باتت معرفة ما يجري في إدارة كرة القدم اللبنانية شيئاً من المستحيل، وخصوصاً في ظل المشاكل الأخيرة التي تتخبّط بها، ولا سيما قضية «موقعة بحمدون». وكانت تداعيات القضية قد سبّبت تعطيل جلسة الاتحاد، إثر تباين عمودي بين الأعضاء، حيث كان من المتوقع أن يصعد الدخان الأبيض عن القرار بشأن المباراة بين الخيول والأهلي صيدا، في ظل احتمالات عدة للخروج من المأزق، عبر متابعة المباراة أو إعادتها، وهذا الأمر صعب للغاية، وخصوصاً أن الفريقين أضحيا في فترة الراحة، أو ترفيع الناديين مع طرابلس إلى الدرجة الأولى وعدم هبوط أي فريق إلى الدرجة الثالثة، لكون أي قرار قد يفتح «دفاتر قديمة» في وجه الاتحاد.
وكان الإخراج للاحتمال الأخير يقضي بأن توقّع أكثرية أندية الدرجة الثانية على عريضة، بمبادرة من الخيول، تطلب فيها ترفيع النوادي الثلاثة وعدم تنزيل أحد، على أن يصبح عدد فرق دوري الأضواء 13، وتهبط في نهايته 3 أندية، وعدد نوادي الثانية 15 وتهبط 3 في نهايته أيضاً كمخرج لهذه «المعضلة». وفعلاً جمع النادي البرتقالي التواقيع حيث أعلنت أغلبية الأندية موافقتها، عدا ناديين فقط هما طرابلس والأهلي صيدا، من دون معرفة السبب.
وأشار مصدر مطّلع إلى أن هناك مناكفات عدة تتمحور على أكثر من صعيد، إذ كشف أن حكم المباراة وارطان ماطوسيان قد أوقف مدى الحياة، وطُلب منه أن يعترف بارتكاباته في هذه المباراة، إلا أن الحكم الدولي هدّد بأن يكشف كل شيء وما كان يطلب منه من أشخاص نافذين في اللجنة العليا، وأن الأمور لن تكون «محمودة». كذلك كشف المصدر عينه أن هناك تدخلات من الأحزاب السياسية لدى مندوبيهم في اللجنة العليا لإعطاء صاحب كل ذي حق حقه، وإلا فإن الاتجاه سيكون إسقاط الاتحاد. وأردف المصدر أن هذا القرار بناءً على معلومات تفيد بأن الاتحاد سيقضي بتخسير الخيول تطبيقاً للقانون، لكن من يعيد الحق إلى المظلوم؟
كذلك تطرق المصدر إلى أن الصراع يبدو كبيراً على اللجان، ولا سيما لجنة الحكام التي قد تسحب من عهدة محمود الربعة، وأن أبرز المرشحين لها مازن قبيسي. إلا أن الجميع سيكون بانتظار نهاية «شهر العسل في زيوريخ»، حيث سيُنتخب رئيس جديد لـ«الفيفا»، في جلسة نارية للاتحاد مزمع انعقادها في 6 حزيران المقبل.