لم يتوانَ النجم الألماني لوكاس بودولسكي، مهاجم أرسنال الإنكليزي، عن التأكيد، قبل فترة، أنه سيضع وشماً على ذراعه اليسرى في المستقبل يحمل شعار أرسنال الذي انضم إليه حديثاً، وذلك بعد أن احتل وشم لناديه السابق كولن ذراعه اليمنى. بودولسكي علل سبب وضعه الوشم «بأنه يحب كولن» وهو سيفعل ذلك مع أرسنال للسبب عينه. إذاً التعلق أو المحبة لشيء معين، على ما يقول بودولسكي، هي من تدفع نجوم كرة القدم إلى صبغ أجسادهم بالأوشام. هي ظاهرة بدأت تكثر في عالم الساحرة المستديرة حيث من النادر أن نرى لاعباً من دون أوشام على جسده، وفي حالات معينة يكون الأمر نافراً الى أبعد الحدود، كما هي حال البرتغالي راوول ميريليش لاعب تشلسي الإنكليزي السابق وفنربخشه التركي الحالي. ومن أجل التعبير عن الانتماء السياسي والديني وحب الزوجة والأولاد وتأريخ الأحداث وغيرها، تبصر الأوشام النور على أجساد اللاعبين.
«الأسطورة» الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا كان من أوائل من اشتهر بالأوشام. هذه الأخيرة تحتل ذراعه اليمنى عبر وجه مواطنه الثائر أرنستو تشي غيفارا وساقه اليسرى عبر وجه الزعيم الكوبي فيديل كاسترو اللذين يكنّ لهما مارادونا الإعجاب. كذلك، فإن النجم الإنكليزي ديفيد بيكام يعتبر من رواد نشر «ثقافة» الأوشام حيث نقش صورة السيد المسيح في الجزء الجانبي من بطنه، ثم أضاف إليها رسمين لملاكَين، أحدهما يكاد يغطي ساعده الأيمن بالكامل بينما امتد الآخر على طول ظهره، قبل أن يضيف إليه جناحين يمتدان عرضاً. أما النجم الانكليزي الآخر واين روني فإنه يضع صورة للصليب على ذراعه اليمنى.
الى ذلك، تكثر أوشام المحاربين القدماء على أجساد اللاعبين، حيث نجد رسماً للمحاربين الرومان على جسد نجم روما الايطالي فرانشيسكو توتي والاسباني فيكتور فالديز حارس برشلونة، بينما اختار النجم الإيطالي السابق فابيو كانافارو صورة الساموراي، في حين يفضل الدنماركي دانيال آغر، مدافع ليفربول، شعار الفايكينغ.
الإسباني سيرجيو راموس مدافع ريال مدريد أراد الاحتفال على طريقته بفوز منتخب بلاده بكأس العالم عام 2010، إذ وشم صورة الكأس على ساقه. كذلك فإن الايطالي ماركو ماتيراتزي (المهووس بالأوشام) وشم مجسّماً لكأس العالم الفائز به مع بلاده عام 2006على ذراعه اليسرى وقد أضاف إليه وشماً لكأس دوري أبطال أوروبا في ساقه اليمنى. أما الغاني كيفن برينس بواتنغ فقد وشم كأس الدوري الإيطالي الثامن عشر الذي حققه فريقه ميلان على ساعده الأيمن.
من جهته، فإن البرازيلي داني ألفيش، لاعب برشلونة، ولكثرة تعلقه بزوجته، فقد وضع صورة وجهها على كتفه اليمنى حاله كحال زميله الإسباني فرانسيسك فابريغاس الذي وشم اسم صديقته اللبنانية دانييلا سمعان على يده. يبقى أن النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش وشم اسمه باللغة العربية على ذراعه اليمنى من بين أوشام كثيرة تحتل جسده. هذا غيض من فيض، إذ إن الوشم بات مرادفاً للعبة كرة القدم، أو قل بات هوس النجوم، ويكفي للتأكد من ذلك التوقف عند الشخص الذي يرسم الأوشام على جسد بيكام، إذ أكد أخيراً لويس مولوي أنه حاول، لمدة عامين، ثني النجم الإنكليزي عن إبراز الأوشام على الأجزاء الظاهرة من جسده كيديه، إلا أن محاولته باءت بالفشل الذريع.



رونالدو ضد الأوشام

رغم اعتنائه الشديد بمتابعة الموضة وآخر الصرعات، فإن ما يتوقف عنده كثيرون هو أن جسد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب ريال مدريد الإسباني، يبدو خالياً من الأوشام، إلا أن «سي آر 7» لا يحيل ذلك إلى عدم شغفه بها، بل نظراً إلى تبرعه المستمر بالدم وهو ما لا يسمح بأن يمتزج بالحبر المتأتي من الوشم.