الدوحة | فعلها اللاعب المجنّس سيباستيان سوريا مرة ثانية، ومنح منتخب قطر الفوز على المنتخب اللبناني، لكن هذه المرة عن استحقاق وجدارة، حين أطلق صاروخاً في الدقيقة 75 استقر في شباك الحارس عباس حسن، ووضع حداً للمسيرة اللبنانية في التصفيات. لم ينجح اللبنانيون في إظهار كل ما لديهم من قوة كانت واضحة في مرحلة التحضير، فدفعوا الثمن خسارة المباراة وانتهاء المشوار المونديالي، كما رأى مدرب الفريق ثيو بوكير عقب اللقاء. فلاعبو منتخب لبنان كان باستطاعتهم الفوز، وخصوصاً نتيجة تفوقهم على القطريين في الشوط الأول أداءً وفرصاً من دون القدرة على هزّ شباك الحارس العملاق قاسم برهان.
كل الأجواء كانت تبشّر بمباراة قوية بين المنتخبين نظراً الى حراجة موقفهما، إضافة الى الأجواء الرائعة التي طغت على الملعب، فالمدرجات كانت شبه ممتلئة مع وجود 12870 مشجعاً، وفقاً لإعلان إدارة الملعب، كان منهم ما يقارب أربعة آلاف لبناني شجعوا منتخبهم، على أمل الفوز. لكن في الوقت عينه، لم يكن اللاعبون القطريون وحيدين من دون دعم، فهم لعبوا أمام جمهور كبير كان عدده ضعف الجمهور اللبناني. إلا أن عرض المنتخبين ومستوى المباراة خيّبا آمال الجمهور الكبير، وقد تكون الضغوط الكبيرة التي كانت على عاتق الفريقين أرخت بظلالها على الأداء، وخصوصاً من جانب القطريين، وهو ما عبّر عنه مدرب منتخب قطر البرازيلي باولو أوتوري الذي انتقد تعاطي المسؤولين والإعلام مع اللاعبين ووضع ضغوط عليهم. وذهب أوتوري بعيداً في انتقاده ليوجه «سهامه» نحو برنامج «المجلس» الذي يعرض على قناة الكأس القطرية، معتبراً أنه يضرّ بمسيرة المنتخب.
فنياً، لا يمكن الحديث كثيراً عن اللقاء نظراً إلى قلة الفرص والعرض المتوسط من جانب الطرفين.
لبنانياً، كان الأداء أفضل مع سيطرة على خط الوسط بقيادة رضا عنتر وبدعم من الثنائي عباس عطوي وهيثم فاعور، إضافة الى الصلابة الدفاعية عبر قلبي خط الظهر يوسف محمد وبلال نجارين والروح القتالية العالية لوليد إسماعيل. أما أحمد زريق فقد نجح قدر الإمكان في مركزه المستحدث في الجهة اليمنى الدفاعية، متحملاً الضغط القطري الكبير في الشوط الأول.
أما هجومياً، فقد أعاد محمود العلي بعضاً من ذكريات الصورة الناصعة التي كان يتمتع بها، حيث أقلق راحة المدافع القطري محمد كسولا، إلى جانب تحركات محمد حيدر النشطة عن الجهة اليسرى. وحده حسن معتوق بقي الحلقة الأضعف في الفريق نتيجة البطء وعدم القدرة على تذكير الجمهور بتحركاته السريعة.
في الشوط الثاني، تحسن الأداء القطري بصورة ملحوظة، مقابل تراجع لبناني، وخصوصاً بعد ربع ساعة على بدايته، لينجح القطريون في التسجيل متحررين من ضغوطهم وساعين وراء هدف ثانٍ آخر، كاد أن يكون لصالح لبنان عبر تسديدة رضا عنتر، صدّها الحارس برهان ببراعة في الدقيقة 90.
تحكيمياً، جاء أداء طاقم الحكام ممتازاً بقيادة السعودي خليل جلال الغامدي، الذي نجح مع مساعديه في اتخاذ القرارات الصحيحة في معظم فترات اللقاء، مع غياب الأخطاء المؤثرة.
مدرب المنتخب اللبناني، ثيو بوكير، بدا حزيناً بعد اللقاء لا بسبب الخسارة، بل نتيجة فشل اللاعبين في تقديم أفضل ما لديهم وإبراز القوة التي يتمتعون بها والتي أظهروها في المباريات الودية.
وعن المرحلة المقبلة واحتمال حدوث تغييرات في المنتخب، رجّح بوكير ذلك بسبب ارتباط اللاعبين المحترفين بفرقهم خلال بطولة غرب آسيا الرسمية، ما سيسمح له باختبار قدرات لاعبين آخرين. ورأى بوكير أن «غرب آسيا» الشهر المقبل ستكون أفضل تحضير للمنتخب اللبناني لتصفيات كأس آسيا التي ستنطلق في شباط 2013، فهذه البطولة ستؤمن الاحتكاك القوي الذي افتقر إليه المنتخب اللبناني خلال فترة التحضير لمباراة قطر وأثّر تأثيراً كبيراً.
أما مدرب منتخب قطر، أوتوري، فبدا معجباً جداً بالتجربة اللبنانية، معتبراً أن اللبنانيين خسروا في النتيجة وفازوا بعقليتهم وبالعمل الجبار الذي قاموا به، طالباً من الإعلام اللبناني نقل هذا الكلام ومتابعة العمل الجيد. وبدا أوتوري وهو يتكلم كأنه يوجّه رسالة الى القطريين وطريقة عملهم، إذ بدا مستاءً وقد خصص جزءاً كبيراً من المؤتمر الصحافي لهذا الأمر.



أوزبكستان تتصدّر المجموعة

تصدّرت أوزبكستان المجموعة الأولى بفوزها على مضيفتها إيران 1-0، سجله أوليغ باكييف (71). ورفعت أوزبكستان رصيدها الى 8 نقاط بفارق نقطة أمام كوريا الجنوبية، بينما تجمد رصيد إيران عند 7 نقاط أيضاً، وهو الرقم الذي وصلت إليه قطر، فيما بقي رصيد لبنان 4 نقاط.
واقتربت اليابان من المونديال بفوزها على مضيفتها عمان 2-1 في المجموعة الثانية، التي أنعش فيها العراق آماله بفوزه على الأردن 1-0. وتتصدر اليابان المجموعة بـ 13 نقطة، مقابل 5 لأوستراليا والعراق، و4 للأردن.