القاهرة | أثار خبر صغير ردود فعل بين الترحيب والدهشة والسخرية بالنكتة السياسية والكروية أيضاً. الخبر يقول إن جماعة «الإخوان المسلمين» الدينية في مصر بصدد إنشاء ناد رياضي يشارك في مسابقة الدوري المصري لكرة القدم.
وقد نقل الإعلام عن المرشد العام لجماعة الإخوان قوله إن الجماعة التي أنشأت أخيراً حزباً سياسياً (حزب الحرية والعدالة)، يعتزم المنافسة في انتخابات أيلول المقبل، تدرس بجدية حالياً إنشاء ناد لرياضات مختلفة، ومن بينها كرة القدم.
ورغم أن جماعة الإخوان ظلت زمناً طويلاً تعدّ اللعبة التي يعشقها المصريون وسيلة لإلهاء الشعب عن مشاكله اليومية، ترى أن المناخ الإيجابي الذي ظهر بعد ثورة 25 يناير من شأنه تغيير نظرة المصريين إلى الرياضة.
الخبر كان غريباً، إذ هي المرة الأولى التي سينشأ فيها ناد رياضي يمثل حزباً سياسياً في مصر، لكنّ المثير هو التعليقات النقدية التي نشرتها منتديات الحوارات عبر الإنترنت، عن وجود ناد «ديني» في الدوري إلى جانب الفرق الشعبية الكبيرة: الأهلي والزمالك والإسماعيلي. فقد كتب أحدهم على موقع إلكتروني عن النادي الجديد: «سيكون لديهم ألتراس أيضاً.. لكنهم لن يشعلوا الشماريخ.. بل «البخور»!
وكتب آخر: «الفريق الجديد سيسمّي المباريات «غزوات»، وسيكون شعاره: الدوري هو الحل.. وهتافه سيكون: اللهم انصرنا على جميع الفرق»، وتساءل آخر ساخراً عن لباس الفريق: «شورت أم جلابية»!
وسأل آخر مندهشاً: «إذا طلب هذا الفريق حكاماً أجانب لمبارياته، فلن تكون أمامه سوى أفغانستان»!
ورأى آخر أن الفريق سيرفض اللعب بالهجمات «المرتدّة» لأن «المرتدّ» في النار!!
هذه التعليقات لم تعجب كثيرين من المنتمين إلى التيار الديني، وعدّوها «مسيئة إلى الدين»، كما إلى الإسلام نفسه، ورأى البعض أن الفكرة طيبة بالفعل!
يذكر أن مبادئ دوري المحترفين التي أقرها «الفيفا» تنص على ضرورة منع وجود فريقين في مسابقة محلية واحدة يمثلان مؤسسة واحدة. وتطبيق هذا التعديل الإجباري قد يدفع بكثير من الأندية المصرية إلى الاختفاء أو الاندماج مع أندية أخرى تتبع المؤسسات نفسها، مثل ناديي إنبي وبتروجيت، اللذين يتبعان وزارة البترول، وناديي طلائع الجيش واتحاد الشرطة، التابعين لوزارة الداخلية. وهذا التعديل يعني إمكان أن ينشئ الإخوان المسلمون ناديهم الخاص بهم، غير أن الاتحاد المصري سيكون عندها مطالَباً باستشارة الفيفا أولاً في إمكان الموافقة على إنشاء ناد كروي تابع لجماعة سياسية أو حزبية.