لا يمكن حصر استثمار النتائج الإيجابية للفوز على الإمارت في منتخب لبنان فقط، إذ لا يمكن فصل المنتخب عن كرة القدم اللبنانية وبطولاتها كافة، وعن عمل الاتحاد وطريقة إدارته للّعبة. فماذا يحصل لو خسرنا أمام الكويت في 11 تشرين الأول، وخصوصاً أننا نواجه منتخباً يختلف كلياً عن الإماراتي؟ فهل ينهار كل شيء وتعود كرة القدم الى غيبوبتها؟ما حصل على ملعب المدينة الرياضية الثلاثاء الماضي يؤسس لعودة الثقة بالكرة اللبنانية، لكنه لا يعيدها حتماً، إذ إن هناك أموراً عدة يجب معالجتها، وأخرى يجب تغييرها قبل الحديث عن «عودة كرة القدم»، حيث لا يمكن بناء الآمال على منتخب لبنان، في وقت تعاني فيه البطولات المحلية واتحاد اللعبة مشاكل قادرة على تقويض أي انتصار. ويقول المنطق إن بطولة قوية تنتج منتخباً قوياً (علماً بأن هناك بعض الاستثناءات)، وهذا يعني أن لا شيء يمكن أن يحصل من دون وجود دوري يتمتع بمستوى مقبول. ولهذا أصوله وقواعده، وأولها عودة الجمهور. فالمسألة لا تزال غير محسومة رغم دخول ما يقارب الستة آلاف مشجع الى مباراة المنتخب، لكننا جميعاً نعلم أنه الى ما قبل 24 ساعة من المباراة كان قرار منع الجمهور سارياً. وبناءً عليه، فإن عودة الجمهور مرهونة بقرارات شخصية لمسؤولين أمنيين، وبالتالي لا شيء نهائياً، وهذا يضعف ثقة الجمهور بالبطولة. أما أسباب عدم صدور قرار بعودة الجمهور، فمردّه الى عدم التوصل الى الآلية التي طلبها مجلس الوزراء، الذي وافق سابقاً على عودة الجمهور، لكن ضمن آلية توضع بالتنسيق بين وزارات الشباب والرياضة والداخلية والدفاع واتحاد كرة القدم (سمّى موسى مكي ممثلاً عنه). ومن هنا يصبح المسؤولون عن وضع الآلية مطالبين بالإسراع في وضعها كي تصبح عودة الجمهور رسمية، وهذا أمر يتكفّل به وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي.
وعودة الجمهور لن تكون سهلة في المرحلة المقبلة، إذ سيكون هناك دور للأندية والقوى الأمنية في ضبط الجمهور، إذ إنه رغم الالتزام الجماهيري الذي حصل أمام الإمارات، فلا شيء يؤكد انسحاب هذا الالتزام على مباريات الدوري.
الموضوع الثاني، هو الثقة بالبطولة المحلية وإدارتها، وهنا يكون الاتحاد هو المعني، إذ إنّ ما حصل الموسم الماضي، وخصوصاً على الصعيد التحكيمي، وما رافق البطولة من تجاوزات من بعض الحكام، ومن خلفهم لجنتهم من (كبيرها إلى صغيرها) أضعف الثقة بالبطولة، وبالتالي لا يمكن الدخول الى بطولة جديدة بنفس الوجوه السابقة، التي قد «تهشّل» الجمهور، الذي سيرى أن معظم المباريات مركّبة ومعلّبة ومتفق على نتيجتها، وبالتالي «يطفُش»، و«يطفّش» معه أي شخص يفكّر في استثمار دولار واحد في كرة القدم.وهذا يقودنا الى مسألة تأليف اللجان، وخصوصاً لجنة الحكام، وضرورة بت الموضوع في أول جلسة للاتحاد، فهذا موضوع حساس، ويمكن أن يعيد بعض الثقة باللجنة العليا، أو يزيد الشرخ مع الجمهور اللبناني إذا بقي القديم على قدمه.
أما الأهم، فهو علاقة بعض أعضاء اللجنة العليا مع بعض، وطريقة تعاطيهم مع أمور كرة القدم اللبنانية، ضمن مبدأ المحاصصة والطائفية، أو الاختلاف على بعض المواضيع على قاعدة المناكفة.
أمور عدة يجب أن تتوافر قبل «الاحتفال» بعودة الثقة، وهي أمور ليست صعبة، لكن تتطلب إرادة وقراراً بالعمل لمصلحة كرة القدم لا لمصالح شخصية معروفة وواضحة للجميع.



الأندية تزور كرامي

زار وفد من أندية الدرجة الأولى لكرة القدم وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، وبحث معه، في حضور المدير العام للوزارة زيد خيامي، في أوضاع اللعبة، وسبل النهوض بها وتطويرها، بالتعاون ما بين الوزارة والاتحاد والأندية. وتمنى الوفد على الوزير تسريع خطوات اللجنة التي كلفها دراسة وإنجاز ملف عودة الجمهور إلى الملاعب.