صور | كل يوم ثلاثاء، تضجّ الطبقة الثانية من مقرّ البلدية بالمتعلّمين لمجالات مختلفة. من فنون الخياطة للنساء، الى تعلم اللغة الكورية ومبادئ استخدام الكومبيوتر، فيما اختارت مجموعة من الفتيان والفتيات تعلم فن رياضة التايكواندو الكورية.
يبدو محمد (9 سنوات) فخوراً بنفسه وبثقة عالية، بعد التحاقه بصف التايكواندو. فالفتى ابن البلدة المحرومة من النوادي والمؤسسات والخدمات العامة، بات بطلاً في التايكواندو بنيله الحزام الأسود من الدرجة الثانية. لم يقصد محمد مدينتي صور أو صيدا ليتسجل في ناد، بل إن سيره أمتاراً قليلة من منزله وحماسة منه كانت كافية بعد ما وفّره الكوريون له. يقول محمد إنه كان قبل عامين، لا يخطر بباله أن بلدته ستدخل في عصر الرياضة، في إشارة الى أنه مع عشرات من أبناء بلدته تباروا مع طلاب من بلدات أخرى برعاية اتحاد التايكواندو اللبناني.
وخلال الشهر الجاري، افتتح صفّ لتعليم رياضة التايكواندو في مدرسة قدموس في منطقة صور، في إطار برنامج التبادل الثقافي. الصف واحد من صفوف افتتحتها الكتيبة قبل أربع سنوات، حيث انتشرت في بلدات شبريحا والعباسية والبرغلية وطيردبا وبرج رحال.
حالياً، هناك حوالى 143 طالباً وطالبة مسجلين في الصفوف، من بينهم 41 طالباً نالوا الحزام الأسود من الدرجة الأولى وتسعة من الدرجة الثانية. من بين 450 طالباً، 50 منهم نالوا الحزام الأسود وتدرّبوا على أيدي جنود كوريين في الكتيبة.
فن التايكواندو عرف في كوريا منذ أكثر من خمسة آلاف سنة كوسيلة للدفاع بسبب كثرة الحروب الأهلية وصعوبة الحياة وسط الحيوانات الضارية.