ما حاول الجميع تلافيه وحلّه بجميع الوسائل حصل، وانفجرت بين جهاد سلامة وهاشم حيدر، ووصل الأمر إلى حدود إرسال بيان شديد اللهجة من هيئة الرياضة في التيار موجه إلى حيدر شخصياً، إضافة إلى رفع سلامة دعوى قضائية على حيدر على خلفية كلام للأخير في إحدى جلسات اللجنة الأولمبية قال فيه إن سلامة كان ضابط ارتباط مع الجيش الإسرائيلي في عام 1982.ويمكن اختصار الوضع بأن الأطراف المتخاصمة تعرف أين بدأت، لكنها قد لا تكون تعرف أين ستنتهي. فالصراع الذي بدأ بين سلامة وما يمثله رياضياً وسياسياً، وحيدر، أيضاً مع ما يمثله من وزن في حركة أمل، لن يكون سهلاً. وهناك أكثر من ساحة ستشهد معارك بين الطرفين، منها اللجنة الأولمبية اللبنانية والاتحاد اللبناني لكرة القدم.
فالمعلومات تشير إلى أن ساحة اتحاد كرة القدم ستكون «الملعب» الرئيسي لسلامة في معركته مع حيدر، مع ما يعني ذلك من تداعيات على صعيد انتخابات العام المقبل، مع إعلان سلامة سابقاً أنه سيكون ضد حيدر في الانتخابات إن ترشح للرئاسة. وقد لا ينتظر سلامة حتى عام 2012؛ إذ يحكى عن بدء العمل لقلب الموازين داخل اللجنة العليا للاتحاد حالياً ونقل الأكثرية التي يملكها حيدر حالياً إلى جهة الأمين العام رهيف علامة، والتي قد تبدأ تباشيرها في إجراء مصالحة بين علامة وعضو الاتحاد جورج شاهين، بحسب ما تفيد به أوساط في هيئة الرياضة. وقد ينسحب الصراع على أمور اتحادية أخرى، منها منصب جديد في الاتحاد قد يطالب العونيون بأن يكون من حصتهم.
لكن طريق المعركة لن تكون مفروشة بالورود بالنسبة إلى جماعة التيار؛ فحيدر لن يقف متفرجاً، بل قد ينقل المعركة إلى اللجنة الأولمبية الدولية، متسلحاً بورقة «التدخل السياسي» في شؤون اللجنة الأولمبية اللبنانية والضغط الممارس عليها من تيار سياسي معيّن. وقد يلجأ حيدر وحلفاؤه إلى نقل المشكلة إلى المجلس الأولمبي الآسيوي واللجنة الأولمبية الدولية، إضافة إلى «الضرب» من داخل اللجنة الأولمبية اللبنانية، وخصوصاً على جبهة شارتييه. وتشير المعطيات إلى أن حيدر لن يسكت على ما تعرّض له، وهو أصر على صدور بيان ضد سلامة رداً على ما صرّح به لـ«الأخبار» قبل ثلاثة أسابيع ونجح في إصدار هذا البيان يوم الأربعاء الماضي، علماً بأنه لم يحضر الجلسة التي صدر عنها البيان، وهو ما يدل على قوته داخل اللجنة الأولمبية، علماً بأن الهيئة الرياضية ترى أن البيان صدر عبر استغلال غياب عدد من الأعضاء، ومنهم زياد ريشا وجان همام وفرنسوا سعادة.
لكن سلاح «التدخل السياسي» قد يكون سيفاً ذا حدين في المعركة، وخصوصاً مع تلميح مصادر في التيار إلى وجود ملفات لديها تثبت وصول حيدر إلى رئاسة اتحاد كرة القدم بواسطة السياسة، إلى جانب اجتماعات عدة عقدت بين أطراف سياسية، ومنها التيار الوطني الحر وحركة أمل، للوصول إلى صيغة أتاحت انتخاب اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية الحالية.
لذلك، يبدو أن الأيام المقبلة ستحمل الكثير من التطورات، وخصوصاً أن الأزمة بين طرفين عنيدين يملكان عدداً من «الأسلحة» التي لن يوفراها لإثبات قوة كل منهما، ما قد ينعكس على الواقع الرياضي سلباً إن لم تُعالَج الأزمة، رغم صعوبة هذا الأمر.

بيان هيئة الرياضة

وكانت هيئة الرياضة في التيار الوطني الحر قد عقدت اجتماعاً استثنائياً درست في خلاله البيان الصادر «عن «بعض» اللجنة الأولمبية اللبنانية المعروف كاتبه ومعده، وأخذت علماً بأجواء الاجتماعات التي عقدت مع قيادة التيار، حيث وضع وفد من الهيئة كلاً من العماد ميشال عون والأمين العام للتيار إيلي خوري ورئيس اللجنة البرلمانية للشباب والرياضة النائب سيمون أبي رميا في أجواء ما يقوم به السيد هاشم حيدر من ممارسات وضرورة فصلها عن حسن العلاقة مع المسؤولين عن القطاع الرياضي في حركة أمل».
وصدر عن الهيئة البيان الآتي:
- لا تعرف هيئة الرياضة في التيار الوطني الحر إذا كان كاتب البيان الصادر باسم اللجنة الأولمبية (هاشم حيدر) والداعي إلى عدم تدخل السياسة بالرياضة هو نفسه الذي جاء إلى عالم الرياضة في عام 2001 وتحديداً إلى رئاسة الاتحاد اللبناني لكرة القدم بتكافل وتضامن «أسطول من السياسيين»، لكنها تعرف وتستطيع أن تؤكد أن وصول حيدر إلى اللجنة الأولمبية لم يكن لإنجازاته الرياضية وكرة القدم اللبنانية في الحضيض، بل كان من خلال تدخل السياسة والسياسيين.
- تسأل هيئة الرياضة في التيار الوطني الحر لماذا نسي أو تناسى كاتب البيان ـــــ التعميم سرد ما حصل في الجلسة الشهيرة للجنة الأولمبية قبل أسبوعين، ولماذا تم اجتزاء الشق الأهم، أي ما قاله عنه رئيس اتحاد الرماية والصيد زياد ريشا عندما وصفه بالفاشل هو واتحاده، وأنه لا يحق لإنسان فاشل أن ينتقد الناجحين في مهماتهم ومراكزهم الرياضية؟
- إن الوسط الرياضي يعرف من يتدخل سياسياً ولمصلحة من يجري التدخل، وبكلام بسيط، يعلم كل الوسط الرياضي أنه لولا تدخل من يحمي السيد هاشم حيدر لفقد مركزه في الاتحاد اللبناني لكرة القدم منذ اليوم الأول لفرضه رئيساً، وبالتالي لفقد عضويته في اللجنة الأولمبية اللبنانية...
- فليطمئن من كتب التعميم (الذي انتظر غياب عدد كبير من الأعضاء لإمرار تعميمه) أن تشويه الحقيقة لن يثنينا عن متابعة ملفه القضائي في ما خص الاتهام الذي وجهه إلى رئيس هيئة الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة بالعمالة، وهو ما حصل أمام أكثر من شاهد في جلسة اللجنة الأولمبية، والأيام المقبلة ستضع السيد هاشم حيدر أمام مسؤولية كلامه وأمام الملاحقة القانونية الجزائية لما فيها من خطورة المس بسمعة وسلامة من أطلق الاتهامات في حقه.



العمل من خلال المؤسسات

رفض نائب رئيس اللجنة الأولمبية هاشم حيدر الرد على بيان هيئة الرياضة في التيار الوطني الحر، مشيراً إلى أن الإعلام ليس المكان الصحيح للرد، فحيدر يفضل العمل على الكلام، وهو يرى أن المؤسسات هي المكان الصحيح لأي عمل. وهذا الموقف يشتمل على معانٍ كثيرة، قد تؤسس خريطة طريق لتحرك حيدر في الأيام المقبلة.