خيّب اللاعب عباس عطوي آمال كل من انتظر ما سيقوله في تمرين المنتخب، أمس، على ملعب الصفاء، من دون أن يتحمل مسؤولية في هذه الخيبة. فهو بكل بساطة، نفّذ ما طُلب منه من قبل المسؤولين عن المنتخب. لكن المشكلة كانت في أن ما حصل على ملعب الصفاء جاء مغايراً لما عُمِّم على وسائل الإعلام في خبرٍ، بعض ما جاء فيه «سيلقي كابتن المنتخب عباس عطوي كلمة أمام زملائه اللاعبين وأعضاء الجهازين الفني والإداري ومسؤولين كبار في الاتحاد تتضمن مواقف عن مواضيع هامة أثيرت مؤخراً».فعدد كبير من المتابعين ظن بأن كلاماً كبيراً سيقال أمس عند الساعة 10.30 (كما ورد في الخبر) في تمرين المنتخب، إلا أن ما حصل هو عبارة عن بيان مكتوب قرأه عطوي جاء فيه «بعدما أخذنا إذناً من الاتحاد اللبناني لكرة القدم، نتوجه كلاعبين وجهاز فني وإداري في المنتخب الوطني الى جماهيرنا ومشجعينا بهذه الرسالة، نعاهدهم فيها بأننا كما أفرحناهم في السابق سوف نحتفل معاً بانتصاراتنا المقبلة إن شاء الله، وسنبقى على عهدنا معهم وسنبذل أقصى طاقاتنا في سبيل وطننا بقلب واحد، وبأيادٍ مشبوكة، تضحية وإخلاصاً للمنتخب وللبنان».
وبدا من خلال أحداث أمس أن هناك تخبطاً في مكان ما، فلا عطوي تحدث عند الساعة 10.30، بل انتظر الصحافيون حتى انتهاء التمرين عند الساعة 11. كما أن لاعب منتخب لبنان تحدث وحيداً أمام العدد القليل من الصحافيين، ولم يحضر زملاؤه ولا أعضاء الجهازين الفني والإداري، كما جاء في الخبر، ولا حتى أمام أي مسؤول في الاتحاد، كبيراً كان أو صغيراً.
فمسؤولو الاتحاد الكبار قالوا كلمتهم، أول من أمس، في اجتماع مع المنتخب اللبناني برمّته، وتضمنت كلاماً قاسياً حول ما حصل في السابق، من دون تسمية لاعبين، مع تشديد على أهمية المباراة أمام قطر، وأن أي شائبة قد تشوبها سيكون ثمنها غالياً، وحينها لن ينظر الاتحاد بعين الرحمة الى أي لاعب.
ولا شك في أن السيناريو الذي حصل في اليومين الماضيين قد يكون الأفضل لمنتخب لبنان قبل مباراة قطر، لكن الملاحظة هي على مضمون الدعوة. إذ لا يمكن خلال هذه الفترة الحساسة التي تتطلب أن يكون تركيز اللاعبين منصبّاً على المباراة فقط، ولا مجال لفتح أي ملفات قد «تدمر» المنتخب وتطيح كل ما جرى تحقيقه. فبالنهاية ليس جميع لاعبي المنتخب متورطين بالتلاعب، إذ إن هناك مجموعة كبيرة بذلت جهداً وعرقاً، وابتعد اللاعبون عن عائلاتهم فترات من الزمن كي يتحقق ما تحقق، وبالتالي سيكون هؤلاء قد ظلموا مرتين. الأولى حين أهدرت جهودهم حفنة من اللاعبين الذين ساروا في ركب «التلاعب»، وفي المرة الثانية في حال فتح الموضوع على مصراعيه بتوقيت سيئ، وتحديداً قبل لقاء قطر.
لكن مصادر عليا في المنتخب تؤكّد أن الحديث مؤجّل إلى ما بعد مباراة قطر، وتحديداً وفق ما تسير فيه الأمور في هذه المباراة. ففي حال خسارة لبنان وتضاؤل حظوظه بالتأهل الى المونديال كثيراً، فحينها سيكون هناك كلام آخر، وخصوصاً إذا ما تصاعدت «روائح نتنة» من المباراة. أما في حال الفوز، فسيكون لبنان في قلب المنافسة على التأهل، وقد تغلب المصلحة العامة على أي فكرة أخرى.