لا يختلف اثنان على أن تشكيلة «السيليساو» المتوقع خوضها لكوبا أميركا تبدو غنيّة بالمواهب التي ينتظر العالم اكتشافها على المستوى الدولي، وذلك بعدما لمعت على صعيد الأندية. والأهم أن هذه المواهب الصغيرة يرى فيها البعض حجراً أساساً في المنتخب الذي يحلم البرازيليون أن يعيد إليهم كأس العالم عندما تستضيفها بلادهم عام 2014.إلا أن الخوف الذي يكمن في قلوب مشجعي البرازيل لا يأتي ناحية افتقار البلاد الى المواهب، بل الى إمكان سقوط المنتخب في حسابات فنيّة خاطئة تماماً كما حصل في مونديال 2010 عندما تجاهل كارلوس دونغا بعض الأسماء التي كان بإمكانها انتشال المجموعة في اللحظات الحرجة، ومنها الظهير الأيسر مارسيلو الذي يعدّه البعض الأفضل في مركزه في العالم حالياً.
وهنا يتكرر السيناريو، إذ إن اسم مارسيلو لم يكن في التشكيلة التي كشف عنها مينيزيس، وذلك رغم تقديم اللاعب موسماً استثنائياً مع ريال مدريد الإسباني، حيث كسب ثقة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي منحه شارة القيادة في غياب الكابتن الأصيل إيكر كاسياس. وعند هذه المقولة يبرز رأي آخر، إذ يقول البعض إن مارسيلو ليس بمستوى روبرتو كارلوس ولم يقنع مورينيو الى حدٍّ بعيد، ولو حصل هذا الأمر لما كان المدرب البرتغالي جاهداً للتعاقد مع مواطنه فابيو كوينتراو. ربما في هذا الأمر صحة إذا كان الحديث عن ريال مدريد فقط أي الفريق الطامح للحصول على أفضل لاعب في العالم في كل مركز، لكن في المنتخب البرازيلي، يبدو الأمر مختلفاً كليّاً لأنه ليس هناك لاعب «أشوَل» أفضل من مارسيلو في التشكيلة الحالية.
وفي خط الوسط، لم يجد مينيزيس مكاناً لأندرسون الذي قدّم مستوى ثابتاً مع مانشستر يونايتد بطل إنكلترا، إذ فضّل عليه أسماء لم تعرف الاحتكاك الدولي على أعلى مستوى. وإذا كانت هذه الأسماء قابلة للتطوّر، فإن لاعباً واحداً لن يصيب هذا النجاح لأنه سبق له أن حصل على فرصته ولم يجد نفسه في مباريات عدة، وهو لوكاس لايفا الذي وصفته الصحافة البريطانية بـ«فضيحة خط الوسط» واتهمه كثيرون بالتسبّب بهزائم عدة مني بها فريقه ليفربول الإنكليزي في الموسم المنتهي.
اسمٌ آخر لم يعرف طريقه الى لائحة مينيزيس وهو المهاجم الموهوب نيلمار، الذي أثبت جدارته خلال المباريات القليلة التي لعبها في الفترة الأخيرة مع المنتخب الأصفر، وهو قدّم أوراق اعتماده كمؤهل لشغل مركزٍ في خط الهجوم بفعل تألقه مع فياريال الإسباني في الدوري المحلي و«يوروبا ليغ». والأسوأ أن المدرب العتيد فضّل عليه لاعباً «انتهى» أوروبياً هو فريد الذي من المستحيل أن يكون في عداد المنتخب المونديالي.
تشكيلة مينزيس تضعه أمام تحدّيين، الأوّل هو الفوز باللقب القاري، والثاني إثبات فلسفته وسط تعالي أصوات المنتقدين في مشهد لم يغب طويلاً عن الشارع الكروي البرازيلي الذي يستعيد اليوم ذكريات كابوس دونغا.

تشكيلة الـ 22

- لحراسة المرمى: جوليو سيزار (انتر ميلانو الإيطالي) وفيكتور (غريميو).
- للدفاع: دانيال الفيش وأدريانو (برشلونة الإسباني) ودافيد لويز (تشلسي الإنكليزي) ولويزاو (بنفيكا البرتغالي) وتياغو سيلفا (ميلان الإيطالي) وأندريه سانتوس (فنربخشه التركي) ولوسيو ومايكون (أنتر ميلانو).
- للوسط: لوكاس لايفا (ليفربول الإنكليزي) وراميريش (تشلسي الإنكليزي) وساندرو (توتنهام هوتسبر الإنكليزي) وإلياس (أتلتيكو مدريد الإسباني) وجادسون (شاختار دونيسك الأوكراني) وإيلانو (سانتوس) وباولو هنريكه غانسو (سانتوس) ولوكاس (ساو باولو).
- للهجوم: ألكسندر باتو وروبينيو (ميلان) وفريد (فلوميننسي) ونيمار (سانتوس).



...وانتهت «الأسطورة»
الفتى الذهبي قال وداعاً


لم يكن عنوان المباراة الودية التي فازت فيها البرازيل على رومانيا 1-0، كبيراً، إذ لم يعنِ للجمهور أي شيء تسجيل فريد لهدف الفوز في الدقيقة 21. وكان كل همّ الـ30 ألف متفرج المحتشدين في ملعب «باكايمبو» في ساو باولو توديع الهداف التاريخي رونالدو.
ودخل رونالدو إلى أرض الملعب في الدقيقة 30 مكان فريد ولعب 15 دقيقة قبل أن يترك مكانه لنيلمار، وهو صدم كل المتابعين بمظهره الخارجي، إذ أصابته زيادة في الوزن غير طبيعية، وقد بدا ثقيلاً على أرض الملعب بعدما كان في الماضي القريب أسرع مهاجمي العالم، والدليل أنه فشل في التسجيل رغم حصوله على 3 فرص سانحة.
وكان رونالدو (34 عاماً) الحائز كأس العالم مع منتخب بلاده عامي 1994 و2002، قد اعتزل اللعب نهائياً منتصف شباط الماضي عن سن 34 عاماً بسبب مشاكل بدنية، حيث كشف أنه يعاني منذ سنوات قصوراً في الغدة الدرقية.
وأحرز رونالدو جائزة أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات وسجل 62 هدفاً في 97 مباراة مع «السيليساو».