كما كان متوقّعاً، خرج البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب ريال مدريد الإسباني، ليلقي باللائمة على حكم المباراة الألماني وولفغانغ ستارك، محمّلاً إياه مسؤولية الخسارة أمام الغريم برشلونة، في ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا. مرةً أخرى، يحاول «الداهية» الهروب الى الأمام للدفاع عن نفسه تبريراً للأخطاء التي وقع فيها في «ال كلاسيكو» الأخير. وبغض النظر عن كون طرد البرتغالي بيبي مستحقاً أو غير ذلك، يجب التوقف عند الأخطاء التي وقع فيها «المو» أول من أمس، إذ بدا لكل من تابع المباراة من أقاصي الأرض الى أقاصيها أن الرجل يلعب من أجل هدف واضح لا غير: التعادل السلبي لكي يضع عبئاً على برشلونة في مباراة الإياب في «كامب نو».
من هنا، أراد مورينيو أن يعيد تجربة نهائي الكأس في دوري أبطال أوروبا، متناسياً الفرق بين المسابقتين، حيث دفع ببيبي مرة أخرى في موقع الارتكاز الى جانب الفرنسي لاسانا ديارا (الغائب الحاضر) وشابي ألونسو، وكانت تعليماته واضحة: يجب ألّا يُسمح لأحد من لاعبي برشلونة بأن يمر بالكرة، فكان الاعتماد على الخشونة الزائدة، حتى إننا رأينا الألماني الموهوب مسعود أوزيل المعروف عنه هدوؤه، يحاول استفزاز الخصم ومخاشنته، كما حدث بينه وبين سيرجيو بوسكيتس! لوهلة، نسي «الداهية» أن الخشونة تجلب البطاقات الحمراء، وأن البطاقة الحمراء قد توجَّه الى اللاعب الذي بُنيت عليه كل الخطة «المورينية»، ونعني هنا بيبي، وعند طرد هذا الأخير رأينا مورينيو مذهولاً ومعترضاً بشدة، الأمر الذي كلفه بدوره طرداً من الملعب، ولم نشاهد بتاتاً ردّ فعله للملمة الأمور، بل كل ما شاهدناه تنهدات يطلقها بين الفينة والأخرى!
أكثر من ذلك، هل يعقل أن يلعب مورينيو بكل هذا الحذر أمام 80 ألف متفرّج مدريدي أطلقوا صافرات الاستهجان في بعض فترات المباراة، مبقياً في الوقت عينه مفاتيحه الهجومية المتمثّلة في الماكينة التهديفية الأرجنتيني غونزالو هيغواين والفرنسي كريم بنزيما على دكة البدلاء! ورغم ذلك فإن برشلونة استحوذ على الكرة بواقع 71%. أيضاً وأيضاً، سؤال يطرح: لماذا الزج بالموهوب أوزيل في غير مركزه، ومن ثم استبداله مطلع الشوط الثاني للمباراة الثانية على التوالي، علماً أن هذا الأخير غيّر مجرى «ال كلاسيكو» في مباراة إياب الدوري عند نزوله في الشوط الثاني.
أخطاء لا تعدّ ولا تحصى وقع فيها مورينيو في مباراة أول من أمس، وهو رغم اعتماده على الاندفاع البدني مقابل فريق يفوقه مهارياً كان يجب عليه التعلّم من الدرس الذي سطّره الألمان (أعرب مورينيو عن إعجابه اللا محدود بخطتهم) في كأس العالم الأخيرة، حيث لم يعتمدوا على التكتل الدفاعي أمام منتخب يفوقهم مهارة هو الأرجنتين، بل كان لعبهم مفتوحاً وغزيراً بالأهداف.
الأكيد أن مورينيو في موقف لا يحسد عليه في مباراة الإياب في «كامب نو» مع كثرة الغيابات ونتيجة الذهاب، وكل العيون ستكون شاخصة عليه، حيث يمكن اعتبار هذه المباراة اختباراً حقيقياً سيكشف مدى صحة اعتباره «الأفضل في العالم».



«اليويفا» يفتح تحقيقاً بحق مورينيو

أعلن الاتحاد الاوروبي لكرة القدم فتح تحقيق تأديبي بحق البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد الاسباني خصوصاً "تصريحاته غير المناسبة" عقب خسارة فريقه امام غريمه التقليدي برشلونة 0-2، في ذهاب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا. واوضح «اليويفا» ان لجنة الانضباط التابعة له ستدرس الملف في السادس من آيار المقبل.