لم تكن أجواء انتخابات الاتحاد اللبناني لكرة السلة توحي أن الأمور ستصل الى حائط مسدود نتيجة الشرخ القائم بين الأطراف المعنية بالانتخابات. ولم يكن هناك ما يشير الى أن الأمور ستصل الى تعليق خمسة أندية من الدرجة الأولى نشاطها السلّوي، في ما يشبه العصيان المدني أو مشروع ثورة يمكن تسميتها بثورة «20 نوفمبر» السلّوية. فقد صدر بيان عن تلك الأندية أمس جاء فيه: «لطالما كنا وما زلنا منفتحين أمام أي حوار بنّاء يتعلق بمستقبل لعبة كرة السلة، ولم نألُ جهداً في سبيل الحفاظ عليها وحمايتها من الشوائب، ما تطلب منا دائماً البحث عن نقاط مشتركة، غالباً ما كانت تجبرنا على تقديم تنازلات حرصاً على مصلحة الجميع.
بناءً عليه، قررت نوادي الرياضي بيروت والمتحد طرابلس وعمشيت وبيبلوس وهوبس تعليق مشاركتها في نشاطات لعبة كرة السلة لحظة انتخاب اتحاد جديد، بما فيها اللجنة الإدارية للاتحاد اللبناني لكرة السلة المنويّ انتخابها ومقاطعة جلسة الانتخاب المقررة يوم الجمعة 23 تشرين الثاني المقبل ومباريات بطولة لبنان لأندية الدرجة الأولى، ما لم يؤخذ بمطالب تشكّل الحد الأدنى من مبدأ الشراكة في اللعبة».
موقف كان منتظراً من تلك الأندية بعد فشل اجتماعها مع مسؤول قطاع الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة الذي أعلن «لاءاته» الثلاث: لا تغيير لاسم الرئيس (روبير أبو عبد الله)، لا تغيير لاسم الأمين العام (غسان فارس) ولا تنازل عن حق تشكيل الاتحاد من دون هضم حقوق الطرف الآخر ما دام فريقه يملك الأكثرية.
كلام سلامة كان واضحاً في اجتماع أول من أمس في ملعب مجمع المر، الذي جاء عقب الإعلان غير الرسمي لتبني أبو عبد الله رئيساً للاتحاد مع تشكيلة مكتملة ما عدا أسماء خمسة أعضاء (3 سنّة و2 شيعة) بانتظار تقديمها من الأطراف المعنية. وهو ما أثار حفيظة الأندية، وخصوصاً بالنسبة لأبو عبد الله، معتبرة أن سلامة وشريكه في الجمعية العمومية جان همام تفردا بالقرار. وقد يكون هذا صحيحاً بعد أن حسم سلامة قراره واختار أبو عبد الله، ويؤكد سلامة هذا الأمر، معتبراً أنه هو من اختار أبو عبد الله لا وديع العبسي كما أشيع. وهو كلام يبدو منطقياً؛ إذ لا يمكن الاقتناع بأن العبسي هو من اتخذ القرار في ظل اطلاع سلامة ومعرفته بتفاصيل اللعبة بكاملها.
لكن لماذا قام سلامة والى جانبه همام باتخاذ هذا القرار؟
يجيب المحاضر الأولمبي بأنه قرر ذلك بعد أن تيقّن بأن هناك شيئاً ما يحاك في الخفاء من قبل الفريق الآخر. «فنحن عندما بدأنا العمل على انتخابات اتحاد كرة السلة، كان هناك توجه لتشكيل اتحاد من اعضاء تكنوقراط، والفريق الآخر كان يريد رئيساً من هذا النوع بعيداً عن المرشحين الرئيسيين جورج بركات وروبير أبو عبد الله، اللذين كانا يقومان بتحركات انتخابية، وهذا حقهما، لكن كنا نتريث لمراقبة الجو العام». ويشير سلامة الى أنه طلب من تلك الأندية تسمية أعضاء تكنوقراط مع تأجيل بتّ اسم الرئيس؛ لأنه يصبح ثانوياً في ظل اتحاد متجانس مع أشخاص أكفاء. «لكن في هذه الفترة حصل تطوران لافتان. الأول يتمثل بطرح اسم بيار كاخيا رئيساً للاتحاد من قبل المدير العام لوزارة الشباب والرياضة زيد خيامي ورئيس مجلس ادارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر وابلغتهما حينها بأن لا حظوظ لكاخيا في الوصول الى الرئاسة. وبدا طرح كاخيا جدياً، وخصوصاً أنه مدعوم من رامي فواز المقرب من حركة أمل وأندية الرياضي والمتحد وهوبس». والتطور الثاني تمثّل بمحاولة أحد الزملاء الإعلاميين جمع كاخيا مع جان همام بعد العودة من قطر وطرح الفكرة على سلامة الذي عاد وكرر بأن «لا حظوظ لكاخيا». وما زاد من شكوك سلامة أن رئيس نادي هوبس جاسم قانصوه أبلغ سلامة بأن رئيس نادي المتحد أحمد الصفدي أبلغه بأنه علم أن سلامة طلب من الضاهر إبلاغ كاخيا بأن يشرع في تركيب لائحة تكنوقراط، وهو أمر يؤكد سلامة أنه لم يحصل أبداً.
هذه الأمور والطروحات جعلت المحاضر الأولمبي يشعر بأن هناك مخططاً لدى الطرف الآخر بالعمل على تحديد هوية الرئيس من قبلهم، حيث بدأت المسألة مع نبيل حواط ثم انتقلت الى بيار كاخيا الذي شعر سلامة بأن الطرف الآخر يحضره كرئيس بدلاً من بركات وأبو عبد الله، «عبر دفع الفريق الأول الى تبني ترشيح بركات ثم الدفع بكاخيا مع دعم من أبو عبد الله الذي من المفترض أن يكون حينها مستاءً من استبعاده ويجيّر قوته الانتخابية لمصلحة كاخيا» يقول سلامة لـ«الأخبار».
واللافت أن ما حصل في موضوع الانتخابات السلّوية لم يكن محصوراً باللعبة فقط، بل هناك ارتباطات بما كان يحصل في الحازمية في الشهرين الماضيين، وتحديداً في مقر اللجنة الأولمبية مع تطيير نصاب الجلسات التي لم تعقد في هذه الفترة بسبب غياب الأعضاء الشيعة والسنّة في ما يراه سلامة اتفاقاً ضمنياً لتعطيل عمل اللجنة الأولمبية خلال الفترة الباقية من ولايتها، ليس بقرار رسمي بل بتفاهم ضمني. وهو أمر أثار هواجس لديه وجعله يشعر «بوجود تحالف سني ــ شيعي. وإذا كان هذا حاصلاً في اللجنة الأولمبية فمن السهل حصوله في كرة السلة، مع اضافة فريقي بيبلوس وعمشيت».
أما بالنسبة إلى جورج بركات وأسباب استبعاده عن السباق الانتخابي، فيعلل سلامة ذلك بتركات كان يقوم بها بركات مع المراجع السياسية المعنية بالاستحقاق الانتخابي بعيداً عن مشاورة الطرف الرئيسي في العملية الانتخابية، ما أثار حفيظتهم واعتبروا أنه يجري تجاوزهم، في حين أن الأكثرية في يدهم.
وعن انسحاب الأندية الخمسة من البطولة، يستغرب سلامة هذا الموقف، معتبراً أن ما يطالبون به غير محق، فالفريق الآخر سيكون له سبعة أعضاء من أصل 15 «فماذا يريدون أكثر من ذلك. هل المطلوب تقديم الأكثرية لهم في حين أننا الطرف الأقوى في الجمعية العمومية؟».
ويرفض مقولة أن سلامة يعمل على تشكيل اتحاد هدفه إحراز الحكمة اللقب في نهاية الموسم، على اعتبار أن النادي الأخضر مدعوم من العبسي الذي هو في خط واحد مع سلامة. فهو يستغرب مثل هذا الكلام؛ «إذ هل من الممكن أن يقبل الشانفيل بأن يكون في اتحاد يعمل ضد مصالحه لمصلحة ناد آخر. وهم سيكون لديهم سبعة أعضاء مع ممثل نادي الشانفيل يصبحون 8، أي الأكثرية في الاتحاد ويستطيعون اتخاذ القرار الذي يريدونه».



سلامة: لا تراجع

يؤكد أحد اللاعبين الرئيسيين في الانتخابات جهاد سلامة أنه لن يتراجع عن الصيغة التي توصل اليها مع جان همام، وهو التزم مع عدد من المرشحين ولن ينقض اتفاقه، مؤكداً أن الأندية لن تنسحب من البطولة وسيدخلون الى الاتحاد بسبعة أعضاء.



إقفال باب الترشّح على 39 مرشحاً

أُقفل باب الترشّح لانتخابات الاتحاد اللبناني لكرة السلة أمس على 39 مرشحاً، هم: غازي أبو جوده، محمد نزار الرواس، جورج بركات، طوني خليل، سعد سعد، غسان فارس، جاك رستم، دوميط الكلاب، داني الحكيم، جورج فرنسيس، هادي غمراوي، ايلي فرحات، فيكين جرجيان، فارس المدور، روجيه العشقوتي، نادر بسمه، محمد تمام جارودي، محمد سليم أبو بكر، وهيب ططر، رامي فواز، مارون جبرايل، روبير أبو عبد الله (الصورة)، عدنان البلولي، ملحم البستاني، هاروتيون زاديكيان، فادي محفوظ، ابراهيم منسى، ابراهيم الدسوقي، فادي تابت، وليد الدمياطي، جوزف عبد المسيح، زياد يزبك، كمال الزنجي، جو الفخري، زياد عقل، جان الحشاش، ياغيه سرابونيان، عزام بلطجي، سامر نعوم.