الدوحة | وصلت ساعة الحسم لمنتخب لبنان مع انتهاء مشوار الاستعداد للمباراة مع المضيف القطري اليوم عند الساعة 16.45 بتوقيت بيروت على ملعب السد الذي يملك خصوصية معينة، نظراً إلى عدد مقاعده القليل (12000 مقعد) وقرب مدرجاته من أرض الملعب. القطريون قرروا تخصيص 1000 بطاقة للبنانيين حجز منها المسؤولون عن البعثة 100 بطاقة مخصصة للجمهور الآتي من لبنان. أما البطاقات الـ900 الباقية فسيبدأ بيعها للبنانيين قبل المباراة بساعتين وربع. أمر يبدو أنه مقصود بهدف تخفيض عدد الجمهور مع صعوبة بيع البطاقات في هذا الوقت القصير، ولقطع الطريق على دخول جمهور لبناني أكبر من العدد المسموح به في حال لم يستطع الجمهور القطري إشغال الأماكن المخصصة لهم. فرئيس البعثة اللبنانية جهاد الشحف أكّد لـ«الأخبار» نيته الطلب بالسماح للبنانيين بالدخول الى الملعب في حال حصل ذلك، مراعاة للقانون الدولي. وتأتي الإجراءات القطرية من ضمن سلسلة بدت كأنها تهدف لإقلاق راحة البعثة اللبنانية، ومنها ملعب التدريب الذي خصّص للمنتخب اللبناني يومي الأحد والاثنين، حيث أقيم على ملاعب مفتوحة للعموم تقام عليها مباريات الفئات العمرية. فكانت تمارين المنتخب اللبناني مكشوفة ويمكن مشاهدتها من قبل المارين في الشارع العام المحاذي للملعب، عكس المنتخب القطري الذي أقيمت تمارينه خلف أسوار مغلقة في أكاديمية أسباير. أضف الى ذلك مسألة بطاقات الرسميين، حيث خصص للبعثة اللبنانية 8 بطاقات فقط في منصة الشرف، وهو أمر قد يخلق أزمة، نظراً إلى وجود عدد كبير من الشخصيات في مباراة اليوم. وهذا الأمر أثار حفيظة البعثة اللبنانية التي سألت القطريين عن أسباب هذه المعاملة، وهل أن اللبنانيين عاملوا القطريين بمثل هذه الطريقة في لقاء الذهاب في بيروت؟ دون إغفال موضوع الكرات حيث قدّم القطريون كرات تدريب للمنتخب اللبناني مختلفة عن تلك التي ستستخدم في المباراة. لكن كل هذه الأمور تبدو أنها سقطت عند عزيمة لاعبي منتخب لبنان الذين أجروا تمرينهم الأخير على ملعب المباراة في التوقيت عينه، حيث يمكن تلمس الروح المعنوية العالية والتصميم على الفوز، أو كما يصفها البعض استعادة حق سُلب في بيروت بطريقة مثيرة للشكوك... وللحديث صلة. المهم أن المعنويات مرتفعة جداً والتوقعات كبيرة لتحقيق الفوز في الدوحة، وهناك تصميم ظاهر في حديث المدرب ثيو بوكير وقائد منتخبه رضا عنتر في المؤتمر الصحافي. فالمنتخب اللبناني يلعب وسط ضغوط أقل من المنتخب القطري المطالب بالفوز بعد الخسارة أمام أوزبكستان في المرحلة الماضية. أضف الى ذلك سعي القطريين الى قلب معادلة أصبحت واضحة في المباريات السابقة، وهي أن المنتخب القطري ضعيف على أرضه مقارنة مع نتائجه خارج الدوحة. فهو خسر أمام أوزبكستان وكوريا الجنوبية في الدوحة، ولم يسجل في أربع مباريات سوى هدفين، واحد «هدية» في مرمى المنتخب اللبناني في بيروت (أصبحت قصته معروفة لدى عدد كبير من المسؤولين في لبنان) وهدف في مرمى كوريا الجنوبية.
التشكيلة اللبنانية شبه مكتملة مع غياب علي حمام، إذ من المتوقع أن يلعب أحمد زريق بدلاً منه، في حين أن جميع المراكز الأخرى تبدو شبه محسومة ولن تختلف عن المباريات السابقة. وحمل المؤتمر الصحافي أمس رسالة حازمة من القائد رضا عنتر الذي طالب الإعلام اللبناني بمنح الثقة للاعبين، وعدم تفضيل الذي يلعبون في الخارج على اللاعبين المحليين الذين هم من صنعوا الإنجاز، إذ ليس شرطاً أن يكون كل لاعب يأتي من الخارج يستحق أن يحل بدلاً من لاعب محلي. ويأتي كلام عنتر رداً على سؤال وجِّه للمدرب بوكير بشأن أسباب عدم وصول أوراق اللاعب عدنان حيدر، إذ طلب عنتر الكلام أيضاً ووجّه رسالته، مشيراً الى أن ما يقوم به بعض الإعلام في هذا الإطار يؤثر على اللاعبين وعلى علاقتهم بعضهم ببعض. وتبقى هناك مسألة التحكيم والتساؤلات بشأن أسباب تعيين طاقم حكام سعودي للقاء بقيادة الحكم خليل جلال الغامدي الذي قاد مباراة لبنان وكوريا الجنوبية، إذ كان يفضَّل أن يكون الحكم من خارج منطقة الخليج، منعاً لأي ضغوط وتأويلات، خصوصاً أن حالة مماثلة حصلت قبل أيام في لقاء الأهلي السعودي وأولسان الكوري في نهائي دوري أبطال آسيا. فالاتحاد الآسيوي عيّن طاقم حكام بحرينياً لقيادة المباراة، وهو أمر اعترض عليه الكوريون، فجرى استبدال الطاقم بآخر أوسترالي. وعليه، سيكون أداء الحكام تحت المجهر، خصوصاً أن اللقاء يأتي قبل فترة قصيرة على اختيار حكام كأس العالم والحكم الغامدي من الحكام المرشحين للذهاب الى كأس العالم 2014.