عندما يصبح المدرب الأجنبي عملة نادرة أو خارج حسابات الأندية الكروية فهناك مشكلة. وعندما يصبح اللاعب الأجنبي من «الكماليات» في الفرق اللبنانية ويتحوّل مبلغ 30 ألف دولار الى السقف الأعلى الذي قد تلامسه أندية المقدمة مقابل التعاقد مع لاعب أجنبي، عندها يبدو ان المشكلة تتعاظم. وعندما لا يحضر الى تمارين الأنصار سوى لاعبَين أول من أمس، فيما تمارين نادي الصفاء لا توحي بأن الفريق سيكون من المنافسين على اللقب، فهذا يؤكد عمق المشكلة المادية التي تعيشها الاندية.وقد يعتبر البعض عدم امكان تعميم المشكلة انطلاقاً من واقع فريقين فقط. ولكن حين يكون هذان الفريقان هما الأنصار والصفاء، ولا يكون النجمة بعيداً عن المشاكل المادية، أضف إليهم المبرة والصعوبات التي يواجهها النادي لتأمين الأموال، فحينها يمكن تعميم المشكلة، إذ إن الأندية الأخرى لطالما كانت تعاني مادياً، ومنها شباب الساحل الذي ظهرت أزمته الى العلن.
على طريق المطار حيث تقام تمارين الأنصار، الأمور لا تبشّر بالخير مع غياب معظم اللاعبين عن التمارين بانتظار توفير الأموال لهم. واللافت أن ادارة الأنصار لا تلوم لاعبيها، فهي تعلم حجم المشكلة ولا تنكرها، بل على العكس تسعى إلى معالجتها. ويبدو أن ملعب النادي سيكون المصدر الأساسي لتمويل الفريق في الموسم المقبل، إذ توصلت ادارة النادي الى صيغة تقوم على تأجير ملاعب النادي، لكن نتائج المشروع لن تظهر قبل شهر تشرين الأول. ورغم ذلك يؤكد إداريو النادي عدم رغبتهم في بيع أي لاعب، ما عدا بعض اللاعبين اصحاب المرتّبات العالية، والذين يفضلون أن يجدوا فرصتهم مع فرق أخرى. لكن ما هو مؤكد اعتماد الفريق على لاعبيه الشباب، مع أجنبي واحد هو البرازيلي راموس الذي من الممكن أن يفسخ النادي عقده معه بالتراضي إذا حصل على عقد أفضل خارج لبنان.
أما في وطى المصيطبة، فالأمور ليست أفضل بكثير داخل ناديها الصفاء، حيث بدأ الفريق تمارينه مطلع الشهر الجاري بقيادة المدرب غسان أبو دياب الذي سيكون المدير الفني للفريق في الموسم الجديد. هذا الأمر بحد ذاته يشير الى وجود مشكلة داخل الصفاء مع عدم التعاقد مع مدرب أجنبي كما جرت العادة، والاعتماد على أبو دياب لقيادة الفريق. ولدى متابعة التمارين اليومية، تلمس وجود المشكلة من خلال قلة عدد اللاعبين الأساسيين الموجودين في التمارين، إضافة الى نوعية اللاعبين الأجانب المنوي التعاقد معهم، والمبلغ المادي المرصود لهم. وتشير المعلومات الى عدم وجود رغبة لدى رئيس مجلس الأمناء بهيج أبو حمزة في تخصيص موازنة كبيرة للنادي هذا الموسم. وهذا لا يعني أن رواتب اللاعبين لن تكون متوافرة، فهذه الأموال تؤمّن قبل انطلاق الموسم، لكن المشكلة أن النادي لن يستطيع تأليف فريق يحافظ على صورة الصفاء المنافس في كل موسم، وهو أمر يؤثر على مستوى البطولة (المعدوم أساساً) نتيجة غياب المنافسة، بحيث سيكون فريق واحد مسيطراً على البطولة، وهو العهد الذي يعتبر الفريق الوحيد المرتاح مادياً (بلا حسد) في ظل اعتماد الأنصار على الشباب وعدم وضوح الصورة المادية بالنسبة إلى النجمة، رغم الأجواء الجيدة في تمارين الفريق والأخبار الواردة من المنارة عن عودة علي حمام من كندا، والحديث عن عودة بلال نجارين خلال عشرة أيام، كما أبلغ ادارة النادي.
لكن يبقى الهم المادي ما يقلق الجمهور النجماوي، رغم الحديث عن استمرار الدعم الحريري للنادي، وذلك نتيجة اجتماع عقد بين عضو الادارة صلاح عسيران ونادر الحريري (مستشار الرئيس سعد الحريري) في فرنسا قبل شهرين، حيث أبلغ الحريري عسيران استمرار الدعم، لكن المطلوب بعض الوقت.



الساحل وحمود وكنج

أشار نائب رئيس نادي شباب الساحل سمير دبوق أن تحوّل اللاعب إبراهيم حمود الى لعبة كرة الصالات كان من دون أي بدل مادي، فيما أوضح رمزي كنج، رداً على ما نشر، أمس انه لم يتعاطَ في موضوع نادي شباب الساحل، لا من قريب ولا من بعيد، وأنه يبقى داعماً للرياضة اللبنانية وللساحل خصوصاً.