال، وجيمس كولينز (16) لشروسبيري.

أستون فيلا × بولتون 0-2
كريس ايغليس (54) والفرنسي غايل كاكوتا (77).

بلاكبيرن × ليتون أورينت 3-2
جايسون روبرتس (44 من ركلة جزاء) وروبن روكينا (70) وسيمون فوكتشيفيتش (76) لبلاكبيرن، وديفيد موناي (64) ودين كوكس (86) لليتون.

ألدرشوت × روكدايل 2-1
بورنلي × ميلتون كينز دونز 2-1
ولفرهامبتون × ميلوول 5-0
كريستال بالاس × ميدلسبره 2-1.