الأنصار برئاسة شخص ليس من آل دياب. فكرة غريبة كانت حتى الأمس القريب من المستحيلات. فعلاقة آل دياب بالأنصار تاريخية، وبالتالي لا يمكن أن تتخيّل أن يكون هناك رئيس للنادي لا ينتمي إلى هذه العائلة. لكن هذه الفكرة قد تتحول إلى حقيقة بعد ورود معلومة تفيد بأن هذا الموضوع جرى تداوله للمرة الأولى مساء أول من أمس، وطُرحت مسألة تغيير الرئيس في نادي الأنصار ووصول عضو مجلس الأمناء عماد الخطيب إلى الرئاسة. فالحديث كان في الآونة الأخيرة يصبّ لمصلحة تغيير إداري شامل في النادي (من دون التطرق إلى الرئاسة التي يتولاها كريم دياب) على صعيد نائب الرئيس وأمانة السر وأمانة الصندوق ودخول وجوه شابة إلى العمل الإداري الأنصاري بهدف معالجة الوضع الخاطئ في النادي والمستمر منذ سنوات، والذي لم يكن أحد يشعر به بسبب جهود بعض الأشخاص، أمثال وضاح الصادق ومحمود الناطور وبلال فراج. وهؤلاء نجحوا في إبقاء الأمور سارية عبر تحقيق لقبي دوري وثلاثة ألقاب كأس، إضافة إلى عدة ألقاب في البطولات العمرية (10 ألقاب خلال خمس سنوات). كذلك لا يمكن نسيان الجندي المجهول في هذه السنوات الخمس، مدرب الفريق جمال طه، الذي نجح في وضع سياسة الاعتماد على الشباب وتفعيل الفئات العمرية في النادي، وإعداد مدربين لهم خضعوا لدورات اتحادية، وهو أمر سيقطف ثماره هذا الموسم مع وجود لاعبين كأحمد عطوي ومحمد أيوب وأحمد أيوب ومحمود كجك وربيع عطايا، مع توجّه إلى الاستغناء عن بعض اللاعبين وإعطاء فرصة للشباب.لكن مع استفحال الأزمة، لم يعد بالإمكان تغطية الموضوع، وأصبح لا بد من تغيير إداري. لكن أن تصل الأمور إلى حدود تغيير على صعيد الرئاسة ووصول شخص من خارج آل دياب، فهو أمر مفاجئ ويفتح المجال أمام مرحلة جديدة.
وهنا يطرح السؤال: لماذا عماد الخطيب؟ أسباب عدة تقفز إلى الواجهة، فالخطيب من أعضاء مجلس الأمناء، وكان له دور مادي مهم في المرحلة الماضية، إضافة إلى قدرته على توفير الاستقرار المادي في المرحلة المقبلة. ومعلوم أن الأنصار يعمل على تأهيل ملعبه في طريق المطار ليكون مصدر تمويل ثابت للفريق. لكن هذا المصدر قادر على توفير الاستقرار المادي الأساسي، وفي الوقت عينه يحتاج إلى مصدر تمويل آخر ليكون الأنصار فريقاً منافساً، وبالتالي يُعَدّ الخطيب مع مجموعة أخرى المصدر الثاني للتمويل. ومن الأسباب أيضاً أن الخطيب هو من المقربين من الرئيس الفخري للنادي سليم دياب الذي كان إيجابياً مع الفكرة لدى طرح الموضوع للمرة الأولى، وهذا يمثّل عنصر دعم للخطيب للوصول إلى الرئاسة.
لكن ما هي آلية وصول الخطيب إلى الرئاسة إذا سارت الأمور كما يخطط لها؟ المعلومات تفيد بأن انتخابات مجلس الأمناء الجديد هي في شهر تشرين الثاني المقبل، لكن هناك توجّه إلى إجراء انتخابات مبكرة بهدف عدم تحميل الإدارة الجديدة قرارات اتخذتها الإدارة القديمة. أما بالنسبة إلى الصيغة الإدارية، فهناك صيغتان: إما المحافظة على الصيغة الحالية، أي مجلس أمناء من 21 عضواً تنبثق منه لجنة إدارية تدير شؤون النادي، أو تعديل النظام وانتخاب لجنة إدارية جديدة مع تحويل مجلس الأمناء إلى مجلس شرف. لكن تبدو كفة الطرح الأول والمحافظة على مجلس الأمناء أرجح وفق معايير محددة للأعضاء الذين سيدخلون المجلس؛ إذ سيكون هناك نوع من خليط يجمع الأعضاء الذين سيقدّمون الدعم المادي، والأعضاء الذين سيتولون المهمات العملية والإدارية على الأرض. وما هو مؤكّد أنه لن يكون هناك أشخاص متفرجون لا دور لهم.
يبدو أن نادي الأنصار سيدخل مرحلة جديدة قد تعيد إليه رونقه من خلال ورشة عمل كبيرة تنطلق من فكرة أن الأنصار لن يكون مصيره كالشبيبة المزرعة وهومنمن وهومنتمن والنهضة، أي أن يصبح نادياً من التاريخ، لكن هذا مرهون بنسبة نجاح المشروع الجديد.