صحيح أن أرسنال الإنكليزي يخوض مباراته الليلة في ضيافة أولمبياكوس اليوناني بدماء باردة بفعل حسمه تأهله الى دور الـ 16 قبل الجولة الأخيرة لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، لكن هذه الحال لا تنطبق على جمهوره الذي تغلي دماؤه ويبحث عن «فشة خلق» بعد تلك الخسارة في الدار أمام سوانسي سيتي. خسارة دلّت مجدداً على أن أرسنال على أعتاب موسمٍ فاشل آخر، وقد تكون الأمور أسوأ بكثير إذا ما نظرنا الى وضعه في الدوري الإنكليزي الممتاز، مقارنة بالقوى الأخرى، إذ تشير ترجيحات كثيرة الى أنه قد يفقد مكانه بين الأربعة الكبار، وبالتالي التأهل الى دوري الأبطال في الموسم المقبل، وهذا الأمر دفع الإدارة الى التلويح بحسم من أجور اللاعبين في حال حصول ما لم يكن في الحسبان قبل انطلاق الموسم الجديد.
الحقيقة أنه رغم مرور فترات متذبذبة كثيرة في أداء أرسنال منذ بداية هذه الحقبة، إلا أنه لم يكن بالإمكان إطلاق حكم مبكر على المستوى العام للفريق، ذلك أنه عاش ما يشبه ورشة بعد رحيل نجمه الأول الهولندي روبن فان بيرسي، ثم أحد أعمدة خط الوسط الكاميروني ألكسندر سونغ. من هنا، كان يفترض انتظار ما ستؤول إليه الأمور مع زرع أسماء جديدة مكانهما، لكن مع مرور أشهر عدة وعودة كل المصابين (حتى التشيكي توماس روزيسكي الذي غاب لفترة طويلة) يمكن اعتبار أن الكيميائية يفترض أن تكون قد وصلت الى حدودٍ مقبولة من أجل تحقيق نتائج مميزة، وخصوصاً أن اللاعبين الموجودين مع «الغانرز» هم أصحاب أسماء مهمة على الصعيد الفردي.
ومن هذه الكلمة الأخيرة، يمكن الانطلاق في الكلام، إذ يبدو في أحيانٍ عدة أن أرسنال عبارة عن مجموعة لاعبين فرديين، والسبب هو ربما فقدان هؤلاء اللاعبين إيمانهم بعضهم ببعض بعدما اقتصر حضورهم على وحدة متماسكة في مناسبات عدة، وبالأخص في حالة «الدينامو» الإسباني سانتي كازورلا الذي لم يجد سنداً له حتى الآن في خط الوسط، بحيث يبدو أحياناً كأنه الرجل الأوحد في منتصف الميدان من خلال قيامه بواجباتٍ دفاعية وهجومية استثنائية في آنٍ معاً.
وفي هذا السياق، بدت الأمور سيئة جداً أمام سوانسي، إذ إن خط الوسط الذي تخيّل كثيرون أنه سيخلق نقلة نوعية في الفريق، أثبت فشله، فالثلاثي الحلم بنظر جمهور أرسنال أي كازورلا ومواطنه ميكيل أرتيتا وجاك ويلشير لا يبدو على الموجة نفسها، إذ يصعب على أحد هؤلاء الثلاثة قراءة تحركات الآخر أو ما يفكر فيه على أرض الملعب. وهذا الأمر يترافق أيضاً مع عدم تناغم هؤلاء مع خط الدفاع، حيث يبدو الحمل ثقيلاً على الثنائي البلجيكي توماس فيرمايلن والألماني بير ميرتساكر.
كل هذه الأمور لم يجد لها المدرب الفرنسي أرسين فينغر حلاً، وهو الذي يبدو متردداً أصلاً في خياراته، إذ لم يقتنع حتى الآن بمنح الألماني لوكاس بودولسكي مركز المهاجم الصريح، رغم أن الأخير الذي يشغل الجناح الأيسر أظهر حساً تهديفياً مهماً من خلال إصابته الشباك من عددٍ قليلٍ من الفرص التي سنحت له. كذلك، يُسأل فينغر عن ماهية العمل الذي قام به لإدخال ثقافة الدوري الإنكليزي الممتاز في ذهن الفرنسي أوليفييه جيرو الذي صُوّر على أنه الخليفة القادم لفان بيرسي، بيد أن هداف الدوري الفرنسي تحوّل الى لاعبٍ عادي يخجل فينغر من إدراج اسمه أساسياً في المباريات الكبيرة.
إذاً، فشل أرسنال حتى الآن يتحمّل جزءاً كبيراً منه فينغر، لكن لا يمكن أخذ الأمور الى منحى متطرف عبر المطالبة بإقالة «البروفسور» لأن ما يحتاج إليه الفريق اللندني حالياً هو الحفاظ على كمّ معيّن من الاستقرار، وهذا لا يمكن تحقيقه سوى بإبقاء الرجل الذي عرف النادي منذ فترة طويلة ويحفظ حتى أسماء اللاعبين المميزين في الفئات العمرية وينتظر الوقت المناسب لإطلاقهم الى النجومية، على غرار ما فعل سابقاً مع غيرهم. لكن سيكون رأس فينغر مطلوباً من الجماهير التي نسيت طعم الألقاب إذا لم يعمل سريعاً على معالجة أخطائه، وهذا الأمر يفترض أن يبدأ منذ مطلع السنة الجديدة، أي عند فتح باب سوق الانتقالات الشتوية حيث يحتاج أرسنال الى التغيير، وهي الكلمة التي تختلف إدارة النادي والجهاز الفني والجمهور على ترجمتها، حيث يتمسّك البعض بفينغر. ويرى آخرون أنه حان الأوان لرحيله، بينما يرى البعض أن هذا الأمر يجب أن يطال التشكيلة أولاً، لكن الأكيد أن التغيير دون سواه هو المطلوب بشكلٍ سريع قريباً.



برنامج الجولة الاخيرة لدور المجموعات في دوري الأبطال

■ الثلاثاء:
- المجموعة الاولى:
دينامو زغرب الكرواتي - دينامو كييف الاوكراني (21,45)
باريس سان جيرمان الفرنسي - بورتو البرتغالي (21,45)
- المجموعة الثانية:
اولمبياكوس اليوناني - ارسنال الانكليزي (21,45)
مونبلييه الفرنسي - شالكه الالماني (21,45)
- المجموعة الثالثة:
ميلان الايطالي - زينيت سانت بطرسبورغ الروسي (21,45)
ملقة الاسباني - اندرلخت البلجيكي (21,45)
- المجموعة الرابعة:
ريال مدريد الاسباني - اياكس امستردام الهولندي (21,45)
بوروسيا دورتموند الالماني - مانشستر سيتي الانكليزي (21,45)
■ الأربعاء:
- المجموعة الخامسة:
تشلسي الإنكليزي - نوردشيلاند الدنماركي (21,45)
شاختار دونيتسك الأوكراني - يوفنتوس الإيطالي (21,45)
- المجموعة السادسة:
بايرن ميونيخ الألماني - باتي بوريسوف البيلاروسي (21,45)
ليل الفرنسي - فالنسيا الإسباني (21,45)
- المجموعة السابعة:
برشلونة الإسباني - بنفيكا البرتغالي (21,45)
سلتيك الإسكوتلندي - سبارتاك موسكو الروسي (21,45)
- المجموعة الثامنة:
مانشستر يونايتد الإنكليزي - كلوج الروماني (21,45)
سبورتنغ براغا البرتغالي - غلطة سراي التركي (21,45).