عودة الى التحكيم الكروي مجدداً. وقد يعتقد البعض أن اللجنة العليا للاتحاد اللبناني لكرة القدم مشلولة، فكيف الحال بلجانها، ومنها لجنة الحكام المشلولة أساساً، لكن بطولات الدوري يمكن أن تستمر دون اجتماع اللجنة العليا عبر قرارات للجنة الطوارئ، إلا أن المباريات لا يمكن أن تُقام دون حكّام. وما يحصل في بطولة الدرجة الثانية يثير تساؤلات عن الأداء التحكيمي الذي لا يتحمل أيّ مسؤولية، نتيجة الأخطار التي تحيط بالحكام في المباريات، فيما لجنة الحكام واللجنة العليا من ورائها لا تحميان حكامهما.

فأن تصل الأمور إلى حد قول عضو اللجنة نبيل عياد في جلسة الحكام قبل الأخيرة إن الوضع في مباريات الدرجة الثانية لا يحتمل «والله يعين الحكام» هو دليل على ما يحصل، وخصوصاً أن الحكام أصبحوا يقودون المباريات وفق حسابات السلامة، أي إن الأفضلية لصاحب الأرض والتعويض لاحقاً للضيف. وهذه المعادلة فهمتها الأندية فأصبحت تتصرف على هذا الأساس، الى درجة أن أحد المسؤولين الشماليين قرر اعتماد «خطة عمل» أندية البقاع من ناحية الضغط على الحكام، وهو ما بدأت بشائره قبل ثلاثة أسابيع في طرابلس وتحت أنظار العضو عياد. والخطر الذي يتهدد الحكام أوصلهم الى مرحلة أصبحوا فيها يفضلون الإيقاف وقضاء فترة العقوبة قرب عائلاتهم على قضائها في المستشفى نتيجة الاعتداء عليهم. ولا تتوقف الأمور عند هذا الحد، إذ إن أحد الحكام يعمل على تأمين أمنه الذاتي في بعض المباريات الحساسة في الدرجة الثانية عبر معارفه في القوى الأمنية، الى درجة أن أحد أقربائه سأله «شو ما في غيرك في التحكيم؟». كل هذا أوصل الحكام الى الاعتذار عن عدم قيادة مباريات في الدرجة الثانية، ما وضع اللجنة في مأزق. ورغم ذلك فإن جلسات التقويم الفولكلورية مستمرة وإن كان بما تيسّر من الحكام (لا يتجاوز عددهم العشرين)، فيما تمارين اللياقة، التي كان من المفترض إقامتها قبل الجلسة وفق توصيات لجنة التحقيق، طارت ولم تعد موجودة، بينما عرض حالات بطولة الدرجة الثانية يسير وفق مبدأ «جلسة إيه وجلسة لأ».