الشانفيل هذا الموسم ليس نفسه الفريق الذي توّج بلقب بطولة لبنان الموسم الماضي، فمنذ الخسارة امام عمشيت بدا واضحاً ان الفريق يعاني من مشكلة كبيرة في الشق الدفاعي، اذ رغم تسجيله معدلاً عالياً في مبارياته فانه لم يتمكن من الاستفادة من هذا الامر بسبب عدم الانضباط الواضح للاعبين عدة في المقلب الآخر من الملعب اي عند انتقال الكرة الى الفريق المنافس. ويظهر الشانفيل وكأنه لا يؤمن بأن الدفاع هو المفتاح الاساسي لحصد الانتصارات، اذ يبدو هذا المسعى مستحيلاً في حال كانت عقلية السعي الى الفوز تصوّب على الاعتماد فقط على الاداء الهجومي للكابتن فادي الخطيب والاميركي ريشون تيري والجورجي نيوكولوز تسكيتيشفيلي كمسجلين لا يمكن وقفهم. المشكلة الدفاعية تبدو جليّة في المراكز المختلفة، وما يؤزّمها هو عدم وجود التعاون او مبدأ المساعدة والتغطية بين بعض اللاعبين الذين يقدّمون اداءً دفاعياً مقبولاً في المواجهات الثنائية (واحد على واحد) دون سواها.

ومن دون شك كان المدرب غسان سركيس واضحاً قبل بداية الموسم بالنسبة الى توجهاته الدفاعية، وهذا ما بدا واضحاً من خلال استقدامه الثنائي نديم سعيد وحسين الخطيب، وقد قدّم الاول مستوى طيّباً دفاعياً في المباريات التي شارك فيها، وذلك رغم انه لم يدخل في اجواء الفريق هجومياً فلم يستطع تقديم الكثير مما فعله مع بجه في الموسم الماضي. اما الخطيب فهو اقنع دفاعياً من خلال اعتماد سركيس عليه لمراقبة لاعبين اجانب عدة في الفرق المنافسة مستفيداً من نزعته الشرسة، وقد نجح في هذا الامر، قبل ان يثبت ان بامكانه ان يكون فعالاً هجومياً عندما كان افضل مسجلي فريقه في المباراة الاخيرة امام المتحد بـ 18 نقطة منها 5 ثلاثية من اصل 7 محاولات.
لكن الاداء الدفاعي أثّر ايضاً على الثنائي المذكور اذ ان ضعف التقاط الكرات المرتدة الدفاعية لم يمنحهما غالباً فرص الانطلاق من الـ«فاست برايك» للتسجيل، وهما اللذان يتميزان بسرعتهما.
وعموماً بدت الثغرة في الـ«ريباوندز» دفاعياً امام المتحد عندما نجح باسل بوجي في كل مرة التقط فيها متابعة في التسجيل.
وهنا يطفو اسم نجم الفريق فادي الخطيب الذي لا يبدو في افضل حالاته هجومياً، ما ينعكس سلباً على واجباته الدفاعية. اما مشكلة الخطيب فيمكن اعادتها الى فقدان الودّ بينه وبين تيري وسط عدم تأقلمهما اطلاقاً على الصعيد الهجومي. ولا يخفى ان علاقة الخطيب وتيري غير طبيعية، وهذا ما يمكن لبقية افراد الفريق لمسه. اما السبب فيمكن اعادته الى صراعٍ فردي خفي على «لقب النجم المطلق» في الفريق، اذ لن يكون مقبولاً بالنسبة الى الخطيب ان يسرق تيري الاضواء منه، وسط سعي الاخير لان يكون القائد الفعلي والحاسم على ارض الملعب. اما فكرة الاستغناء عن تيري فهي ليست واردة لسببين، اولهما اقتناع سركيس بقدراته ونيته في خلق كيميائية بينه وبين الخطيب، وثانيهما توقيع الاميركي على عقدٍ مضمون حيث سيخسر الشانفيل مادياً في حال قرر التخلي عنه لانه سيكون مجبراً على دفع كامل مستحقات العقد.
اذاً هي مشكلة مجموعة غير ملتزمة في المباريات بما يلزّم لها في التمارين، وهو امر تداركه المدرب سركيس الذي سيرى في لقاء القمة امام الحكمة غداً تجربة مهمة لتنفيذ العمل المطلوب، وخصوصاً انه منذ وصول نيكولوز كان التركيز على كيفية مساعدة اللاعبين لبعضهم بعضاً في حالات الحجز (Screen)، ففي نهاية المطاف مهما سجل الفريق نقاطاً لن تكون النتيجة مضمونة في حال الابتعاد عن الالتزام الدفاعي.