كان هذا الموسم من بطولة لبنان لكرة القدم المناسبة الأولى التي قدّم فيها المدرب العراقي مالك فيوري نفسه إلى الجمهور اللبناني. واختار فيوري نادي الراسينغ ليكون محطته الأولى فكانت تجربة مثّلت حالة فريدة نظراً إلى التباين في النتائج بين مرحلتي الذهاب والإياب. فمع ختام الذهاب حل الراسينغ في المركز الرابع برصيد 22 نقطة بعد فوزه على جميع فرق المقدمة ما عدا النجمة، فيما أنهى مرحلة الإياب في المركز السادس برصيد 29 نقطة، حاصداً 7 نقاط فقط من 11 مباراة. ورغم النتائج المتواضعة إياباً استطاع الراسينغ خطف الأضواء بقيادة مالك فيوري، فكيف يرى المدرب العراقي موسمه الأول في لبنان؟
«كان موسماً جيداً في مرحلة الذهاب، بعدما قدمت ما لديّ من خبرة في اللعبة، لكن في الإياب أثرت بعض المشاكل بين اللاعبين في أداء الفريق، وخصوصاً أن وجود بعضهم مثّل عائقاً أمام محافظة الفريق على تطوره. وأنا استفدت من تجربتي ومن وجود بعض اللاعبين الجيدين الذين نجحت في تطويرهم، وهي مهمة المدرب حتى لو لم يقدم نتائج. وهذا ما حصل مع بعض اللاعبين كعماد الميري وحسن خاتون وعلي حمية ووسيم عبد الهادي ووليد إسماعيل وعلي بلوط».
وبشأن ما حصل من إشكالات، وعلى من تقع المسؤولية، يرى فيوري أن الإدارة تتحمل جزءاً من المسؤولية بنسبة 20 %، لكنها لم تستطع القيام بما يجب القيام به نتيجة ظروف معينة أبرزها الحاجة الى اللاعبين بعد سفر عدد منهم، وعدم وجود احتياط مناسب. أما بالنسبة إلى بعض اللاعبين (عددهم بين 3 و4 لاعبين) فقد حمّلهم فيوري مسؤولية بنسبة 80 %. «فهؤلاء اللاعبون غابوا في فترة الذهاب، وافتعلوا مشاكل في مرحلة الإياب نظراً إلى اعتقادهم بأن استبعادهم يأتي على خلفية اجتماعية أو مذهبية، فيما المقياس الأساسي عندي هو العنصر الفني».
وعن المشكلات التي يعانيها نادي الراسينغ يلخصها فيوري في ثلاثة أمور: غياب لاعبي الاحتياط الجيدين، والنقص في بعض المراكز، وخصوصاً حارس المرمى الثاني، وضعف العنصر الأجنبي.
«فهناك لاعبون على مقعد الاحتياط لكن إمكاناتهم لا تعادل نصف إمكانات اللاعبين الأساسيين. أضف الى ذلك ضعف مستوى الحارس الاحتياطي، وهو ما أثر فينا في الإياب بعد إصابة وسام كنج. أما المهاجم دونالد، فكان ثغرة في الفريق ولو كان هناك مهاجم جيد لكنت قد أحرزت الدوري أو احتللت المركز الثاني. وهناك نقص في مركز الدفاع الأيمن، والوسط المهاجم، وعلى جهة اليسار الهجومي، إضافة الى مهاجم يساند عبد الهادي».
وبشأن ما يقال عن أن فيوري حصد هذا الموسم ما زرعه سمير سعد في الموسم الماضي يقول فيوري «في الموسم الماضي لم يحقق الفريق 22 نقطة في مرحلة الذهاب، وتعرضت شباك الراسينغ لأهداف كثيرة، إضافة الى ضعف في التسجيل رغم وجود المهاجم البرازيلي جونيور، وبالتالي فإن هذا الكلام بلا معنى، فالأسلوب الذي لعبت به جديد كتشكيل 4 - 2 - 3 - 1، أو 4 - 4 - 1 - 1، أو 3 - 2 - 2 - 3. الى جانب اللياقة البدنية والصورة التي ظهرنا عليها، وكل ذلك دون وجود إصابات في الفريق».