«لم يلعب جيداً»، كان هذا رأي الإيطالي روبرتو مانشيني مدرب مانشستر سيتي الانكليزي في لاعبه ومواطنه ماريو بالوتيلي في المباراة الأخيرة أمام ليفربول (0-3) في الدوري المحلي. قد تكون من المرات القلائل التي يتحدّث فيها مانشيني عن مستوى لاعبه على أرض الملاعب، إذ كما بات معلوماً فإن جلّ الأخبار التي تتعلق ببالوتيلي تطال أخلاقياته وتصرفاته الخارجة عن المألوف، حيث إن الجميع بات يهاب «سوبر ماريو» ويتجنّب الدخول معه في تجاذبات وحروب إعلامية، ذلك أن «الولد السيّئ» (كما يلقّب) سيكون هو المنتصر من دون أدنى شك.كل شيء في بالوتيلي يوحي بشخصيته المضطربة. لنأخذ مثلاً الأوشام التي يطبعها على جسده، والتي يمثّل أحدها شعاراً لإحدى المافيات الإيطالية، ويحمل أحرف أسماء أبيه ووالدته وإخوته. ولما سئل عن هذا الأمر، أجاب بالوتيلي: «إن هذا الوشم يمثّّل شعاراً لإحدى المافيات، وقد وضعت أحرف أسماء عائلتي عليه، وهو يعني أن من سيحاول الاقتراب منهم فإنه سيلقى مصيراً وخيماً»! نعم، هذه الكلمات صدرت عن لاعب كرة قدم محترف في أحد أشهر الأندية الأوروبية، ويجب أن يكون قدوة لمن يتابعه من أطفال وشباب. لكن هيهات، فإن دفتر بالوتيلي يمتلئ بالكثير من المشاغبات اليومية. هكذا مثلاً، بعيداً عن تصريحاته الاستفزازية في الإعلام التي يطلقها بين الفينة والأخرى، فإن ماريو تشاجر قبل أيام مع زميله في الفريق الأرجنتيني كارلوس تيفيز بعد أن تدخّل الأول بعنف، مصيباً كاحل الثاني، واستمر بتوجيه التوبيخات إليه، ما أثار امتعاض مانشيني.
هذه الواقعة جاءت فقط بعد يوم من توجيه مانشيني إنذاراً أخيراً لبالوتيلي بشأن سلوكه، قائلاً: «ربما حان الوقت ليساعد نفسه ويفهم الأخطاء التي يرتكبها، وإلا فإنه يخاطر بقدراته الممتازة. لقد أحرز بعض الأهداف الجميلة هذا الموسم»، مضيفاً «عليه أن يفكر فقط في إظهار مواهبه على أرض الملعب وترك الأمور الأخرى التي لا علاقة لها بكرة القدم». وتابع «وإذا لم يفعل، فإنه سيصبح هدفاً لكل شخص في إنكلترا، بدءاً من الحكام. أنا أتفهّم وضعه، وكل واحد لديه صبر لا ينفد مع ماريو. لقد ساعده كل شخص في مان سيتي وتمنى له الأفضل».
في هذا الوقت، كان رئيس ميلان، سيلفيو برلوسكوني، يرفض فكرة التعاقد مع بالوتيلي بسبب سوء أخلاقه، على حدّ وصفه للصحافة الإيطالية، قائلاً: «طباع بالوتيلي وأخلاقه لا تناسب ميلان».
مواقف بالوتيلي الغريبة لا تتوقف عند هذا الحد، إذ إنه عندما يشعر بحالة من الملل فإنه يرمي زملاءه بالسهام أثناء التدريبات! وهذا ما أثار حفيظة مدرب منتخب إيطاليا تشيزاري برانديللي الذي رأى أن ماريو يحتاج إلى النضوج.
هذا داخل الملعب، أما خارجه، فحدّث ولا حرج، إذ إن الموظفين في أحد الملاهي الليلية في مدينة ليفربول الإنكليزية طردوا بالوتيلي ومجموعة من أصدقائه، قبل أيام، من الملهى الذي كانوا يقضون فيه سهرتهم. الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، بل استمر بالوتيلي بنقاشه مع الموظفين خارج الملهى وهو يرسم على وجهه ابتسامة ساخرة، الأمر الذي أغضبهم. ولم يكتف بذلك، بل أصرّ على وضع سيارته في ساحة السيارات الخاصة
بالملهى.
كل ذلك في جانب، وأحد آخر تصريحات «الولد السيّئ» في جانب، إذ إنه وعد بالتوقف عن ارتكاب «أفعال غبية»، كما وصفها، إذا ما قابل النجم البرازيلي السابق رونالدو، قائلاً: «قدّموني لرونالدو، وأقسم لكم أنني لن أخرج عن قواعد الأدب حتى نهاية مسيرتي»!
... ابحثوا عن رونالدو إذاً!



جو هارت: بالوتيلّي فتى طيّب!

رغم الانتقادات التي توجّه إلى الإيطالي ماريو بالوتيلّي، فقد لقي إطراءً من زميله حارس مرمى مانشستر سيتي، الانكليزي الدولي جو هارت الذي وصف «سوبر ماريو» بالـ«فتى الماهر والطيّب».
وقال هارت، كما نقلت عنه صحيفة «ذا ميرور» البريطانية: «لقد قضيت وقتاً طويلاً مع ماريو، ما زال لديه الكثير من الوقت، فلا يجب أن ننسى أنه مجرد صبي في العشرين من عمره وتنقصه الخبرة»، مضيفاً «لكنه رغم ذلك، هو فتى طيب وذكي، ويتحدث الإنكليزية، ويعلم جيداً ما الذي يدور حوله». وتابع هارت قائلاً: «إضافة إلى كل ذلك، فهو مهاجم رائع ولاعب جيد، وما زال لديه الكثير ليقدمه».
تجدر الإشارة إلى أن بالوتيلّي نال في موسمه الأول في صفوف «السيتيزن» تسع بطاقات صفراء وبطاقتين حمراوين، إضافة إلى افتعال المشاكل أثناء التدريب مع رفاقه، وفي الملعب مع المنافسين.
ويرى البعض أن إطراء هارت هذا لبالوتيلي يدور في خانة محاولة إدارة «السيتي» ضبط تصرفات لاعبها.