نسي أهل بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا 1 كل شيء خلال العطلة الصيفية، ما عدا اسماً واحداً؛ إذ لم يتطرقوا إلى ابتعاد بطل العالم الألماني سيباستيان فيتيل عن أعلى منصة التتويج في المراحل الأخيرة، ولم ينغمسوا في تحليل التطوّر الذي أصاب فريقي ماكلارين مرسيدس وفيراري، بل تمحور كل حديثهم حول بطل العالم السابق ميكايل شوماخر، وصحة بقائه في السباقات من عدمها.
وبدا الوضع كأن حملة منظّمة أُعدّت لتعكّر احتفالات «شومي» بمرور 20 عاماً على دخوله عالم الفئة الأولى؛ إذ إن الكل صوّب على هدفٍ واحد يختصر بضرورة اعتزال شوماخر ثانيةً بسبب عدم قدرته على الارتقاء إلى مستوى التحدي الذي تفرضه البطولة حالياً.
اللافت كان دائماً عدم تعليق شوماخر على هذه الأحاديث وحتى عندما يتحدث مالك الحقوق التجارية للفورمولا 1 البريطاني بيرني إيكليستون محللاً أداءه على الحلبة، أو عندما تحكي الصحافة عن فشل «عودة البطل» وتقارنها بتلك التي سجلتها الأساطير في رياضات أخرى، وقد أصابوا نجاحاً لافتاً، أمثال نجم كرة السلة الأميركي مايكل جوردان.
الحقيقة أن كل الانتقادات لشوماخر كان مبالغاً فيها، وبالتأكيد فإنها لن تدفع البطل الألماني إلى ترك السباقات، وهو الذي عاد إليها مشتاقاً لرفع معدل الأدرينالين في جسمه. ويضاف إلى هذا الموضوع أن «شومي» يرفض رفضاً قاطعاً اختتام مسيرته عبر ترك صورة سلبية تسقط الهالة التي رسمت حوله على أنه أفضل سائق في تاريخ هذه الرياضة بإحرازه سبعة ألقاب عن جدارة.
وفي تحليلٍ فني لأداء شوماخر، يتضح أنه لم يفقد مهاراته التي رفعته غالباً إلى منصات التتويج؛ إذ إن سرعته خلال السباقات لم تكن سيئة، رغم سوء أداء سيارة «مرسيدس جي بي»، التي يعاني على متنها مواطنه نيكو روزبرغ، علماً بأن الأخير كان أفضل من «شومي» خلال التجارب فقط.
من هنا، يبرز اقتناع بأن شوماخر يحتاج إلى سيارة سريعة فقط لمجاراة فيتيل وغيره من السائقين الذين كانوا يطمحون يوماً إلى التسابق مع النجم الألماني قبل أن يجدوا أنفسهم يتفوّقون عليه بفضل سياراتهم الأسرع. وهذه المسألة الوحيدة التي تشغل بال شوماخر حالياً، في الوقت الذي بدأ فيه مهندسو «مرسيدس جي بي» على العمل بشكلٍ دؤوب منذ الآن لإعداد سيارة الموسم المقبل وتوفير قدر أكبر من القدرات لشوماخر وروزبرغ للمنافسة على المراكز المتقدّمة. لكن الشكوك تحوم كثيراً حول مدى إمكان تطوّر السيارة الفضية مقارنة بالتطور السريع الذي تصيبه منافساتها أسبوعاً بعد آخر.
مخطئ من يعتقد أن شوماخر لن يكون يوماً مرشحاً للقب، إذ ما دام «الأسطورة» قد وُجد بمهاراته الساحرة على الحلبات فإنه سيكون مرشحاً أبدياً لاعتلاء منصات التتويج، مهما كانت الظروف. ألم ينطلق يوم الأحد الماضي من المركز الأخير؟



المشكلة في «السهم الفضي»

رغم ظهور سيارة «مرسيدس جي بي» بشكلٍ أفضل على حلبة «سبا فرانكورشان» مانحة نيكو روزبرغ فرصة تصدّر السباق في أول لفّاته، سرعان ما خضعت أمام سرعة سيارتي «ريد بُل رينو» و«ماكلارين مرسيدس»، إذ تبقى المشكلة في «السهم الفضي» عند الخطوط المستقيمة حيث تكون غير قادرة على الانطلاق بنفس سرعة منافستيها المذكورتين.