ليس غريباً أن يصبح اسم الظهير الأيسر البرتغالي فابيو كوينتراو الأكثر تداولاً في سوق الانتقالات الذي سيفتح أبوابه قريباً، إذ إنّ أبرز أندية كرة القدم في أوروبا تجري بحثاً واسع النطاق لإيجاد لاعب «أشوَل» على مستوى عالٍ في ظل الشحّ في المواهب، الذي أصاب هذا المركز منذ ابتعاد ثلاثة من أبرز الذين شغلوه في الأعوام القريبة الماضية عن الأضواء، أي الإيطالي باولو مالديني والفرنسي بيشنتي ليتزاراتزو والبرازيلي روبرتو كارلوس، الذي لم يعتزل مثل الأوّلين، لكنه ذهب إلى اللعب في الدوري الروسي مع أنجي ماكاشكالا. ومن دون شك لا تملك فرق الصف الأول في اوروبا ظهيراً أيسر من طينة هؤلاء الثلاثة، إذ إن ريال مدريد الإسباني مثلاً، الذي لعب له روبرتو كارلوس، لم يجد حتى الآن في مواطنه مارسيلو الخليفة الحقيقي لصاحب القذائف الشهيرة
، وذلك رغم المجهود الكبير الذي بذله الأخير هذا الموسم، علماً أنه لم يقنع المدرب السابق لمنتخب بلاده كارلوس دونغا بتسميته في تشكيلته خلال المونديال الأخير!
أما في ميلان، فعملية البحث عن «أسطورة» محلية على شاكلة مالديني تبدو مسألة مستحيلة، إذ إنه سرعان ما خبا نجم التشيكي ماريك يانكولوفسكي، لذا حاول بطل إيطاليا التعويض عبر جلب الهولندي أوربي إيمانويلسون، الذي ظهر أنه يحتاج الى الكثير من أجل الارتقاء الى مستوى الدوري الإيطالي. من هنا، لا يبدو مستغرباً أن تتجه البوصلة نحو فرنسا، حيث خطب الفريق اللومباردي ودّ النيجيري تايي تايوو لاعب مرسيليا الفرنسي.
والى ميونيخ التي يعاني فريقها بايرن لتعويض ليتزاراتزو رغم أن الدولي فيليب لام هو أحد أفضل اللاعبين في العالم في مركزه، لكن المشكلة تطفو عند تحوّل لام الذي يجيد اللعب بالقدمين لشغل الطرف الأيمن، حيث لم يستطع الشاب دييغو كونتينتو، أو هولغر بادشتوبر أو الكرواتي إيفيكا برانييتش سدّ الفراغ الحاصل على الجهة اليسرى.
هذه المسألة ظهرت في منتخب ألمانيا أيضاً خلال المونديال، حيث عمل مدرب «المانشافت» يواكيم لوف على حلّها عبر تحويل جيروم بواتنغ الى الميسرة، لكن رغم المستوى الطيّب الذي قدّمه اللاعب الأسمر فإنه ليس لاعباً كاملاً على غرار لام، إذ إن نزعته الهجومية لا توازي اندفاعه البدني دفاعياً، وبالتالي لا يمكن اعتباره ظهيراً أيسر مثالياً ولو أن بايرن يخالف هذا الرأي، حيث قرر تكرار تجربة المنتخب عبر سعيه إلى التعاقد مع بواتنغ، الذي لعب مع مانشستر سيتي الإنكليزي في الموسم المنتهي.
وفي نظرة سريعة، تبدو الفرق متمسّكة بما لديها من لاعبين في مركز الظهير الأيسر، إذ بحسب «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون مدرب مانشستر يونايتد بطل انكلترا، فإن ظهيره الفرنسي باتريس إيفرا هو آخر اللاعبين الذين قد يستغني عنهم إذا أُجبر على ذلك. أما الإيطالي كارلو أنشيلوتي المقال حديثاً من تدريب تشلسي الإنكليزي، فإنه طلب من ريال مدريد «أن ينسى الموضوع» عندما حاول الأخير مغازلة أشلي كول الصيف الماضي.
وفي إيطاليا، وضع يوفنتوس، الذي يبني فريقه حالياً، مسألة التعاقد مع ظهير أيسر مميّز أولوية، حيث تردد اسم كوينتراو الى جانب البرازيلي ميشال باستوس (ليون الفرنسي) والفرنسي غايل كليشي (أرسنال الإنكليزي).
ومهما يكن من أمر فإن هذه الأسماء القليلة لا تبدو قادرة حتى الآن على الظهور بصورة روبرتو كارلوس أو مالديني أو ليتزاراتزو، ولن تعيدنا الى ذكريات ما صنعه الإيطاليان جايتشينتو فاكيتي وأنطونيو كابريني، والألماني كارل ـــــ هاينتس شنيلينغر وبول برايتنر وأندرياس بريمه، والبرازيلي نيلتون سانتوس، والأرجنتيني سيلفيو مارزوليني، والهولندي رود كرول.