دموع وشغب وغضب، هذا هو المشهد باختصار الذي حلّ في شوارع العاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس، بسبب هبوط ريفر بلايت إلى الدرجة الثانية بعد تعادله مع ضيفه بلغرانو دي كوردوبا 1-1 على ملعب «إل مونومنتال»، في إياب الملحق، وذلك بعد فوز بلغرانو من الدرجة الثانية 2-0 على أرضه ذهاباً الخميس الماضي.
68 جريحاً و50 موقوفاً وتحطيم عدة متاجر، كانت حصيلة الأمسية الحزينة، التي كان وقعها أقسى في اليوم التالي على حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب المحلية (33 لقباً)، المصنف ضمن أندية النخبة منذ تأسيسه.
وركّزت الصحف الأرجنتينية كلّها أمس على مأساة القطب الأكبر في الكرة المحلية؛ إذ أجمعت صحيفتا «أولي» و«كلارين» على وصف هبوط الفريق بـ«التاريخي»، وذلك بعدما أنجب هذا الفريق لاعبين من طراز ألفريدو دي ستيفانو وغابريال باتيستوتا وحصل على لقب «نادي المليونيرية».
ودفع سقوط ريفر بلايت، مشجعيه إلى إطلاق فورة غضبهم في العاصمة بعد اللقاء رغم انتشار 2200 من رجال الشرطة الذين لم يتمكنوا من تفريقهم في محيط الملعب، حيث تعرض عدد كبير من المتاجر لتحطيم الزجاج، بينما طالب كثيرون باستقالة رئيس النادي النجم السابق دانيال باساريلا الذي رفض هذا المطلب بحزم.
ولم يكن وضع المباراة أفضل؛ إذ اضطر حكمها إلى إنهائها في الدقيقة الـ89 قبل أن تزداد أحداث الشغب التي كانت مندلعة في مدرجات الملعب المليئة بـ50 ألف متفرج، فيما بقي لاعبو ريفر بلايت دقائق عدة على أرضية الميدان يبكون وهم محاطون برجال الأمن لضمان سلامتهم. وعمت فوضى عارمة حولهم حيث استخدم رجال الإطفاء خراطيم المياه لتهدئة غضب الجماهير التي كانت ترمي لاعبي بلغرانو أثناء مغادرتهم للملعب بكل ما طالته أيديها.