لا شك في أن خبر تتويج الأرجنتيني ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم لعام 2010 استحوذ على كل الاهتمام، بينما مرّ خبر محافظة البرازيلية مارتا على جائزة أفضل لاعبة للسنة الخامسة على التوالي مرور الكرام كما جرت العادة. يبدو هذا الأمر «منطقياً» وغير مفاجئ نظراً للفروق الشاسعة بين كرة القدم الذكورية والنسائية، إلا أن تتويج لاعبة لم تتجاوز الـ25 من عمرها بكل هذه الألقاب أمر يستأهل التوقف عنده، إذ إن مارتا استطاعت أن تطيح نجومية اللاعبتين الأفضل منذ انطلاق بطولة كأس العالم لدى السيدات عام 1991، اي الأميركية ميا هام والألمانية بيرغيت برينتس، وتتربع على عرش الكرة النسائية رغم أن منتخب بلادها لا يملك سجلّاً حافلاً بعكس الحال في مسابقات الذكور.ولا يبدو غريباً أن تحقق مارتا هذه الإنجازات لما تتمتع به من حسّ تهديفي ومهارة فنية رائعة يمكن القول من دون مبالغة إنها تفوق ما يمتلكه بعض الذكور الممارسين للعبة حيث ان مارتا تتميز يقدرتها الفائقة على تجاوز المدافعين وتسديداتها اليسارية نادراً ما تخطىء الشباك كما انها تمتلك طموحاً كبيراً حيث لم تخف، أول من أمس، سعيها لتطوير تسديداتها بالقدم اليمنى اضافة الى التسجيل بالرأس.
وكانت انطلاقة هذه الفتاة، التي عانت طفولة صعبة جداً نظراً لفقر حال عائلتها، في عالم اللعبة، وهي بعمر الـ14 عاماً حين اكتشفت موهبتها المدربة البرازيلية هيلينا باتشيكو، وكان اول فريق لعبت في صفوفه هو فاسكو دي غاما، وبعد سنوات قليلة، في عام 2003 انتقلت الى فريق اوميا آبك السويدي ثم بعد خمس سنوات عادت أدراجها الى القارة الأميركية وتحديداً الى الولايات المتحدة حيث لعبت في صفوف لوس انجلس سول، ثم انتقلت بعد عام الى سانتوس البرازيلي لتعود الى فريق أف سي غولد برايد الأميركي، وقد حققت في صفوف هذه الفرق بطولات لا تعد ولا تحصى، لكن خيبتها الوحيدة تبقى مع منتخب بلادها الذي لم ينجح بعد بالتتويج بلقب كأس العالم رغم أنها سجلت في صفوفه رقماً مذهلاً وهو 63 هدفاً في 60 مباراة.
ونظراً لشعبيتها ومحبة الجمهور البرازيلي لها، شبّهها بالأسطورة بيليه مطلقاً عليها اسم «بيليه بالتنورة»، وهذا الأمر لم يغضب النجم السابق الذي كان دوماً من أوائل مشجعيها.
الحديث عن مارتا، التي باتت تمثّل حالة في عالم اللعبة، يقود بالطبع إلى فتح قوسين عن واقع كرة القدم النسائية، حيث يبدو جلياً أنها ما زالت في طور البداية رغم أن أول مباراة رسمية لُعبت كانت عام 1895 في انكلترا، إذ رغم الجهود التي يبذلها الاتحاد الدولي للعبة «الفيفا» لتحسين واقعها وزيادة جماهيريتها، لا تزال كرة القدم النسائية في مرتبة أقل من رياضات أخرى تمارسها النساء وتركت فيها إنجازات تعادل إنجازات الذكور، كما في ألعاب القوى والسباحة على سبيل المثال، وبالتأكيد فإن السبب يكمن في جماهيرية كرة القدم لدى الذكور، وبالتالي استحواذها على اهتمام وسائل الإعلام المختلفة، وهذا الأمر دفع على سبيل المثال الاتحاد الفرنسي عام 2009، بعد تأهل منتخبه للسيدات الى نهائيات كأس أوروبا، الى توجيه لومه للإعلام وللجماهير على عدم الاهتمام بهذا الإنجاز، بطريقة استثنائية، حيث بُثّ إعلان يُظهر أربع لاعبات من المنتخب شبه عاريات مع شعار: «هل يجب أن نصل الى هنا حتى تأتوا لمشاهدتنا نلعب؟».



كأس العالم هذا الصيف

يشهد صيف هذا العام بطولة كأس العالم للسيدات بنسختها السادسة التي تستضيفها ألمانيا بلاد النجمة بيرغيت برينتس من 26 حزيران إلى 17 تموز، حيث ستقام مباراة الافتتاح في ملعب برلين والختام في فرانكفورت. يذكر أن الولايات المتحدة فازت باللقب عامي 1991 و1999، وألمانيا عامي 2003 و2007 والنروج عام 1995.