منذ مدة، وتحديداً منذ انتهاء الموسم الماضي وانسحاباً الى الصيف الاخير، كثر الحديث في اوساط لندن عن ان النجم الويلزي غاريث بايل لن يطيل الاقامة في ملعب «وايت هارت لاين» الخاص بنادي توتنهام هوتسبر. وركّزت التقارير على انتقال صاحب الرجل اليسرى الحساسة الى احد العملاقين الاسبانيين برشلونة او ريال مدريد اللذين ارسلا كشافيهما لمتابعة اللاعب عن كثب في العديد من المناسبات، وهو امر وحده كافٍ لرفع سعر اللاعب ودفعه الى مزادٍ علني بينهما عندما يقرران فعلاً الدخول في سباقٍ للحصول على خدماته. لكن ليست اهداف بايل ومستواه المميز واهتمام ناديين كبيرين به، هي الاشياء التي تدل على مدى قيمته الكروية، فهو في الملعب وخارجه يعطي مثالاً واضحاً للاعب المحترف المثالي، وهذا ما يتضح من خلال شبكات التواصل الاجتماعي التي ينشط فيها.
لذا لا ضير من القول ان الكرة البريطانية تكتشف حالياً خليفة لنجمها السابق الانكليزي ديفيد بيكام، اذ ان اداء بايل وتأثيره على مشجعي كرة القدم في انكلترا سواء كانوا من محبي توتنهام او من كارهيه، يبدو جليّاً من خلال التصفيق له عند كل لمحة فنية يقوم بها، على غرار ما فعل جمهور أستون فيلا في نهاية المباراة التي دكّ فيها الويلزي شباك فريقها بثلاثة اهداف من اصل اربعة سجلها فريقه.
اليوم اصبح كل رجال خطوط الدفاع في الدوري الانكليزي الممتاز في خطر، وذلك مع نقل المدرب البرتغالي أندريه فياش - بواش لبايل من مركز الظهير الايسر الى الجناح على الجهة عينها، فبدّل رقم قميصه من 3 الى 11 ليصبح فعلاً على صورة افضل لاعب عرفته الكرة الويلزية اي نجم مانشستر يونايتد راين غيغز.
وبايل يؤدي فعلاً دور «غيغزي» لا بل ان انتشار سمعته في الـ «برميير ليغ» هي بسرعة انطلاقاته، لدرجة يمكن الحديث فيها عن انه سينسي جمهور فريقه اللندني ابداعات الفرنسي دافيد جينولا الذي يعتبر افضل من شغل الاروقة في التاريخ الحديث لتوتنهام. وبقدر الفرحة التي يعيشها جمهور توتنهام مع كل هدفٍ يسجله بايل، فان الشعور بخسارة هذا النجم يتفاعل اكثر. لكن اكثر السعداء في كل الاوقات هو رئيس النادي دانيال ليفي، الذي يرى في بايل ضرباً جديداً في «تجارته»، اذ اعتاد التدخل بشكلٍ مباشر في الصفقات الصغيرة والكبيرة التي يجريها ناديه، حيث يحمل دائماً معه توجهات استثمارية، ومن اساسياتها جذب المواهب اليافعة ثم بيعها وفق استراتيجية تعتمد على العناد للحصول على اكبر مبلغٍ ممكن، وآخر دليل على هذه المقولة هو الكرواتي لوكا مودريتش الذي عاش ما يمكن وصفه بالمحنة قبل اعطائه الضوء الاخضر للتحوّل الى ريال مدريد.
وبالحديث عن ريال مدريد، فان بايل قد يكون النجم الكبير القادم الى هذا النادي، الذي يرى فيه صورة للبرتغالي كريستيانو رونالدو، اذ ان الاثنين بدآ مشوارهما في الدوري الانكليزي في السابعة عشرة من العمر، وقد رحل الاول باتجاه العاصمة الاسبانية بعد ست سنوات مع مانشستر يونايتد، في الوقت الذي سيكمل فيه الثاني عامه السادس مع توتنهام، ما قد يضعه فعلاً على خطى «سي آر 7»، الذي يشبهه حتى في توغلاته عن الاطراف والعمق ثم في اصابة الشباك من مختلف الاوضاع.



احد الأفضل في العالم

اعتبر مدرب توتنهام أندريه فياش بواش ان نجم فريقه غاريث بايل يرتقي الى مصاف افضل لاعبي العالم «على اعتبار انه يظهر مهارات استثنائية ويتطوّر يومياً. هو لاعب شاب لكنه يساعد الفريق كثيراً». واضاف بواش انه لطالما اعتقد ان بايل سيصبح لاعباً اقوى «اذ ان انهاءه للكرة دقيق جداً، ويعتبر من اللاعبين المثاليين امام
المرمى».