أصبح هناك تفسير للسبب الذي دفع المدرب الهولندي مارتن يول الى وصف لاعب الوسط المغربي عادل تعرابت بـ«الساحر»، إذ إن ثاني هدفي نجم كوينز بارك رينجرز في مرمى فولام (2-1)، السبت الماضي، اختصر كل الحكاية.
سحر بكل ما للكلمة من معنى، إذ لم يكن متوقعاً أن يقدم تعرابت على ما فعله عندما تسلّم الكرة في وسط الملعب، ثم تخلّص بعدها من رقابة لاعبين، قبل أن يزرع تسديدة رائعة من خارج القدم في الزاوية اليمنى لمرمى الحارس الأوسترالي العملاق مارك شفارتزر.
هذا الهدف كان كفيلاً للردّ على تساؤلات الكثير من متابعي الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، الذين استغربوا مراراً أقوال مدرب مانشستر يونايتد «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون بشأن هذا اللاعب، إذ مدحه مرات عدة مبدياً رغبة واضحة في ضمه الى «الشياطين الحمر». وبالطبع، فإن مجرد ترشيح فيرغيسون لتعرابت لارتداء قميص يونايتد يعني أن الدولي المغربي يتمتع بمستوى أعلى من لاعبين كثيرين في الـ«برميير ليغ»، إذ يعرف الكلّ أنه نادراً ما أخطأ «السير» في خياراته التعاقدية.
إذاً، واستناداً الى سيره في تطوّر منذ بداية الموسم، يمكن وضع تعرابت بين نجوم الصف الأول في الدوري الإنكليزي، وهو الوحيد الذي ليس بإمكان مدرب كوينز بارك رينجرز هاري ريدناب أن يفكّر حتى في وضعه بعيداً عن حساباته الأساسية قبل كل مباراة، إذ يبدو جليّاً أن رأي مدرب توتنهام هوتسبر السابق يتلاقى مع رأي كثير من مشجعي الفريق اللندني الذين يرون أن تأثير غياب تعرابت عن التشكيلة سيؤدي حتماً الى هبوط الفريق من دوري الكبار، علماً بأن صاحب القميص الرقم 10 كان وراء صعود الفريق الى الدرجة الممتازة بأهدافه الصارخة ومهاراته الرهيبة.
ولا شك في أن ريدناب هو الأكثر سعادة وندماً في الوقت عينه عند مشاهدته ما يفعله تعرابت حالياً. ففي الشق الأول، صدقت توقعاته عندما سئل إثر صعود كوينز بارك رينجرز الى الدرجة الممتازة عن الأداء المتوقّع للاعبه السابق في توتنهام، فكانت إجابته ببساطة: «سيأخذ الدوري الممتاز بعاصفته». إلا أنه في الشق الثاني، لا بدّ أن يكون ريدناب منزعجاً من نفسه لأنه لم يعمد الى استغلال موهبة تعرابت عندما كان الأخير موجوداً في «وايت هارت لاين»، حيث اقتصرت المباريات التي خاضها بين 2007 و2010 على تسع فقط، وهو رغم ذلك لم يكن مقتنعاً بالانتقال الى شارعٍ آخر في لندن، مصرّاً على إثبات نفسه في الفريق الذي قَدِم إليه من لنس الفرنسي قبل خمس سنوات.
وبالتأكيد، لن يغفر توتنهام لريدناب عدم منحه كل الثقة للاعب ودفعه أكثر الى الملعب لإثبات حضوره، إذ إن الـ«سبرز» كان ليجد في المغربي بديلاً مثالياً للكرواتي لوكا مودريتش الذي ترك رحيله عن النادي الى ريال مدريد الإسباني في الصيف الماضي فراغاً في وسط الملعب، حيث يفتقر الى الهداف وصانع الألعاب الخلاق في آنٍ معاً.
الخوف نفسه يعتري نفوس مشجعي كوينز بارك رينجرز حالياً، وخصوصاً أن تعرابت سيخلّف فراغاً رهيباً في مركزه في حال إصراره على الالتحاق بالمنتخب المغربي في كأس الأمم الأفريقية الشهر المقبل بعدما استدعاه المدرب رشيد الطاوسي الى التشكيلة.



ريدناب: هذا الفتى عبقري

رأى هاري ريدناب أن عادل تعرابت الذي شبّه سابقاً بالنجم الفرنسي زين الدين زيدان، يمكنه فعل أشياء ليس بإمكان أحد غيره أن يفعلها، مضيفاً: «هو نوع اللاعب الذي أحب، وأعشق اللاعبين الذين يتمتعون بإمكاناته. هذا الفتى عبقري، ويمكنه اللعب مع أيّ كان».