دائماً ما تلفت أخبار الانتقالات بين أندية أوروبا أنظار العالم، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بنجم من نجوم الكرة أمثال الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو وغيرهم. ومع أن اسم اللاعب يدعم كثيراً خبر انتقاله ويفرق بشكل مبالغ به فى مدى الاهتمام الإعلامي له، إلا أن الأمر غالباً ما يتوقف بعد ذلك على مستوى اللاعب، فهناك العديد من الأسماء الكبرى التى انتقلت إلى أندية ولم تحقق المرجو منها، أمثال لاعب ريال مدريد البرازيلي ريكاردو كاكا بعد مجيئه الى النادي الملكي بمبلغ 65 مليون يورو بغض النظر عن الإصابات التي عصفت به
، ولاعب نيويورك ريد بولز الفرنسي تيري هنري عندما انتقل الى برشلونة الاسباني من أرسنال الانكليزي بمبلغ 24 مليون يورو ولازم دكة الاحتياط لفترة طويلة قبل أن يحزم حقائب الرحيل الى أميركا، والسويدي أندريه شيفتشنكو الذي فشل مع تشلسي الإنكليزي بعد مجيئه بمبلغ 55 مليون دولار تحت يد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. في المقابل، هناك بعض الصفقات التي أبرمت وأثبتت نجاحها مبكراً.
الهولندي روبن فان بيرسي، برهن أنه صفقة كبيرة وناجحة لمانشستر يونايتد الإنكليزي بعد أن ضم مهاجم أرسنال وهداف الدوري السابق، خاطفاً إياه من مانشستر سيتي ويوفنتوس الإيطالي.
ردة الفعل والتصريحات التي أطلقها المحيطون بالـ«شياطين الحمر» أظهرت تفاؤلهم بنسبة 100% بأن هذه الصفقة ستكلل النادي بالانتصارات. فبتخفيفه الضغط والرقابة عن واين روني، وبقدرته على صناعة الأهداف وعدم الاكتفاء بالتسجيل، أثبت «فان غول» الكرة الهولندية أنه من اللاعبين الحاسمين في المباريات الصعبة والسهلة على السواء، وهذا ما بدا واضحاً، أول من أمس، أمام كلوج الروماني في دوري أبطال أوروبا بعد تسجيله هدفين.
وعلى الرغم من أن مدرب مانشستر يونايتد، «السير» الإسكوتلندي أليكس فيرغيسون، لم يحصل على أفضل النتائج من فان بيرسي خلال ظهوره الأول مع الفريق أمام إفرتون، إلا أن الأخير عاد ليثبت أنه قادر على التألق في أي ناد ضارباً عرض الحائط جميع المخاطر وفي مقدمها الخروج من العملاق اللندني، أرسنال، إذ لم نعرف نجماً خرج من نادي «المدفعجية» وتألق خارجه، لكن فان بيرسي أثبت للجميع أنه رجل التحديات.
في ملاعب إنكلترا أيضاً، أثبت مهاجم تشلسي، البلجيكي إيدين هازار، أنه صفقة رائعة. فبعد موسمه الأخير في الدوري الفرنسي مع ليل، الذي سجل فيه 20 هدفاً وصنع 15 أخر، تم تصنيفه من قبل مجلات رياضية عالمية وبرامج تلفزيونية عديدة على أنه أفضل موهبة صاعدة في أوروبا. هازار لم يلق أي مشكلة في نقل هذه الموهبة وتكريسها في الملاعب الإنكليزية المعروفة بصعوبة التأقلم فيها حيث نجح الدولي البلجيكي مع الـ«بلوز» إن في مركز الجناح او في صناعة اللعب، مثبتاً انه من طينة الكبار. يكفي للتأكد من حقيقة هذا الامر التوقف عند وصف مدرب أرسنال، الفرنسي أرسين فينغر، له بأنه «اللاعب الذي يستطيع فعل كل شيء».
أما للسويدي زلاتان إبراهيموفيتش وباريس سان جيرمان الفرنسي فقصة طويلة، حيث بات النجم السويدي بعد مجيئه من ميلان الإيطالي، بمثابة المنقذ للفريق وبوصلته الأولى.
«إيبرا» نجم كبير جداً يكاد يصنف ضمن الأفضل في العالم لما يملكه من مزايا، وقد نجح في الارتقاء بفريقه للوصافة مؤقتاً بعد مخاض صعب أمام فرق سهلة نسبياً. أدوار إبراهيموفيتش تعددت في الملعب ليستفيد منه المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي ويضعه في مركز المهاجم المتأخر، حيث قدم ما هو أكثر من تسجيل الأهداف إلى صنعها فضلاً عن المساندة الدفاعية التي كانت تعدّ نقطة ضعفه نسبياً.
«كالخمر، كلما عتق زادت قيمته»، هكذا وصف نجم كرة القدم السويدية نفسه، الذي أقل ما يمكن القول عنه إنه يستحقه.
أما في إيطاليا، فالغاني كوادو اسامواه لفت الأنظار إليه من جديد، اذ بعد تألقه في أودينيزي، ها هو يتألق مع يوفنتوس. صفقة مثالية لـ«السيدة العجوز» باعتباره بديلاً للثلاثي المعتاد أندريا بيرلو وكلاوديو ماركيزيو والتشيلياني أرتورو فيدال، إذ يتمتع أسامواه بقدرات مميزة في مركز الوسط من الإبداع والحيوية إلى توزيع الكرات بشكل سلس وتسجيل أهداف من تسديدات قوية. ومن يعرف أسامواه، يعرف أهمية هذه الصفقة التي لاقت أثراً إيجابياً جداً على بنية يوفنتوس، حيث أعطى المدرب أنطونيو كونتي قدرة على تغيير شكل الفريق بالطريقة التي يريدها.
إذاً، صفقات في عالم انتقالات أوروبا نجحت وأخرى فشلت، إلا أنه بات واضحاً أن لاعباً جديداً بسعر مرتفع فقط لن يحقق التأثير المطلوب في الملعب، إذ إن الحصول على كرة القدم جذابة لا تكون إلا من خلال: موهبة اللاعب وتصميمه وإبداعه.



إبراهيموفتيش الأفضل


أشاد لاعب باريس سان جيرمان السابق البرتغالي بدرو باوليتا، بنجم فريق العاصمة الفرنسية، السويدي زلاتان إبراهيموفتيش، وقال الدولي البرتغالي السابق في تصريح له: «باريس سان جيرمان محظوظ جداً لامتلاكه إبراهيموفتش، إنه مهاجم متكامل تقنياً وبدنياً، ومن النادر أن تجد لاعباً يجمع بين هذه المواصفات»، وأضاف: «إبراهيموفتش ظاهرة، وأنا أعتبره أفضل لاعب في العالم، إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو».