حارس لا نقاش في مستواه ولا نقاش في أنه واحد من أهم لاعبي ريال مدريد ومنتخب اسبانيا، إيكر كاسياس، الملقب بالـ«قديس»، حامي عرين الملكي منذ 13 عاماً، أبان مبكراً عن مقدراته في مسابقات كبيرة مثل دوري ابطال اوروبا وفي مباريات مهمة، رغم أنه لم يكن يبلغ الـ 20 عاماً. كل زاوية في ملعب الـ«سانتياغو برنابيو» تعرفه وكل فرد ومشجع لكرة القدم يقدر موهبة هذا الرجل، حتى إن الكؤوس الكبرى باتت تحفظ بصمة يديه.
غير أن كاسياس لا يبدو في أفضل أحواله هذه الأيام. المسألة ليست هدفاً وحيداً في مباراة صعبة يتلقاه ريال مدريد من ركلة حرة مباشرة، وليست هدفاً وحيداً أيضاً من ركلة ثابتة يتعامل معه كاسياس بنحو خاطئ، يكاد يعرض مصير الفريق للخطر. المسألة تكررت كثيراً هذا الموسم: هدف التعادل في المباراة الأولى في الـ«ليغا» أمام فالنسيا، كاسياس قام بخروج خاطئ وتصادم مع زميله البرتغالي بيبي. الهدف الثاني لمانشستر سيتي الإنكليزي في دوري ابطال اوروبا حين وجّه الصربي ألكسندر كولاروف ركلة مباشرة ضعيفة لم يحسن كاسياس التصرف معها، فضلاً عن عدم التمركز الجيد والتعامل الخاطئ مع الركلات المباشرة أمام مهاجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي، وعدم التعامل الجيد مع الضربات الركنية، وهذا ما حدث مع اشبيلية وملقة.
بات واضحاً تراجع مستوى إيكر، وخير دليل على ذلك تلقي شباك ريال مدريد 7 اهداف في بداية موسم الـ«ليغا» و3 اهداف في غضون مباراتين ضمن دوري ابطال أوروبا، أي ما معدله 1.1 هدف في كل مبارة. أحد أفضل حراس كرة القدم الذين عرفتهم اللعبة، ليس بحماسته المعهودة ولا بتصدياته المهولة، بل بات حتى لا يهتم بتنظيم حائط الدفاع بنحو يصعب على الخصم التسديد، ولم يعد يقرأ خصومه جيداً قبل اللقاء، فهناك لاعبون لديهم «ماركة مسجلة» في تسديد الركلات الحرة مثل البرازيليين رونالدينيو وجونينيو سابقاً والارجنتيني ليونيل ميسي حالياً وكلهم سجلوا في شباكه ولو تعامل «القديس» معهم بشكل أفضل لما تمكنوا من ذلك. إضافة الى ذلك، مبالغته بالقفز قبل أخذ خطوات على الأرض من شأنها أن تجعل مهمته أسهل، وهنا يجب أن نلاحظ أداء بعض الحراس الكبار مثل الإيطالي جانلويجي بوفون الذي يفضل دوماً أن يتجه بخطوتين ثم يقفز ليبعد مثل هذا الكرات، لكن ثقة كاسياس المفرطة في هذا الجانب تجعله يدفع الثمن باهظاً في بعض الأحيان.
لكن رغم ذلك، فإن ما يحسب لكاسياس ويظهر مدى عظمته انه لم يتوان عن توجيه النقد لنفسه بجرأة نادرة عندما رأى أنه ليس في المستوى المطلوب، مؤكداً أنّ من حق الناس أن تلومه، بقوله: «أسأل نفسي السؤال ذاته الذي يسأله الناس: أين أنا من كاسياس الأفضل في العالم، أنا أكره استقبال الأهداف وألوم نفسي قبل أن يلومني أحد، حالياً أنا أستحق النقد من أي أحد».
انتقاد كاسياس لنفسه يعني أنه مدرك لوجود نقطة ضعف فيه، وهذا ما لا ينقص أبداً من قيمته الكبيرة... فالشجاعة تكمن في القدرة على التعافي من الصدمات.



«القديس» بقميص فرنسا!

فوجئ الجميع بحضور إيكر كاسياس إلى تدريبات منتخب إسبانيا مرتدياً قميصاً خاصاً بمنتخب فرنسا! وأثار ذلك استغراب الجميع، وامتعاض بعض أعضاء المنتخب الإسباني، بحكم أن المنتخب الفرنسي هو واحد من منافسيه على بطاقة التأهل إلى المونديال المقبل. وللإشارة، فإن منتخب إسبانيا سيواجه نظيره الفرنسي يوم الثلاثاء المقبل ضمن الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم المقبلة.