في 27 ايار 2009، تابعت من مقاعد الملعب الاولمبي في روما المباراة النهائية لمسابقة دوري ابطال اوروبا. وفي نهاية الدقائق التسعين التي توّجت برشلونة بطلاً للقارة العجوز بفوزه بهدفين نظيفين، كانت الخلاصة ان المستقبل القريب سيشهد وقوف احد الفريقين في النهائي أو دخولهما في صراعٍ مباشر آخر على اللقب. والسبب وراء هذه الخلاصة التي تُرجمت واقعاً بعد 24 شهراً أن عملاقي الكرتين الاسبانية والانكليزية قدّما وقتذاك فريقين يملكان الكثير.
فقد بدا جليّاً ان المدربين جوسيب غوارديولا و«السير» اليكس فيرغيسون يمكنهما خوض مباراتين أخريين بأوراق وحسابات مختلفة، أضف ان الدماء الشابة تجري في عروق أبرز عناصر الفريقين، الذين رغم صغر سنّهم اكتسبوا خبرة دفعتهم الى المسرح النهائي مرة اخرى.
كل هذه النقاط ثبتت هذا الموسم، إذ إن مانشستر يونايتد وصل الى النهائي بتشكيلة تبدو اقل قوة «على الورق» من تلك التي خاضت نهائي 2009، حيث ضمّت عامذاك نجمين كبيرين هما البرتغالي كريستيانو رونالدو والارجنتيني كارلوس تيفيز. أما «البرسا» فقد ازداد صلابة، إذ ان جيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس مثلاً اكتسبا نضجاً اضافياً، ما يضفي قوة اكثر على الفريق الذي لم يتغيّر كثيراً منذ إحرازه لقبه الاخير، حيث اقتصر الامر على حلول دافيد فيا في مركز الكاميروني صامويل إيتو وبدرو رودريغيز مكان الفرنسي تييري هنري، وبالتالي فإن معدل الكيميائية ارتفع الى اعلى مستوياته.
بالطبع، لا يريد فيرغيسون ان يرتكب فريقه الأخطاء نفسها التي سبّبت هزيمته قبل عامين، ولعل أبرزها السماح للاعبي برشلونة بالتحرك بحرية في خط الوسط، حيث فشل مايكل كاريك والبرازيلي أندرسون فشلاً ذريعاً امام عبقرية شافي هرنانديز واندريس إينييستا. لكن روح المجموعة تبدو أقوى في يونايتد هذه المرة، إذ لم يخفَ على أحد في نهائي روما ان رونالدو اراد فعل كل شيء وحده، آملاً محو لوحات النجم الارجنتيني ليونيل ميسي من أذهان الناس، وعدم وجود البرتغالي هذه المرة سيسهّل على «السير» مهمة تنفيذ فلسفته المعتمدة على الانتشار الرائع للاعبيه واتباع التعليمات بحذافيرها، وهي نقطة القوة التي أعادت اللقب المحلي اليه.
نقطة قوة اخرى يملكها فيرغيسون، وهي مقعد احتياطي اهم من نظيره الموجود ناحية الفريق الكاتالوني، حيث تنتفي المقارنة هنا بسبب تخمة الأسماء المهمة عند الانكليز، ومنها هداف الـ«برميير ليغ» البلغاري ديميتار برباتوف، بينما واجه غوارديولا معضلة خلال نصف النهائي، إذ لم يجد إلا الهولندي إبراهيم أفيلاي ورقة رابحة. لكن هذا المدرب «الثعلب» يبدو دائماً مطمئناً إلى نقاط قوة فريقه، فيتفرّغ لاصطياد الخصوم عبر نقاط ضعفهم، ومنها قد يكون الليلة الظهير الأيمن البرازيلي فابيو دا سيلفا العديم الخبرة، لذا قد يرمي «بيب» بميسي على الناحية اليسرى لجعل الطريق مفتوحاً اكثر باتجاه منطقة يونايتد.
وبغض النظر عن خلاصة الماضي أو واقع الحال، فإن الامر الوحيد الذي يتفق عليه الجميع هو أنه يصعب التكهن الى حدٍّ شبه مستحيل بنتيجة «نهائي العصر» أو هوية الفائز الليلة.

التشكيلتان المحتملتان:

■ برشلونة (4-3-3): فيكتور فالديس، داني ألفيش، خافيير ماسكيرانو، جيرارد بيكيه، كارليس بويول، شافي هرنانديز، أندريس إينييستا، سيرجيو بوسكيتس، بدرو رودريغيز، ليونيل ميسي، دافيد فيا.
■ مانشستر يونايتد (4-4-1-1): إدوين فان در سار، فابيو دا سيلفا، نيمانيا فيديتش، ريو فرديناند، باتريس أيفرا، أنطونيو فالنسيا، راين غيغز، مايكل كاريك، بارك جي سونغ، واين روني، خافيير هرنانديز.



على هامش النهائي

■ سجل ليونيل ميسي أهدافاً في 19 بلداً مختلفاً في العالم، لكنه لم يتمكن قط من هزّ الشباك في مباراة أُقيمت على الأراضي الإنكليزية.
■ فقط ريال مدريد (في باريس وغلاسغو) وميلان (أثينا) وليفربول (روما) فازت باللقب الأوروبي مرتين في المدينة نفسها، وبالتالي سيكون برشلونة أو مانشستر يونايتد رابع نادٍ يحقق هذا الإنجاز.
■ في حال فوزه على مانشستر يونايتد، سيكون برشلونة ثالث نادٍ يحقق اللقب مرتين على حساب الفريق عينه بعد ريال مدريد (ضد ستاد ريمس) وميلان (ضد بنفيكا).
■ ملعب «ويمبلي» القديم كان المكان الذي أحرز فيه كل من برشلونة (1992) ومانشستر يونايتد (1968) أول ألقابهما في دوري الأبطال.
■ سبق لناديين إسبانيين، هما ريال مدريد وريال سرقسطة أن فازا في نهائي أوروبي يوم 28 أيار، الأول عام 1958 في دوري الأبطال، والثاني عام 1964 في «كأس المعارض» (يوروبا ليغ حالياً).
■ كل الأهداف التي سجلها برشلونة في المباريات النهائية لدوري الأبطال جاءت بأقدام لاعبين أجانب.