شرّب فريق العهد من الكأس عينها التي تجرّع منها النجمة في الأسبوع الماضي. فهو تراجع من الصدارة الى المركز الرابع بعد سقوطه الكبير أمام الصفاء بثلاثية نظيفة، سجلها أحمد العمير في الدقيقة 34 وطارق العمراتي (43) ومحمد حيدر (54). ولم يكن أبرع العرافين يستطيع أن يتوقع مثل هذه النتيجة في ختام الأسبوع السابع من الدوري اللبناني لكرة القدم. إلا أن كرة القدم لا تقوم على التوقعات والأسماء على الورق، بل تعطي من يعطيها ويحترمها ويقاتل لأجلها.
فقمة الدوري اللبناني كانت من طرف واحد هو الصفاء بامتياز، مقابل استسلام مفاجئ من قبل لاعبي العهد. فالصفاويون استحقوا الفوز والصدارة والاحترام على أدائهم العالي وروحهم القتالية وإصرارهم على انتزاع النقاط في لقاء يحمل في طياته إشارات حول المنافسة على اللقب. ولا يمكن تخصيص التنويه بلاعب دون آخر في الصفاء، لكن لا بد من الوقوف عند دور اللاعب حمزة سلامة، الذي نجح في تعطيل فاعلية العقل المفكر في العهد عباس عطوي، وتحويله الى «ضيف شرف» في اللقاء. ولعل ما قاله له المدرب غسان أبو دياب خلال اللقاء وبصوت عال «حمزة عم تلعب مباراة العمر» يعطي فكرة عما قام به سلامة مع زميله في العهد سابقاً، كما أن محمد حيدر حافظ على وتيرة عروضه الجيدة، إذ صنع هدفاً وسجل آخر، وكان يمكن أن يفعل أكثر لو تخلى عن الألعاب الفردية التي تغلب على أدائه.
أما لاعبو العهد، فيحتار المرء ماذا يقول عنهم. فهم ارتضوا أن يحولوا أنفسهم الى تلاميذ يتلقنون دروساً في أصول كرة القدم من لاعبي الصفاء. فتسابق العهداويون على التقاعس وعدم بذل أي مجهود يوحي برغبة في الفوز، اضافة الى تنافس بين اللاعبين على من يكون أسوأ من الآخر، دون أن يكون هناك فائز في هذا السباق، إذ كانوا جميعهم سيئين، واستحقوا الخسارة بنتيجة أكبر. فالتساؤلات ما زالت قائمة حتى الآن حول ما كان يقوم به محمد باقر يونس وأحمد زريق وحسن شعيتو ومحمد أبو عتيق ومحمود العلي في اللقاء. وهل حقاً كانوا هم على أرض الملعب أم أشباح لهم.
واللافت أن هؤلاء لم يهددوا مرمى الصفاء إلا بفرصة واحدة في الشوط الأول تصدى لها الصمد ببراعة، دون أن يكرروا المحاولة، ما أصاب حارس مرمى منتخب لبنان بالملل في اللقاء.
وإذا كان هناك من خلاصة بالنسبة إلى فريق العهد بعد المباراة فهي أن هيثم فاعور هو العمود الفقري للفريق، وحين يغيب، كما حصل الأحد بسبب الإصابة، يدخل الفريق في الغيبوبة، ما يفرض على فاعور المحافظة على نفسه داخل الملعب وخارجه.
تبقى هناك مسألة الأداء التحكيمي الذي كان ممتازاً بقيادة الحكام وارطان ماطوسيان وبلال الزين وربيع عميرات، بمساعدة الحكم الرابع بشير اواسة، الذين أداروا اللقاء بنجاح رغم حساسيته وصعوبته.
ولم يكن الصفاء الفائز الوحيد، إذ إن الأنصار كان له حصة كبيرة في الأسبوع السابع، حين أصبح ثانياً بعد عرض كبير ونتيجة لافتة على التضامن صور برباعية سجلها محمد عطوي (28) والنيجيري وسيدوم (69 و79) ومعتز بالله الجنيدي (76). ولعب نصرات الجمل دوراً في فوز فريقه خلال 25 دقيقة لعبها في الشوط الثاني، مكملاً أداء ويسدوم وربيع عطايا، اللذين برزا على نحو لافت.
والمفاجئ هو العرض الصوري الهزيل، الذي لم يكن متوقعاً من فريق أحرج الصفاء والنجمة، إلا أنه فشل في تهديد مرمى الحارس الأنصاري لاري مهنا ولو بفرصة واحدة على الأقل.
وفي طرابلس، استغل النجمة زيارته الى عاصمة الشمال وعاد منها بثلاث نقاط بعد فوزه على طرابلس 2 – 0 مستعيداً توازنه، مع استمرار التساؤلات عن مستوى الفريق الفني. وسجل الهدفين الليبي اسامة الفزاني مستغلاً خطأً من الحارس الطرابلسي عبدو طافح، والفلسطيني محمد قاسم في الدقيقتين 10 و33.
من جهته، حقق الراسينغ فوه الثاني توالياً، والثالث هذا الموسم، وكان على حساب ضيفه الشباب الغازية 2 – 1 على ملعب برج حمود. وقلب الراسينغ تأخره بهدف عماد غدار (26) الى فوز صنعه الثنائي لاسينا سورو (37 من ركلة جزاء) ومحمد مطر (79) من تمريرة بول رستم، الذي دخل قبل 8 دقائق على تسجيل الهدف. هذه الخسارة كانت كافية لاستقالة رئيس نادي الغازية أحمد الدنش من منصبه.



الترتيب العام لدوري الدرجة الأولى ــ المرحلة السابعة







ثلاثة لاعبين في صدارة الهدافين

تساوى ثلاثة لاعبين في صدارة الهدافين بعد الأسبوع السابع وهم لاعب الصفاء محمد حيدر، لاعب الإجتماعي فايز شمسين ولاعب الراسينغ لاسينا سورو برصيد خمسة أهداف، في حين شهد الأسبوع طرد لاعبين هما مصطفى الخطيب والغاني يبواه أفرانيه من الإجتماعي أمام الساحل.