كما كان متوقعاً، تأزّم الوضع في نادي الحكمة على الصعيد الإداري بعد القرار المفاجئ لقاضي الأمور المستعجلة أنطوان طعمة الذي قضى بتوقيف محضر جلسة اللجنة الإدارية في 25 حزيران 2010 والذي جرى فيه تنسيب 137 عضواً إلى الجمعية العمومية. وفي اجتماع الخميس سُجّل استياء كبير من بعض الأعضاء لما آلت إليه الأمور نتيجة تصرفات الحلف الثلاثي في اللجنة: ميشال خوري، سمير نجم والزميل فارس كرم.
وكان الاستياء الكبير من جرّ النادي إلى القضاء و«البهدلة» التي طالت النادي العريق. وهذا «الغضب»، وخصوصاً من الرئيس طلال مقدسي قد يدفع الثلاثي المموّل في النادي: أمل أبو زيد، نديم حكيم ومقدسي إلى اتخاذ قرار كبير بتسليم المسؤولية في النادي إلى المطرانية نتيجة حالة «القرف» التي وصلوا إليها كما قال مقدسي. ودعا أمين السر نديم حكيم الأعضاء إلى اجتماع يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة عصراً في مكتب مقدسي لإصدار بيان مهم قد يكون التوجّه الأكبر فيه الانسحاب والانتقال إلى دعم ناد آخر من دون «وجع راس»، بحيث يكون الاستمتاع في التعاطي في الرياضة هو العنوان الأساس بعيداً عن المناكفات. فالثلاثي أبي زيد وحكيم ومقدسي، دخل إلى كرة السلة لأداء دور إيجابي على صعيد نادي الحكمة خصوصاً، وكرة السلة عموماً. لكن النتيجة لم تكن على قدر الآمال، ما قد يدفعهم إلى اتخاذ القرار النهائي، وليتحمل كل شخص مسؤوليته بعدما وصل النادي إلى ما وصل إليه.

بيان شهوان وردّ خوري

من جهته، دعا رئيس نادي الحكمة السابق جورج شهوان خلال لقائه عدداً من إداريين سابقين في النادي، أعضاء الهيئة الإدارية في النادي إلى التحاور للتفاهم على حلّ الخلافات المستشرية في ما بينهم، التي وصلت إلى القضاء، نظراً إلى حساسية الموقف وخطورته، الذي بات يهدد مسيرة النادي العريق صاحب الإنجازات على أكثر من صعيد.
وحمّل شهوان المسؤولين في الهيئة الإدارية مسؤولية المحافظة على الإرث الكبير الذي تركه رجالات مرت على رئاسة وعضوية هذا النادي الذي بات أمانة في أعناق كل من هم في سدة الإدارة اليوم، لإبقاء راية النادي خفاقة، وخصوصاً بعدما وصلت الأوضاع في النادي إلى وضع بات ينذر بضياع تلك الإنجازات، علماً بأن مصلحة النادي تقتضي الترفع عن المصالح الشخصية الضيقة من أجل نجدة الحكمة.
من جهة ثانية، هنأ شهوان فريق الرياضي بيروت بإحرازه لقب بطولة الأندية الآسيوية بكرة السلة للمرة الأولى، مثنياً على هذا الإنجاز الذي أعاد الكأس إلى لبنان، متمنياً للنادي الشقيق دوام التوفيق والنجاح.
بدوره، رفض عضو الإدارة، ميشال خوري، تحميله مسؤولية ذهاب النادي نحو المجهول، رداً على سؤال «الأخبار» عمّا إذا كان يرضى أن يكون هو من خرّب نادي الحكمة. فالمسألة بالنسبة إلى خوري هي رد فعل وليست فعلاً، فالأمور وصلت إلى هذا الحد نتيجة عناد مقدسي وفشله في كرة السلة وتخليه عن لعبة كرة القدم وسعيه إلى تحويل ملعب النادي في عين نجم إلى مرمح للفروسية. ويضيف خوري: «أنا مسؤول فقط عن مسألة الـ137 اسماً الذين جرى تنسيبهم في محضر مخالف للقانون، واللجوء إلى القضاء هو لتصويب مسار، فالتلاعب بالجمعيات العمومية مرفوض». وختم خوري كلامه قائلاً: «أنا لا أريد أن يترك مقدسي النادي، ولكن أطلب منه حفظ كرامات الأشخاص والحرص على مصلحة الحكمة».



شهوان بالتصرّف

وضع رئيس نادي الحكمة السابق جورج شهوان نفسه بتصرف الطرفين المتنازعين في النادي، من أجل العمل يداً واحدة لحلّ الخلافات على قاعدة الحوار البناء، للوصول بمسيرة النادي إلى بر الأمان وقبل ضياع الفرصة.