عندنا أفعال لبنانية مشتقة، شقّت البلد ورياضاته ودولته و... «ضبضب» فعل شهير، عندنا يقول الأزعر للآدمي «تضبضب». ويهمس حرامي لمقرر «ظبطها»، ونافذ لقاض «لفلفها» ، وهكذا صار الوطن بلد الضبضبة.
فعل ينتشر كالوباء، في الرياضة والسياسة والقضاء، ونصدّره إلى العالم مجاناً.

■ ■ ■

في واقع الفيفا، انتخب بلاتر لولاية رابعة، بعدما أقصى بلا رحمة منافسه المفترض بن همام، وفجّر كل أحقاده في العربي الآسيوي الذي تجرّأ على منافسته، بدعاوى رشى مقدمة! كأن بلاتر لا يعلم ما يدور في كواليس الفيفا من صراع على تنظيم مونديال 2022. لكنه ضبضب الأسرار وعاد ليكشفها حيث تدعو الحاجة. وصار بلاتر زعيماً لمافيا الفيفا لأربع سنوات جديدة.

■ ■ ■

عندنا، في كرة القدم، اجتماع اللجنة العليا معلّق، بسبب طرح بند «حل اللجان» جميعها في التحكيم والمنتخبات والملاعب والألعاب المتفرعة، بعد فشل فاضح في سقوط اللعبة مالياً وجماهيرياً وأمنياً ومنتخبات وتوافقاً مضحكاً. ويعمل البعض على ضبضة هذا الوضع المخزي حفاظاً على توليفة أشخاص التوافق السياسي الفاشل من أساسه.

■ ■ ■

ضبضب، فعل فاعل في أسواق لبنان، في الرياضة والقضاء والملاعب والخيانة والجاسوسية والاتصالات والأمن، وصولاً إلى دستور البلاد التائه...
لا فرق بين التطوير والتدمير في الرياضة، ما دام هناك توافق يضبضب...
لا فرق بين الخيانة والولاء، ولا بين دعم نواد فاشلة أو منتخبات قاصرة، ونواد تنجز وتشرّف.
أما آن لهذا الفعل اللعين وأصحابه أن يحملوا ملفاتهم ويتضبضبوا، أو يرحلوا؟