باريس | عادت قصّة العنصرية في منتخب فرنسا الوطني لكرة القدم إلى الواجهة بعدما كشف موقع «ميديا بارت» عن وجود قرارات داخل اللجنة الوطنية للعبة بالحدّ من نسبة عدد اللاعبين «من أصول أفريقية أو مسلمة» بما لا يتجاوز «إثنياً» ٣٠ في المئة. ومع تصاعد قوة اليمين المتطرف وزعيمته مارين لوبن التي تشير كل الاستفتاءات إلى أنها «ستصل إلى الدورة الثانية على حساب (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي»، عادت الذاكرة اليوم إلى تعليق أدلى به والدها عام ١٩٩٦ عشية وصول منتخب فرنسا إلى نصف نهائي كأس أوروبا، الذي كان من أبرز نجومه زين الدين زيدان والذي كسب بعد سنتين كأس العالم. فقد قال يومها جان ماري لوبن «إن هذا الفريق مصطنع، وليس فرنسياً؛ فهو مؤلف من غرباء»، وهو ما يذكر بما حصل عشية خسارة «الديوك» المخزية في جنوب أفريقيا وتدخل ساركوزي ودعوة بعض نواب حزبه لـ«تأليف لجنة نيابية» لمعاقبة اللاعبين.

في حينها، أدرك الجميع أنه بغض النظر عن أسباب «ثورة اللاعبين» ستمثّل «التركيبة الإثنية» للفريق عموماً، وللمتمردين على اللعب خصوصاً، «مادة دسمة لليمين المتطرف». وهو ما يبدو حاصلاً الآن بحسب تقرير الموقع الذي تناقلته معظم الصحف الفرنسية نهاية هذا الأسبوع تحت عنوان «بالنسبة إلى المسؤولين الفرنسيين عن الكرة، ثمة عديد من الأفارقة والعرب في الفريق الوطني الفرنسي، وليس هناك عدد كاف من أصحاب البشرة البيضاء». ويؤكد الخبر أن لوران بلان المدرب الوطني، واللاعب إلى جانب زيدان في المنتخب الذهبي عام ١٩٩٨ وافق على هذا التوجه، ونقل عنه قوله إن الإسبانيين لا مشكلة عندهم؛ فهم يقولون: «ليس عندنا «blacks»، أي ذوو البشرة السمراء، ودعا إلى الحد من اللاعبين المزدوجي الجنسية. ويبدو أن بعض مراكز التدريب التابعة للجنة الوطنية في ليون ومرسيليا بدأت بتطبيق هذه التعليمات التي صدرت في نهاية السنة الماضية، ويؤكد ذلك على نحو غير مباشر مسؤول مركز ليون (جنوب شرق) بقوله «إن المسألة ليست مسألة لون البشرة، لكننا نبحث عمّن يمتلك ذكاء اللعب، لا القوة الجسدية فقط». ونفى مسؤول التدريب التقني في اللجنة الوطنية المتهم بأنه كان وراء هذا التوجه، فرانسوا بلاكار، أن يكون قد أقر ذلك «على نحو رسمي ومكتوب، أو حتى تلميحاً»، لكنه لم ينف أن يكون مطبقاً بالواقع.
ورغم تكذيبات الناطق الرسمي باسم بلان، إلا أن الحدث بات اليوم في الحلقة السياسية بعدما أعلنت وزيرة الرياضة شنتال جوانو أنها ستطلب من اللجنة الوطنية «الكشف السريع عن كل تفاصيل هذه المسألة».