للمرة الأولى منذ فترة طويلة، يمكن التحدث مع أعضاء من الاتحاد اللبناني لألعاب القوى من دون تدوين نقاط سلبية، إذ إن المرحلة الجديدة التي بدأتها اللجنة الإدارية المنتخبة استُهلّت أولى خطواتها من خلال تسمية بعثة هي الأكبر على الإطلاق للمشاركة في بطولة غرب آسيا، وذلك مع ما يترافق من تحضيرات جديّة لهذه المشاركة وآمالٍ موضوعة للعودة بالميداليات.
الإصرار يبدو واضحاً عند الاتحاد الجديد لإحداث نقلة نوعية في كل المجالات، وأولها على الصعيد الفني عبر وضع هدف أساسي يتمثّل في المشاركة بأكبر كمٍّ ممكن من البطولات وبأكبر عددٍ ممكن من العدائين والعداءات، ذلك أن التمثيل اللبناني على أعلى مستوى في البطولات العالمية لم يكن مرتبطاً باسم أكثر من عداء وعداءة فقط، بينما تُمثّل البطولات كغرب آسيا، التي تكون المشاركة فيها مفتوحة، فرصة لدفع مواهب جديدة من أجل اكتساب الخبرة والعمل على تحسين أرقامها تحت ضغط المنافسين الأعلى مستوى.
من هنا، لم يتردد الاتحاد اللبناني في تسمية كل أولئك الذين يستحقون تمثيل لبنان على قاعدة عدم ظلم أي كان عبر استبعاده، وتحديداً الواعدين والواعدات، ومنهم من برز في بطولة غرب آسيا للناشئين والناشئات التي أقيمت في بيروت. وتترافق تحضيرات المنتخب اللبناني مع إجراءات غير مسبوقة اتخذها الاتحاد عبر إلزام الكل بالتوقيع على أوراق يلتزمون من خلالها بالتمارين في لبنان والخارج والتعليمات الإدارية، وذلك تفادياً لتكرار حوادث سابقة عكّرت أجواء ألعاب القوى وشغلتها لأسابيع طويلة.
وعند هذه النقطة، يتوقف رئيس البعثة جان غاوي الذي يتطرّق الى الحديث عن مدى العمل الجدي من أجل تقديم صورة مشرقة لألعاب القوى اللبنانية في دبي، مؤكداً أن الاتحاد «يعمل بعقلية جديدة الآن، وقد سعينا الى تأمين حجوزات الطيران والفنادق (تدفعها الوفود المشاركة) من صندوق الاتحاد، وسط مبادرة الرئيس رولان سعادة الى المساعدة وإبداء الاستعداد لأي دعمٍ نحتاج إليه».
ويؤكد غاوي أن إجراءات استثنائية اتخذت، وهي دلالة على جديّتنا على هذا الصعيد، رافضاً اعتبار أن ما تنصّ عليه ورقة الالتزام بشطب المخالفين هو تهديد «بل تأكيد على عدم أخذ الأمور باستهتار».
لكن ما يفترض التوقف عنده هو الجانب الفني، إذ رغم انغماس المنتخب اللبناني في التمارين، فإن توقيت البطولة غير مناسب أبداً لأن الفترة الحالية تعدّ فترة الإعداد العام، حيث التحضيرات البدنية للموسم الجديد. لذا يمكن اعتبار أن بعض المشاركين لن يصلوا الى دبي متسلحين بالجهوزية التامة، استناداً الى الشكل الحالي للحصص التدريبية. إلا أن هذا الأمر لن يحول دون العودة بميداليات في حال مقارنتنا بعض الأرقام الإقليمية، وخصوصاً عند السيدات حيث تملك غريتا تسلاكيان ومهى المعلم آمالاً كبيرة في سباقي 100م و200م. والأمر عينه ينطبق على لوري تاشجيان في 400م حواجز، وماري بيا نعمة في سباق 10 آلاف م، وهي التي عادت من الولايات المتحدة وفازت أخيراً بالمركز الأول عند اللبنانيات في ماراثون بيروت. كذلك تبدو أسهم فريق البدل للسيدات (4 x 100م و4 x 400م) مرتفعة.
صحيح أن بطولة غرب آسيا ليست بحجم البطولات القارية أو العالمية لناحية الأهمية، لكن عودة المنتخب اللبناني غانماً منها سيحوّل الاهتمام مجدداً الى هذه الرياضة، وسط سعي اتحادها الى وضع أطرٍ جديدة لبطولاته من أجل تطويرها، وصولاً الى الجانب الإعلامي الذي يفترض أن يلعب دوراً رئيسياً بعيداً عن التقليد الذي كان متبعاً بحسب ما تؤكد مصادر اتحادية.