سيكون على إدارة نادي السد ورئيسه تميم سليمان التقويم الدقيق لما جرى؛ إذ ودع الفريق اللبناني «النشيط» بطولة النوادي الآسيوية الـ15 لكرة اليد من الدور الأول في مفاجأة صاعقة لكل متتبعي اللعبة والفريق اللبناني بعد تعرضه للخسارة الثانية على التوالي أمام الجيش القطري 27-28 (الشوط الاول 14-14) في قاعة نادي الغرافة ضمن مباريات المجموعة الأولى.
خروج السد ليس نهاية العالم، والفريق اللبناني لم يستحق هذه الخسارة، لكن لا بد من التوقف عند النقاط السلبية التي ظهر عليها في مبارياته الثلاث؛ إذ كانت البداية ممتازة ضد الكويت الكويتي، لكن الفوز تحول الى صعب، ثم مني بخسارة غير مستحقة أمام الاهلي الاماراتي، لكن الأخطاء استمرت والثغَر انكشفت بشكل أكبر. ودخل الفريقان اللقاء بوضعيتين مختلفتين؛ فالسد كان يكفيه التعادل لمرافقة الاهلي الى الدور الثاني، بينما أيقن الجيش فقدانه الامل إثر تعادل الأهلي والكويت 26-26، هذا الأمر خلّص القطريين من الضغوط وباتوا يلعبون لهدف واحد هو حفظ ماء الوجه وضمان التأهل إلى الكويت عبر عرقلة السد.
سار الفريقان أحدهما بموازاة الآخر في الشوط الأول من مباراة أمس، وتألق المصري أحمد الاحمر في الفريق القطري الى جانب الأخوين حسن وبلال عواض، وملادن ايفانوفيتش ومارتن كنيز في السد. وتقدم الفريق اللبناني في بعض الفترات بفارق هدفين 10-8 و13-11، لكن الفريق القطري كان يعود لإدراك التعادل وانتهى النصف الاول 14-14.
في الشوط الثاني تكرر التعادل مراراً 18-18، لكن الفريق القطري استغل التسرع والهفوات لدى لاعبي السد، وخصوصاً من الناحية الدفاعية؛ إذ لم يحسن الدفاع في ايقاف الاحمر أو زملائه، وزاد الامر سوءاً التقلبات في خطط المدرب بوزو روديتش؛ فتارة يلعب بدفاع منطقة، وطوراً بدفاع متقدم، واستطاع الفريق القطري حسم المباراة في منتصف الشوط بعد تقدمه بأربعة أهداف 24-20، حيث بات على لاعبي السد التفوق على أنفسهم لاستعادة الريادة وقلصوا الفرق الى هدف 26-25 لكن الوقت دهم «السدّاويين»، وخصوصاً في الدقيقة الأخيرة حيث استهلكوا الوقت بعدما طلب المدرب وقتاً مستقطعاً، وكان الكوري بارك أمام فرصة سانحة جداً لإدراك التعادل، ليقوم «الأحمر» بلسع فريقه السابق بهدف قاتل لتضحي النتيجة 28-26. وقلص مارتن كنيز أحد أفضل اللاعبين النتيجة الى هدف واحد قبل تسع ثوان ليضيع الفريق القطري الوقت ويعلن إقصاء السد معه ومنح البطاقتين عن هذه المجموعة للكويت والأهلي، علماً أنهما لم يكونا مرشحين عن هذه المجموعة.
وكان الفريق اللبناني يمنّي النفس بإنجاز جديد للرياضة اللبنانية كما دأب منذ تأسيسه حيث حمل لقب البطولة القارية ثلاث مرات بلغ فيها المباراة النهائية، وحل رابعاً في بطولة القارات للأندية عام 2010، ثم تقلد الميدالية البرونزية 2011، وخصوصاً أنه يمتلك تشكيلة ممتازة نظراً إلى الأسماء التي تضمها، إن كان على مستوى المحترفين مع سيرغو وملادن ودانيال وبوبوف وبيرسي وغيرهم، أو على مستوى الأجنبيين بوجود الكوري الجنوبي بارك والتركي رمضان دوني، وحتى المحليين وخصوصاً ماهر همدر وأحمد شاهين والحارسان حسين صقر وعبد الرحمن العيان.
رصيد نادي السد أضحى كبيراً، وبات لزاماً تحويله الى اساس متين للرياضة اللبنانية عموماً ولعبة كرة اليد خصوصاً للبناء عليه، حيث أكد اللبنانيون قدرتهم على الوصول الى أبعد ما يمكن.
وسيواصل الفريق اللبناني مبارياته الترتيبية؛ إذ سيحل في المجموعة الثالثة للدور الثاني مع مسقط العماني وثالث المجموعة الثالثة الذي يتحدد اليوم.