لم يكن أحد يتوقع أن يخسر العهد على أرضه أمام فريق يحتلّ المركز الـ 11 في الترتيب دون أي نقطة. لكن بطل لبنان السابق تلقى درساً قاسياً من ضيفه الشباب الغازية وخسر أمامه 4 - 5 على ملعب العهد في أولى المباريات بقيادة المدرب التركي الجديد باختيار كان فانلي. لكن لأن المشكلة ليست بالمدرب، بغض النظر عن تسلّم فانلي مهمته قبل 48 ساعة، خسر العهد أمس بهذه النتيجة الكبيرة بسبب تقاعس لاعبيه.
فهم العلّة في الفريق، وهم من يجب على إدارة النادي مساءلتهم بدلاً من الهروب الى الأمام عبر إجراء تغيير في الجهاز الفني.
فهل يحتاج لاعبان من وزن حسن مزهر وعباس كنعان الى مدرب كي يعلمهما أصول الدفاع؟ وهل الثنائي الدفاعي اللذان يتحملان مسؤولية الأهداف الخمسة (3 من مزهر و2 من كنعان) بحاجة الى محاضرات من أي مدرب، مهما كانت جنسيته، كي يعلمهما «ألف باء» الدفاع وكيف يقطعان كرة من أمام مدافع أو يراقبانه جيداً كي لا ينفرد بالحارس ويسجل الهدف تلو الآخر، كما حصل مع مهاجم الغازية عماد غدار الذي سجّل «سوبر هاتريك» حين هز شباك الحارس محمد سنتينا أربع مرات (ثلاث منها متشابهة).
وما هي طبيعة المدرب وخبرته التي يحتاج إليها مهاجم كعلي بزي كي يصيب المرمى ويسجّل الأهداف؟ في وقت يحتاج فيه الفريق الى أي فرصة كي يستعيد أنفاسه. وكيف هو شكل الإدارة الفنية التي يحتاج إليها لاعبو العهد كي تمنعهم من الاستهتار بالخصم، حتى لو كان فريق يحتل المركز الـ 11 وسجل سبعة أهداف في سبع مباريات قبل أن يسجل خمسة في شباك العهد؟ وحتى لو تقدم العهد مبكراً في الدقيقة السابعة بهدف محمد أبو عتيق من كرة حرة لعباس عطوي «أونيكا».
المهم أن إدارة العهد أصبحت في موقف حرج، فإما أن تضرب بيد من حديد وتحاسب من يستهتر بجهودها ويضلّلها، أو من الأفضل أن يكون هناك إعادة نظر ذاتية في طريقة إدارة النادي. فالأمور تشير الى أن لاعبي العهد يتصرفون كأنهم أكبر من الفريق والإدارة والنادي، وإذا كان هناك ملاحظات على طريقة إدارتهم سابقاً، فإن ما حصل أمس يؤكّد أن المشكلة أكبر من مدرب وعلاقته باللاعبين، بل تصل الى لاعبين ونظرتهم الى الإدارة والنادي.
أمر آخر يستحق أن تقف عنده الإدارة هو الهدف الثاني الذي سجله العهد في الدقيقة 66، إذ لم يحترم اللاعبون الروح الرياضية في كرة أخرجها الغازية لمعالجة لاعب، إلا أن لاعبي العهد لم يعيدوا الكرة لهم، بل سجلوا منها هدف التقليص 2 - 3. فحتى لو كانت الأعصاب مشدودة والتأخر بفارق هدفين ثقيل على الفريق، وحتى لو كان اللاعبون يعتبرون أن الإصابة مبالغ فيها، إلا أن هذا لا يبرر هذا التصرف من قبل فريق من المفترض أن يتعالى عن هذه الأمور ولا يحتاج الى كرة معينة كي يسجل هدفاً. والنقد الموجه الى العهداويين لا ينتقص من إنجاز الضيوف الجنوبيين الذين نجحوا في العودة الى الغازية بثلاث نقاط غالية. فهي النقاط الأولى هذا الموسم من جهة، ومن فريق قوي يعج بـ«النجوم» نظرياً وعلى ملعبه. لكن النجومية تطلق على من يستحقها، ولاعبو الغازية كانوا جميعهم نجوماً، بدءاً من الحارس خضر يوسف، مروراً بجميع لاعبي الفريق في الدفاع والوسط، وانتهاءً بـ«عريس» الغازية عماد غدار الذي بدأ مسلسل تهديفه في الدقيقة 41 وأنهاه في الدقيقة 73. وجاء هدف غدار الثاني في الدقيقة 51 من تسديدة بعيدة ارتطمت بالعارضة وارتدت الى داخل المرمى قبل أن تعود الى الملعب، لكن الحكم المساعد الثاني حسن فحص كان صاحياً، وأشار إلى الحكم الرئيسي حسام مقدم بدخول الكرة. فالطاقم التحكيمي برمّته كان جيداً، من فحص إلى المساعد الأول محمد رمال وكذلك مقدم كانوا جيدين، وخصوصاً الأخير الذي استطاع إدارة اللقاء بنجاح ودون توتر، رغم تحوّله الى ناري بعد تأخر العهد.
وسجل غدار هدفه الثالث في الدقيقة 56 من تمريرة النيجيري أنطوني أوغونلي الذي كان أحد نجوم فريقه أيضاً، وسجل الهدف الرابع في الدقيقة 67 قبل أن يحسمها غدار في الدقيقة 73 من تمريرة عيسى رمضان.
في هذه الأوقات، كان لاعبو العهد يحاولون العودة الى أجواء اللقاء حيث سجلوا هدفاً في الدقيقة 66 عبر حسن شعيتو، ثم ثالثاً من ركلة جزاء سجلها أحمد زريق (77)، ثم هدف أبو عتيق الثاني من رأسية في الدقيقة 88. وبهذه النتيجة، بقي رابعاً برصيد 14 نقطة، وكذلك بقي الغازية في المركز 11 بـ 3 نقاط.
وفي صور، عزز الصفاء صدارته بفوز متوقع على مضيفه السلام صور 3 - 1. مرة جديدة، يجد الصفاء نفسه متأخراً هذا الموسم حين سجّل محمود شاهين للسلام في الدقيقة 15 من ركنية نفذها علي حرب، وعادل النيجيري أوتشي سامويل للصفاء من ركنية نفذها محمد حيدر، ليعود ويسجل أوتشي ثانية (35). وأراح البديل روني عازار أعصاب فريقه حين سجل هدف الحسم (82).
وابتعد الصفاء بالصدارة برصيد 21 نقطة، فيما بقي السلام أخيراً من دون نقاط. وفي مباراة ثالثة، صعد الأنصار الى المركز الثاني مؤقتاً بعد فوزه العريض على ضيفه الاجتماعي 5 - 1 على ملعب بيروت البلدي، حيث سجل مهاجمه الغاني ويسدوم ثلاثة أهداف، ومرر اثنين، كما سجل وسيم عبد الهادي وعلي ناصر الدين للأخضر. أما هدف الاجتماعي فسجله محمد غنام في الدقيقة 45.
وقدم فريق الأنصار أداءً رفيعاً مع تألق لاعبيه خصوصاً في النصف الأمامي من الملعب، إضافة الى تماسك دفاعه رغم غياب البرازيلي راموس بسبب الإصابة، إلا أن البديل أحمد الخضر كان عند حسن ظن جهازه الفني. وأصبح رصيد الأنصار 18 نقطة، فيما تجمّد رصيد الاجتماعي عند 4 نقاط في المركز العاشر.
وكان من المفترض أن يلتقي طرابلس مع ضيفه الإخاء الأهلي عاليه اليوم على ملعب طرابلس، إلا أن اتحاد اللعبة أجّل اللقاء الى يوم الأحد بسبب الظروف الأمنية في عاصمة الشمال.



ويسدوم باق حتى نهاية الذهاب

بعكس ما تناقله البعض أمس عن أن المباراة أمام الإجتماعي هي اللقاء الأخير للاعب الأنصار الغاني ويسدوم الذي سينتقل الى تركيا، فإن مهاجم الأنصار باق مع الفريق حتى نهاية الذهاب، على أن يغادر بين الذهاب والإياب في حال اتفق مع النادي التركي الذي سيلعب معه. وسيغادر ويسدوم اليوم الى تركيا على أن يعود بعد أيام الى الأنصار لتكملة الذهاب معه.