تمثّل بطولة كأس النخبة لكرة القدم افتتاحاً للموسم الكروي الجديد 2011 – 2012، حيث ستنطلق اليوم بلقاء العهد، حامل الألقاب الرسمية النخبة والسوبر والدوري والكأس، مع الراسينغ على ملعب بلدية برج حمود (الساعة 16:30) ضمن المجموعة الأولى التي تضم أيضاً النجمة، فيما يلعب غداً الصفاء مع الأنصار على ملعب المدينة الرياضية (16:30) ضمن الثانية والتي تضم المبرة أيضاً.
إلا أن هذه البطولة التي انطلقت عام 1996 لم تعد تحظى باهتمام النوادي والمنافسة على لقبها، إذ إن معظمها يعتبرها محطة من محطات التحضير للموسم الجديد.
والقاسم المشترك الأبرز بين معظم الأندية هو الشح المادي في صناديقها، ما يؤثر سلباً على جهوزيتها، إذ بدل أن تنطلق التمارين منذ نهاية الموسم الفائت تنتظر الفرق اللحظات الأخيرة لتستعد خوفاً من زيادة الأعباء المادية الإضافية، والأمر ينسحب على اللاعبين الأجانب حيث تنتظر الفرق نهاية فترة التواقيع لتتعاقد معهم على «الصورة» أو عبر السيرة الذاتية من دون إخضاعهم لتجربة، ومن يخضع للتجربة يتمّ غض النظر عنه بحجة أنه غير لائق.
هذه «السمفونية» تعوّدنا عليها مطلع كل موسم، إلا أن هذا الموسم ينتظر منه الكثير، إذ يتوقع أن يقوم الاتحاد، أبو اللعبة، بخطوات مساعدة للنوادي وأولاها عودة الجمهور، والأمر هذا بات قيد التنفيذ بعد الاجتماعات التي عقدها الرئيس هاشم حيدر مع وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي وأندية الدرجة الأولى، ثم إيجاد الطرق الإعلانية والتسويقية لدعم الصناديق المالية.
وتعود بطولة النخبة «يتيمة»، إذ إن معظم الفرق المشاركة لا تزال قيد التحضير وانتقاء اللاعبين المحليين، حتى إن باب التواقيع الذي أقفل قبل 72 ساعة لم يلحظ سوى تعاقد المبرة مع البرازيلي اولمير تكسييرا ألفيش كلاعب أجنبي.

تحضيرات الأندية

العهد: يبدو بطل لبنان مرشحاً للاحتفاظ باللقب، بالنظر الى حجم الاستعدادات وقوة عناصر الفريق التي تعد الأبرز محلياً، أضف أن النادي يتطلع إلى المنافسة القارية بعد التعاقد مع المدرب الألماني المحنك ثيو بوكير والظهير الدولي محمد باقر يونس، وهو سيعتمد في بطولة النخبة على العناصر المحلية، في مقدمها أفضل لاعب في لبنان حسن معتوق ولاعب الوسط الدولي هيثم فاعور والمهاجم محمود العلي وحسين دقيق والحارس محمد حمود وعباس كنعان وعباس عطوي «أونيكا» وأحمد زريق العائدين من خوضهم فترة تدريبات مع المنتخب الوطني.
النجمة: لا يزال الفريق «النبيذي» قيد الإعداد والتطور، إذ لا يمكن الحكم على مستواه بسبب السياسة الجديدة المعتمدة في النادي وهي الاتكال على ذوي الأعمار الصغيرة، بعد الثبات على النجم السابق موسى حجيج على رأس الجهاز الفني. وتمثّل عودة موسى الى «بيته» دافعاً قوياً لاستعادة حيوية الفريق الجماهيرية. ويعتمد حجيج، الذي بدأ عمله قبل نحو شهرين، على مزيج من عناصر الخبرة كعباس عطوي وخالد حمية وأكرم المغربي، والشباب مثل: محمد شمص ومصطفى شاهين وعلي فحص، إضافة الى تعاقده مع حسن المحمد وعلي علوية وأحمد طهماز واستعادة الموقوف علي حمام، علماً بأن النجمة توّج بالمسابقة 7 مرات، منها خمس متتالية.
الراسينغ: يرى رئيس نادي الراسينغ جورج فرح أن المسابقة النخبوية تمثل فترة تحضيرات للفريق حيث تسلّم دفة التدريب المدرب سعيد جريديني وطعّم الفريق بعدد كبير من الشبان عبر فرق الفئات العمرية من أكاديمية اتلتيكو مثل جاك متى وفيليب باولي ونادر جابر وعلي سليمان وعباس سويدان، وذلك بعد الاستغناء عن عدة مخضرمين هم: ربيع أبو شعيا والحارس سركيس اسكدجيان اللذين تحولا الى كرة الصالات، وسركيس عباجيان الى هومنتمن والميري الى الصفاء ورياض قبيسي ومحمود شحود.
ويأمل فرح أن يصل الراسينغ الى المراحل الإقصائية، وخصوصاً بعد خوض عدد كبير من المباريات الودية للوقوف على جهوزية اللاعبين وتحديداً الشباب منهم.
الصفاء: أطلق النادي الأصفر وصيف العهد في مسابقتي الدوري والكأس، تحضيراته قبل حوالى شهر، حيث تسلّم الإدارة الفنية غسان أبو دياب. وتعدّ تشكيلة الفريق قوية، اذ تضم عناصر دولية مثل المدافع علي السعدي ولاعب الوسط خضر سلامة والحارس زياد الصمد، إضافة الى المغربي طارق العمراتي الذي عاد الى التمارين بعد إجازة الصيف. ويضاف إليهم عدد من اللاعبين الجيدين مثل محمد قرحاني وهيثم عطوي ومحمد زين طحان وعمر عويضة، وتعاقد الفريق مع عماد الميري من الراسينغ والفلسطيني محمد بلاوني وعلاء مزهر اللبناني المقيم في دبي. ورأى مدير الفريق يوسف بعلبكي أن الصفاء يدخل المنافسة لاستعادة اللقب وأن المجموعتين صعبتان، وأن كأس النخبة تمثّل عنواناً لبطولة الدوري.
الأنصار: يعاني أحد أعرق الأندية اللبنانية من أزمة إدارية وتمويلية حادة، أدت الى تفريغ الفريق من عدة عناصر هامة، مثل علي ناصر الدين ومحمد باقر يونس، كما أن تمارين الفريق توقفت مرتين بسبب المشاكل المادية. ويشير المدير الفني جمال طه الى أن السياسة الجديدة هي الاعتماد على الشباب بعد رفع عدد منهم الى الفريق الأول، مثل حسين ابراهيم (17 سنة)، وعلي جواد (18 سنة) وقاسم مناع ومحمود كجك، وأضاف «سنستغل بطولة النخبة للدفع بهم لاكتساب خبرة قبل انطلاق الدوري»، وحافظ الفريق على عدد من شبانه الذين برزوا الموسم الماضي، مثل ربيع عطايا ومحمد عطوي ومحمد حمود والحارس حسن مغنية، فيما سيغيب عدد منهم بداعي الإصابة مثل سامي الشوم وأحمد الخضر وأحمد أيوب ونبيل بعلبكي والبرازيلي راموس الذي سيكون الأجنبي الوحيد مع الأنصار في الموسم العتيد.
المبرّة: رأى أمين سرّ النادي حسين فضل الله أن كأس النخبة محطة أساسية على طريق الإعداد للموسم الجديد، حيث بدأت التمارين قبل شهر وخاض الفريق عدة مباريات ودية مع عدة نوادٍ محلية، وذلك بعد تجديد الثقة مع المدرب أسامة الصقر من دون إجراء أي تغيير ملموس على صعيد اللاعبين المحليين، باستثناء مغادرة اللاعبين علي فياض ومحمد كاظم.
وعلى صعيد الأجانب، تمّ التعاقد مع المهاجم البرازيلي أولمير (19 سنة) الذي أظهر قدرات فنية عالية خلال التمارين والمباريات الودية، وتسير التمارين يومياً، وستبقى المجموعة التي دافعت عن ألوان المبرة الموسم الماضي بعد تجديد الثقة بها، إضافة الى ترفيع عدد من الشبان الذين برزوا في بطولات الفئات العمرية الموسم الماضي.



لمحة تاريخية: النجمة الأكثر تتويجاً


طبع نادي النجمة كأس النخبة بطابعه الخاص؛ إذ كان له شرف التتويج بلقب النسخة الأولى بفوزه على الأنصار 1-0 في المباراة النهائية سجله أحمد بورة، ثم اعتلى الفريق النبيذي منصة البطولة 6 مرات أخرى، بينها خمس متتالية بين عامي 2001 و2005 وأيضاً 1998. وأحرز الأنصار اللقب مرتين 1997 و2000 والهومنمن مرة واحدة عام 1999 والعهد مرتين 2008 و2010 (الصورة) والصفاء مرة أيضاً في 2009، بينما ألغيت البطولة مرتين عام 2006 بسبب العدوان الإسرائيلي و2007 بسبب منع الجمهور. ولا يزال نهائي 2005 الأبرز بين كل المباريات؛ إذ جمع أيضاً قطبي الكرة اللبنانية، وكانت الغلبة للنبيذي بثلاثية نظيفة، علماً بأن الأنصار كان يقوده عامذاك المدرب العراقي عدنان حمد. أما النتيجة الأبرز فكانت في الدور نصف النهائي لنسخة 2004 عندما اكتسح النجمة غريمه التقليدي الأخضر 6-2.





العهد «حاصد البطولات»

يبدو العهد مرشحاً لمواصلة حصد البطولات بقيادة مدربه ثيو بوكير بعد إحرازه الرباعية في الموسم الماضي. وتعود الخسارة الأخيرة للفريق الأصفر في نهائي إحدى المسابقات إلى الكأس السوبر عام 2009 عندما سقط أمام النجمة بركلات الترجيح 7-6 بعد تعادلهما سلباً.